سفير واشنطن لدى إسرائيل يرجع سبب فشل اتفاق أوسلو إلى غياب الرعاية الأميركية له

TT

اعلن السفير الاميركي في اسرائيل دانيل كيرتزر ان غياب الرعاية الاميركية المباشرة لاتفاقات سلام اوسلو ربما كان سببا رئيسيا لفشلها. وكان كيرترز واحدا من المتحدثين في ندوة عقدت في مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان في تل ابيب، تحت عنوان «تقييم عملية السلام: عشر سنوات منذ مؤتمر مدريد». وقال كيرتزر في كلمته «يبدو ان غياب طرف ثالث يملك الصلاحية ربما كان عنصرا مهما تغيب عن اتفاقيات اوسلو الاصلية». واضاف «بالطبع يجب على الجانبين التفاوض وجها لوجه ولكن ربما يحتاجان الى مساعدة خارجية عندما يتعلق الامر باتخاذ القرارات الصعبة».

وتجدر الاشارة الى ان عملية اوسلو تطورت في ذات الوقت الذي عقدت فيه المحادثات متعددة الاطراف اعقبت مؤتمر مدريد ورعتها الولايات المتحدة. ولكن عملية مدريد تلاشت مع ظهور اوسلو في الصورة، التي بدأها مسؤولون فلسطينيون اسرائيليون في العاصمة النرويجية. وأشار العديد من المتحدثين في المؤتمر بما فيهم كيرتزر، الى ان التخلي تماما عن مدريد ربما كان خطأ. يذكر ان كيرتزر كان موظفا في البيت الابيض وشارك مشاركة كبيرة في عمليتي مدريد وما بعد مدريد، قبل ان يصبح سفيرا لبلاده في مصر ثم في اسرائيل.

واكد جوزيف الفر الرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية وجهة نظر السفير الاميركي، حيث اشار الى انه كان يمكن لاوسلو ان تكون في وضع افضل لو ان الولايات المتحدة لعبت دورا اكبر في العملية. وكان غياب التدخل الاميركي المباشر من بين الاسباب التي حددها كيرتزر لفشل عشر سنوات من محاولات صنع السلام بين العرب واسرائيل.

ومن بين الاسباب الاخرى عدم تناسق علاقات المؤسسات والسلطة. «فدولة بكل مؤسستها تتفاوض مع سلطة وصلت الى مقاليد الحكم قبل فترة قليلة. بالاضافة الى رفض الفلسطينيين التخلي عن الارهاب كوسيلة مشروعة للنضال، وعدم رغبة اسرائيل بوقف نشاط المستوطنات».

ومن بين المشاكل الاخرى التي واجهت عملية السلام هي الافتقاد التام لمجالات تعامل مباشرة بين الناس لصنع السلام. فقد كان المسؤولون يتفاوضون، ولكن لم يتوفر الا جهد بسيط لتغيير افكار الرأي العام في الجانبين.

لكن يظل اهم اسباب انهيار العملية، طبقا لما ذكره كيرتزر هو الافتقاد الى رؤية واضحة. ففي الوقت الذي تحدث الجانبان عن تلك اللحظة التي ستجري فيها محادثات التسوية النهائية، لم يكن من الواضح ما هي التسوية النهائية. وربما كان الافتقاد الى الاستعدادات النفسية والسياسية هو السبب في صدمة الطرفين في كامب ديفيد.