الولايات المتحدة تقصف «تورا بورا» بأكبر قنبلة تدميرية

البنتاغون يؤكد أن تحقيق أهدافه يتطلب إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان

TT

استخدمت الولايات المتحدة امس في افغانستان اكبر قنبلة تدميرية تقليدية في ترسانة اسلحتها. فقصفت الطائرات الحربية الاميركية مواقع لتنظيم «القاعدة» في منطقة تورا بورا بثلاث قنابل زنة القنبلة الواحدة 15 ألف رطل قبل ان تبدأ قوات المعارضة، التي يسميها الاميركيون «التحالف الشرقي»، وهي من ثلاث قبائل افغانية، هجومها الذي انتظرته القوات الاميركية طويلا ضد الكهوف والانفاق التي يعتقد ان بن لادن واتباعه يختبئون فيها في الجبال البيضاء شرق افغانستان.

وفور بدء هجوم «التحالف الشرقي» توقفت الطائرات الحربية الاميركية، كما قال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، عن القصف حتى لا تقع اصابات في صفوف المعارضة على غرار ما حدث في قندهار الاربعاء الماضي.

واعرب المسؤولون عن الامل في ان يؤدي الهجوم على مجمع الكهوف والانفاق الى القضاء على بن لادن الذي تقول تقارير انه يقود حوالي الف مقاتل من «القاعدة» في هذه المعركة التي يأمل الاميركيون ان تكون الاخيرة فيما يتعلق بهدف القضاء على بن لادن.

وفي هذا الشأن، حذر مسؤولون كبار في البنتاغون، بالاضافة الى عدد من اركان الادارة الاميركية، من ان القضاء على بن لادن زعيم طالبان والملا محمد عمر، لا يعني نهاية الحملة العسكرية في افغانستان.

وقال مسؤولون كبار في البنتاغون انه على الرغم من انهيار حركة طالبان ومحاصرة ما تبقى من مقاتلي «القاعدة» فانه «وحتى يتم انجاز وتحقيق اهداف الولايات المتحدة في افغانستان، فان ذلك قد يتطلب ارسال المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان، وان تلك القوات قد تحتاج الى وقت طويل، وربما لسنوات حتى تحقق الاهداف المرجوة منها.

وكان الرئيس جورج بوش وكبار اركان ادارته قد اعلنوا منذ بدء الحملة العسكرية في افغانستان ان الحرب ستستغرق وقتا طويلا وطلبوا من الشعب الاميركي الصبر، وتوقع حصول خسائر بين قتلى واسرى في صفوف القوات الاميركية.

واكد مجددا هذا الاتجاه بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي بقوله «من المهم جدا للشعب الاميركي ان يتفهم بان اهدافنا في افغانستان لا تزال كبيرة جدا ويجب علينا تحقيقها، وان اعداءنا الذين لحقت بهم «نصف هزيمة» يمكن ان يكونوا خطرين جدا وربما يمضي وقت طويل قبل القضاء عليهم». وقال انه ربما يقتضي ذلك ارسال المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان. واضاف وولفويتز في مؤتمر وزارة الدفاع الصحافي امس ان الوضع في افغانستان لا يزال معقدا وخطرا.

وردا على سؤال حول ما اذا كان قد تم قتل بعض قياديي «القاعدة» وعن اعدادهم، قال وولفويتز «انه من المستحيل تقديم عدد بقتلى مقاتلي القاعدة او قادته. وقد قتلنا منهم في الكهوف. وربما لا نعرف اطلاقا عددهم. وان ما نعرفه ان العدد صغير، لكن الكثير لا يزالون احرارا. ولذلك فالحملة طويلة».

واكد وولفويتز في المؤتمر الصحافي ان عناصر تنظيم «القاعدة» يتوزعون في اكثر من 60 بلدا بينها اميركا، واننا اذا قضينا على جزء من التنظيم فان ذلك لا يعني القضاء عليه. وقال: «ان هناك الكثير من العمل المطلوب انجازه في افغانستان».

واعلن وولفويتز انه «تم القبض خلال الايام القليلة الماضية على اثنين او ثلاثة من القادة المهمين في حركة طالبان»، لكنه رفض تحديد هوياتهم وقال: ان المعارضة التي تعتقلهم تدرك اننا نريدهم. وهذا ما نعمل عليه.

وفي تأكيده على ان المهمة في افغانستان لم تنته، والاهداف الاميركية لم تتحقق، قال وولفويتز «ان قوات القاعدة لا تزال متحصنة في الكهوف والانفاق وتقاتل. وهناك الكثير من العمل المتبقي، والتركيز ليس على شخص او اثنين»، في اشارة الى بن لادن والملا محمد عمر.

وعن الهدف من استخدام القنبلة من زنة 15 الف رطل قال الادميرال جون ستافيلبيم في المؤتمر الصحافي المشترك مع وولفويتز ان الهدف له شقان: الاول سيكولوجي للتأثير على العدو، والثاني يعود للقوة التدميرية الهائلة، ولان هناك (الاهداف التي ضربت) قوات اساسية للقاعدة وربما كبار القياديين هناك ايضا. وقال ان بن لادن ربما موجود معهم و«نأمل ذلك».

وحول ما اذا كان بن لادن قد تمكن من الوصول الى الصومال او اليمن فكيف ستتصرف اميركا مع هذا الاحتمال، قال وولفويتز «الصومال بلد بلا حكومة. وللقاعدة وجود هناك، ولكن التركيز يجب ان يظل على افغانستان».

وعن احتمال ان يكون العراق والرئيس صدام حسين الهدف التالي قال وولفويتز «ان المهم جدا هو ابقاء التركيز على افغانستان. ومن الخطأ الكبير ترك العدو وقد هزم نصف هزيمة»، مضيفا ان «امامنا عملاً كثيراً في افغانستان».

وقال ايضا: «ان الرئيس بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد اوضحا انه لا بد وان يتخلص العراق من اسلحة الدمار الشامل. وهذا ما وافق عليه في نهاية حرب الخليج وعليه ان يسمح للمفتشين الدوليين بالعودة، وان لم يسمح فهناك طرق عدة للتفكير في الامر».

واضاف وولفويتز ان الرئيس قال منذ البداية في خطابه امام الكونغرس ان الحملة ضد الارهاب حملة طويلة، وليست ضد القاعدة وطالبان فقط، فهناك 60 بلداً للقاعدة وجود فيها. ثم هناك مشكلة الدول التي تدعم الارهاب ولا بد من حلها.

واشار الى ان «اسلحة الدمار الشامل هي الخطر الاكبر اذا استخدمها الارهابيون».