البرغوثي: أبدل مكاتبي وسياراتي مثلما أبدل ملابسي بسبب تهديدات الاغتيال الإسرائيلية

TT

يصل مروان البرغوثي، امين سر اللجنة الحركية العليا في تنظيم حركة «فتح» في الضفة الغربية التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، للمشاركة في اجتماعات بمدينة رام الله، في سيارة سوداء اللون من طراز اودي الالمانية، ولكنه ربما يأتي للمشاركة في اجتماع آخر او حضور مناسبة اخرى وهو يستقل سيارة اخرى سوبارو صفراء او متسوبيشي بيضاء. واذا قضى ليلة في حي من احياء المدينة، فانه لا بد ان يقضي الليلة التي تليها في حي آخر. ويقول البرغوثي انه يغير المكاتب والمنازل التي ينام فيها كما يغير ملابسه.

والسبب في كل هذه الاحتياطات الامنية التي يتخذها البرغوثي وغيره من نشطاء الانتفاضة وعناصر الفصائل المسلحة هو سياسة الاغتيالات التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية ضدهم واسفرت حتى الان عن قتل ما لا يقل عن 60 منهم واخرهم محمود ابو هنود قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اخيرا، انه مصمم على مواصلة سياسة الاغتيالات. وقد صار السياسيون الفلسطينيون يشعرون بالضغط الشديد الذي تسببه الحملة ضدهم.

وما ينطبق على البرغوثي ينطبق ايضا على حسن يوسف، احد كبار مسؤولي حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في الضفة الغربية، فهو يتخذ احتياطات امنية مشابهة. ويستقبل يوسف، الذي يعيش في مدينة رام الله، زواره في مكاتب شركة حيفا التجارية للالكترونيات، وهي شركة عادية تحتل مبنى لا يلفت الانظار في شارع جانبي بلا اسم. والنافذة الوحيدة في المكتب تفتح على فناء داخلي والستائر مسدلة.

ويعترف يوسف بان الاجراءات الامنية والاحتياطات مطلوبة على اعلى المستويات. وقال ان مروحيات الاباتشي الاميركية الصنع لا يمكن ان توجه صاروخا من خلال هذه النافذة.

يرى الفلسطينيون انهم محاصرون حصارا محكما. فقراهم ومدنهم محاطة من جميع الجهات بالدبابات والقوات الاسرائيلية. والاجواء فوقهم تحتلها بالكامل المروحيات الاميركية الصنع، ومقاتلات من طراز «اف 16». ولا يبدو ان الاسرائيليين يجدون صعوبة في تعقب اهدافهم، سواء من خلال الجواسيس من البشر او من خلال التجسس الالكتروني.

وعندما قصفت المروحيات الاسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي مقر وزارة الداخلية الفلسطينية الملاصق لمقر الرئاسة في مدينة رام الله التي كان الرئيس عرفات موجودا فيها حينها، قال المسؤولون الاسرائيليون انهم يعرفون في كل لحظة اين يوجد عرفات.

وقال البرغوثي الذي ادعت اسرائيل انه على علاقة بهجمات وقعت في الضفة الغربية «انا اسمع عن استفزازات اسرائيل وتهديداتها بالاغتيال. ولذلك احاول ان اخذ حذري. ولكن ليس من السهل ان تكون حذرا مع الاسلحة الاسرائيلية ومع التقنيات والمروحيات. نحن نعيش في مدينة صغيرة. وكم عدد المرات التي تستطيع تغيير سيارتك فيها؟ ثلاث مرات او اربع مرات؟ هذا لا يكفي».

تقول اسرائيل انها لا تنوي اغتيال عرفات نفسه، ولكنها تحاول ان تجبره على القضاء على المجموعات التي تنفذ ما تسميه بالهجمات الارهابية.

* خدمة واشنطن بوست: خاص بـ«الشرق الأوسط»