مبارك إلى سورية اليوم للتباحث مع الأسد حول تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

الرئيس المصري يزور المغرب مطلع العام المقبل.. وماهر يرجع تأجيل المؤتمر الوزاري العربي إلى أسباب إجرائية

TT

في اطار الاتصالات بين الاطراف العربية في ضوء الاعتداءات والمجازر الاسرائيلية على الفلسطينيين، يقوم الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة اليوم الى العاصمة السورية دمشق تستمر عدة ساعات يجري خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد حول تطورات الأوضاع على الأراضي الفلسطينية، واطلاع الرئيس السوري على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري لاسرائيل ولقائه مع كل من رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الخارجية شيمعون بيريس ثم لقائه بالرئيس عرفات بهدف تهدئة الأوضاع المتفجرة بالمنطقة. كما تتناول القمة المصرية السورية الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية المقرر عقده بعد غد بالدوحة الى جانب عدد من القضايا الدولية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين مصر وسورية. وكان مبارك قد تلقى اتصالا هاتفيا صباح أمس من الرئيس السوري تم خلاله تبادل وجهات النظر بالنسبة للتطورات المتلاحقة بالشرق الأوسط، وتعد زيارة مبارك الى دمشق الرابعة العام الحالي. وقد تلقى الرئيس مبارك تقريرا من وزير الخارجية أحمد ماهر حول نتائج زيارته الى اسرائيل والتي اعقبها بلقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وقال ماهر انه أبلغ المسؤولين الاسرائيليين ان الاسلوب الذي يتبعونه ازاء الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لن يحقق لاسرائيل الأمن ولا السلام، مضيفا انه ليس من المستغرب القول بأننا لم نلتق معهم حول جميع النقاط المطروحة. ووصف الموقف الحالي بأنه بالغ الدقة. وحول لقائه مع الرئيس عرفات أوضح ان الهدف هو التعبير عن التضامن والمساندة للقيادة الفلسطينية والبحث في وسائل دفع الأمور الى الأمام من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتخليصه من الممارسات الاسرائيلية وبدء التفاوض الجاد بين الفلسطينيين والاسرائيليين من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس. من ناحية اخرى، أكد المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز ان القاهرة حين بعثت بوزير الخارجية أحمد ماهر الى اسرائيل لم تتراجع عن موقفها بعدم اجراء اتصالات مع حكومة شارون، موضحا ان مصر استهدفت اظهار خطورة الموقف وتداعيات استمرار هذا النهج، وكذلك كشف حكومة شارون وتعريتها امام الرأي العام والقاء الكرة في ملعبها واظهار عدم جديتها في الحوار. واضاف ان مصر لا تتوقع ان تغير حكومة شارون سياساتها أو تتراجع عن منهجها أو وقف عملياتها ضد الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، تسلم الرئيس مبارك امس رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس حول الأوضاع بالمنطقة والعلاقات الثنائية بين مصر والمغرب قام بتسليمها وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى خلال لقائه أمس الرئيس المصري الذي شهده وزير الخارجية أحمد ماهر وسفير المغرب في القاهرة د. علي أومليل. وأعلن وزير الخارجية المغربي بعد جلسة مباحثات مع نظيره المصري أحمد ماهر بوزارة الخارجية المصرية أمس أن الرئيس مبارك سيقوم بزيارة رسمية للمغرب في مطلع العام المقبل يرأس خلالها الجانب المصري في اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين. وقال ماهر ان المباحثات تناولت عددا من الموضوعات من بينها الأوضاع بالأراضي الفلسطينية والقارة الافريقية واعلان اغادير الرباعي بين مصر والمغرب وتونس والأردن، مؤكدا ان هناك توافقا كاملا في الرأي بين البلدين وهو أمر طبيعي، كما تناولت انعقاد المؤتمر الوزاري الاسلامي بالدوحة. وذكر بن عيسى ان لقاءه مع مبارك تضمن استعراضا للقضايا التي تهم البلدين خاصة العلاقات الثنائية واجتماع اللجنة المشتركة بجانب التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد الفلسطينيين والسلطة الوطنية. وقال «اننا ناقشنا أيضا التعاون العربي وتبعية توسيعه خاصة في اطار التعاون المتوسطي واعلان اغادير، ونحن نعمل على صياغة ميثاق بين الدول العربية الاعضاء بالشراكة المتوسطية حتى يكون لنا موقف تفاوضي وقدرة أكبر وأقوى مع الاتحاد الاوروبي وتفاهم جماعي أشمل بين دول شمال وجنوب المتوسط». وأوضح ان الملك محمد السادس كلفه بدعم المشاورات بين المغرب ومصر في جميع النواحي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. وردا على سؤال حول وجود انقسام بالمواقف العربية ونقل اجتماع لوزراء الخارجية العرب الى الدوحة ثم الغائه، قال ماهر إن تأجيل اجتماع مجلس الجامعة ليس بسبب أي خلاف عربي بالمواقف ولكن يرجع الى اخطاء اجرائية وقعت في الأيام القليلة الماضية أدت الى تأجيله وسوف يعقد في القريب العاجل. وكرر ان تأجيله «ليس لأسباب موضوعية ولكن بسبب اخطاء اجرائية كان من نتيجتها أنه تعذر عقده في القاهرة وتعذر أيضا عقده في مكان آخر، لأن اللائحة تنص على أن يعقد اجتماع مجلس الجامعة بمقر الأمانة العامة ما لم يقرر المجلس الانتقالي الى مكان آخر، وهو أمر لم يحدث، وهذا الخلط هو الذي أدى الى تأجيله وهذا لا يعني قلة الاهتمام بما يجري في فلسطين فنحن قلقون ومصر تقوم باتصالات مستمرة». من جانبه، وردا على سؤال حول الوضع بالقدس، ودور لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، قال بن عيسى ان العاهل المغربي اوفده قبل اسبوعين الى الرئيس الاميركي بوش وكذا لعدد من رؤساء الدول الأخرى «في اطار مناقشة هذه القضية (القدس) التي هي المحور الرئيسي في جميع تلك اللقاءات وهي حجر الزاوية في أي اتفاق فلسطيني اسرائيلي، ونحن نؤكد على ضرورة ان يعي المجتمع الدولي ان أي تغيير في وضع القدس من جانب اسرائيل هو خرق صريح للشرعية الدولية ويجب ان نكون واعين أن أي تسوية لقضية القدس هي جزء من مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل». وردا على سؤال عن امكانية استئناف المغرب عضويته بمنظمة الوحدة الافريقية، قال بن عيسى «ان المغرب جزء لا يتجزأ من القارة الافريقية ومن نضالها السياسي والاقتصادي والثقافي وهو يريد أن يكون البناء الافريقي قويا يجسد طموحات شعوب القارة ويواجه رهانات المستقبل، لكننا نريد أن يكون كل ذلك قائما على الشرعية والمعقول وليس على طرق المواثيق واللامعقول. نحن خرجنا من المنظمة لأنه كان هناك خرق واضح وخطير لميثاقها ونحن لا نريد ان نساهم في خرقها وسنعود حين تعود الشرعية الى منظمة الوحدة الافريقية وعلاقتنا قوية بها بل هي أقوى الآن مما كانت عليه، حين كنا نجلس في مقعدنا بها». وحول مدى ما يتوقعه من اجتماع الدوحة في ظل خلافات عربية اسلامية، دعا بن عيسى «الى تفادي الاختلافات وان نكون عمليين وان نلتزم بما نحن قادرون عليه ونتعشم في كل لقاء عربي اسلامي الى توحيد وجهات النظر لأن الوقت الذي نعيشه خطير ودقيق ولا يحتاج الى مزايدات كلامية وان نتفق على الممكن لتفعيل السلام».