عائلة الظواهري في القاهرة تتقبل العزاء في أسرة نجلها رغم عدم تأكدها من وفاتها

TT

بعد يوم واحد من نشر نعيهم في الصحف المصرية، فتحت عائلة زعيم تنظيم الجهاد المصري الدكتور ايمن الظواهري في هدوء تام باب منزلهم الكائن بـ23 شارع النهضة بالمعادي في القاهرة لتلقي العزاء في وفاة زوجة الظواهري عزة أنور نويرة وابنائها الخمسة.

واقتصرت مراسم عزاء الاسرة التي سلمت بالامر الواقع بوفاة ذويهم في افغانستان بعد ان لم يجدوا مصدرا ينفي انباء وفاتهم، على استقبال المعزين في الشقة التي تقع بالحي الفاخر بالمعادي بميدان النهضة. وبدأت الاسرة في استقبال المعزين بعد ان قامت بنشر اعلان في صفحة الوفيات بجريدة الاهرام القاهرة نعت فيه اسرة ايمن الظواهري.

وبدا أن اسرة الظواهري لم تشأ توسيع مراسم العزاء بل اقتصرت على شقة والدته التي تقطن بها ومعها اخوه المهندس حسين الظواهري حسبما تابعت «الشرق الأوسط» مراسم العزاء وبدا الامر هادئا منذ ان فتحت الخادمة باب الشقة لاستقبال المعزين فلم نلحظ سوى عدد من الكراسي مصطفة في انتظار المعزين في غرفة الاستقبال المفروشة بالسجاد، والحوائط الخالية من أي صور، والمنزل البسيط واللافت انه ليس هناك أي شيء يدل على تأثر الاسرة بحياة ابنهم الاصولي المتشدد، فسيدات الاسرة في زيهن ملتزمات بالحشمة ولكن لسن منقبات.

دقائق معدودة ورن جرس الباب ودخلت اخت ايمن الصغرى د. هبة الظواهري التي تعمل طبيبة في معهد الاورام التابع للقصر العيني حضرت العزاء مع الاسرة وكان في جعبتها الكثير لتسأل عن أي معلومات عن اخيها ايمن وابنائه لانها ومعها الاسرة، كما اكدت لا تعرف اي شيء عنه الا من خلال ما تنشره الصحف ويذاع في المحطات التلفزيونية. اخت د. الظواهري كانت تتلهف على الحصول على نسخ جريدة «الشرق الأوسط» التي تنشر فيها مذكرات اخيها الاخيرة.

وقالت الدكتورة هبة الظواهري انها ليست متأكدة من وفاة ابناء اخيها ايمن وزوجته حتى الآن لان الاسرة ليس امامها دليل مادي على وفاتهم الا ما ينشر في الصحف. واضافت ان الاسرة كان في نيتها ان تطالب برفات ذويها ولكن العديد اكد لهم ان في الغالب لا توجد رفات لموتى، لان القصف الجوي شديد لا يبقي على احد ويجعل من الصعوبة التعرف على جثث الموتى. وذكرت ان الاسرة لا تعرف عن اخيها ايمن أي شيء منذ فترة طويلة بعد ان غادر مصر.

وجاءت بعد دقائق معدودة، اثناء حديث اخت الدكتور ايمن، والدته السيدة اميمة عبد الوهاب عزام وهي سيدة تجاوزت السبعين من عمرها وكانت تضع طرحة سوداء على رأسها مرتدية نظارة. أم ايمن تمتلك قدرا كبيرا من اللباقة في الكلام فهي خريجة كلية الاداب جامعة القاهرة وابوها سفير سابق لمصر في باكستان الدكتور عبد الوهاب عزام ولم تتطرق كثيرا في حديثها الى حياة ابنها بل اعتبرت ان مصاب الاسرة ليس وحدها، بل اظهرت تأثرها بالقصف الاسرائيلي الاخير خاصة انه حدث في نهار رمضان. وتساءلت السيدة اميمة: ما ذنب هؤلاء الاطفال الذين يموتون في فلسطين، وما ذنب ابناء ابني ايمن حتى لو كان ابوهم اخطأ فما ذنب اطفاله الابرياء... انها ازمتنا جميعا وليست مأساة اسرة ولدي؟».

اما شقيق ايمن الاصغر حسين وهو مهندس معماري فملامحه تدل على الهدوء والتريث في الكلام وله ابن صغير كان يلعب في المنزل الذي كان يتهيأ لاستقبال المعزين.

وحرصت عائلة الظواهري على ان تنعى ابنها في الصحف حرصا على تأكيدها على انها ما زالت تقدره وتحسبه احد ابنائها. واكدوا ان اسرة نويره التي تنتمي اليها زوجة الظواهري لم تنشر نعيا حتى الان حتى تتأكد من نبأ مقتل ابنتها على ان يتم ذلك في نهاية الاسبوع ان لم تأت معلومات جديدة تشير الى انهم احياء.

ولم تتطرق اسرة الظواهري مباشرة الى أي شيء عن حياته الشخصية باستثناء ما اكدته امه السيدة أميمة من ان ابنها ايمن تزوج من عزة النويري في 1979 وان زوجته خريجة كلية الاداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة، وانها كانت تتمنى دائما ان تموت شهيدة، وهذا ما اكدته د. هبة الظواهري بان زوجة اخيها كانت تمتاز بالهيبة وانها كانت مرتبطة باخيها ايمن حتى خلال فترة سجنه «عندما كان يقضي عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات في قضية الجهاد عام 1981».

وقالت أم الظواهري انها لم تعرف شيئا عن اسرة ابنها ولم ترى ابناءه منذ فترة طويلة وبعضهم لم ترهم نهائيا لان زوجته انجبت ابنته الاولى فاطمة في 1980 وبعد ان خرج من السجن انجبت اميمة. وفي 1988 جاء ابنه محمد وكان وقتها خارج مصر. ووالدة ايمن الظواهري اظهرت تعاطفا كبيرا مع اسرة زوجة ابنها خاصة امها نبيلة جلال لانه ليس لديها احفاد سوى ابنها ايمن من ابنتها عزة وليس لها ابناء اخرين سوى ابنها مهندس الكومبيوتر عصام انور نويره الذي لم ينجب.

على جانب اخر، قال المحامي محفوظ عزام خال والدة ايمن الظواهري والذي يعتبر متحدثا باسم العائلة ومحامي ايمن، انه رغم نشر النعي لزوجة ايمن الظواهري وابنائها وتقبل عائلته العزاء الا ان العائلة تعتقد ان الامر ما زال غير مقطوع به وان اجراءات العزاء اتخذتها العائلة للتأكيد على ان العائلة ما تزال تعتبر الظواهري واسرته، نجلهم الذي يحبونه. واستبعد ان تقوم عائلة الظواهري في مصر بتقديم اية طلبات للحكومة المصرية باستعادة جثث زوجة ايمن وابنائها وقال ان هذا اجراء غير مجد.

وحول ما إذا ان كان لعائلة الظواهري اية معلومات عن مصير ايمن قال عزام «ان معلوماتنا نعرفها من الصحف ووكالات الانباء وقنوات التلفزيون وليس لدينا جديد»، نافيا ان يكون الظواهري قد اجرى اتصالات اوسع لاعلام اسرته بمصيره ووضعه الحالي في حال كونه حيا. وقال عزام ان عائلة الظواهري لن تقيم سرادقا للعزاء، مضيفا ان «الامن لن يسمح لنا بذلك واعتقد ان النعي الذي تم نشره جاء في غفلة من اجهزة الرقابة التي لم تتوقع نشر هذا النعي في هذا التوقيت».