سعودي أصيب في أفغانستان ويتعالج في باكستان يتمنى لو كانت لديه بندقية ليقتل صحافيين ظنهم أميركيين

عبد الرحمن أصيب في مطار قندهار وتسلل مع جرحى عرب وآخرين إلى كويتا للعلاج

TT

بينما كان الجريح عبد الرحمن (36 عاما) يتمدد فوق سريره بالمستشفى، صرخ بالانجليزية: «انا اكرهكم، انتم اعدائي ولو كانت لدي بندقية هنا لكنت اطلقت النار عليكم»، هكذا كان رد فعل عبد الرحمن (وتقول السلطات انه سعودي، بينما تشير تقارير اخرى الى انه اماراتي) عندما وقع بصره على صحافيين غربيين واقفين عند نهاية سريره. وتابع صراخه متسائلا «انتم اميركيون؟». وعندما اوضح له البعض ان الصحافيين من دولة جنوب أفريقيا لم يهدأ غضبه بل ارتفع صراخه من جديد قائلا «انا لا اصدقكم، أنا اكرهكم، انصرفوا من وجهي الآن».

وعمد اربعة مقاتلين جرحى من طالبان يرقدون بجوار عبد الرحمن الى سحب الاغطية فوق رؤوسهم وسط صراخه الحاد، وسأل الجريح «هل انتم مسلمون؟»، وعندما قال له الممرضون بأنهم ليسوا كذلك، اشتد غضبه وقال «اخرجوا هؤلاء الاميركيين من هنا فورا».

ويقدر الافغان المعارضون لطالبان عدد المقاتلين العرب في محيط قندهار بين 3 آلاف و5 آلاف مقاتل كان معظمهم قد جاء الى افغانستان لدعم طالبان او تنظيم «القاعدة». ويقسم العديد من هؤلاء على مواصلة القتال حتى ولو استسلمت طالبان. واوضح الطبيب محمد عمران ان الجرحى الخمسة ادخلوا الى المستشفى الثلاثاء الماضي بعد ان جرحوا في معركة حامية الوطيس ضد القوات المناهضة لطالبان وقعت في مطار قندهار. وشهد المطار حيث اصيب هؤلاء، معارك ضارية بين الطرفين وقصفا شديدا من النفاثات الاميركية. وثلاثة من بين هؤلاء من السعوديين وأحدهم نيجيري، اما الخامس فمجهول الجنسية. ووصلت هذه المجموعة الى باكستان بصورة غير قانونية، ربما عبر الممرات الجبلية التي تقع ضمن المناطق التي ترصدها القوات الاميركية والباكستانية للحيلولة دون هرب بن لادن عبرها. وكانت باكستان قد حاولت اغلاق حدودها مع افغانستان.

واشار عمران الى ان الجرحى رفضوا عند قدومهم الخضوع لتحقيق من جانب شرطة كويتا، كما اشار عوال خان مدير الشرطة في المدينة الى انهم «رفضوا مجرد البوح باسمائهم، ولكني قلت لهم انهم لن يحصلوا على اي علاج ان لم يفعلوا ذلك». وعند سؤال عبد الرحمن عن اسباب كراهيته للاميركيين ازاح غطاء المستشفى جانبا وكشف عن رجله اليسرى التي يغطيها الجص من اعلى الفخذ وحتى القدم وقال «بسبب هذا»، ثم انخرط في القاء محاضرة لاذعة قائلا «لقد قتلت صواريخكم آلاف الاطفال، ان قنابلكم الذكية ليست بذكية بل انها غبية». واردف «انكم تظنون بأنكم تتحكمون في كل شيء في العالم، ولكن هذا غير صحيح، فالله اكبر منكم جميعا». وعندها عاد الى الصراخ ثانية وقال «لو توفرت لي بندقية الآن فسأطلق النار عليكم، لاني اكرهكم واعرف انكم تكرهونني لاني مختلف عنكم، ان حربكم ضد الاسلام وليست ضد الارهاب». واعرب عبد الرحمن لصحافيين مسلمين من تلفزيون «اسوشييتد برس» الاخباري، عن رغبته في «قتال الاميركيين وجها لوجه»، كما انكر ان يكون عنصرا من عناصر القاعدة او طالبان، واكتفى بالقول انه مجرد «مجاهد». ورغم حديثه بعامية أميركية فانه رفض الكشف عن ان كان قد عاش في الولايات المتحدة ام لا، وكذلك رفض الاجابة عن الاسباب التي دعته الى القدوم الى افغانستان ومدة مكوثه فيها.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»