أمير قطر يدعو الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لوضع حد للسياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين

TT

طالب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة العمل على وضع حد فوري للسياسة الاسرائيلية التي لن تؤدي الا الى القضاء على آخر فرصة متاحة لاحلال السلام في المنطقة. جاء ذلك في كلمة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى افتتاحه الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامية مساء امس في الدوحة.

وقال ان هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف فلسطينية خطيرة ومأساوية، مشددا على ان الخروج من هذا الاجتماع بقرارات ملموسة لعلها تساعد اصحاب الحق في استرداد حقوقهم الوطنية الثابتة.

واضاف قائلا: «وكم كان بودنا ان يشاركنا في هذا الاجتماع فخامة الأخ الرئيس ياسر عرفات الذي حالت دون مشاركته ظروف كلنا نعرفها جميعا بسبب الاجراءات والممارسات الاسرائيلية المتعنتة ليضعنا في صورة ملموسة للتطورات الخطيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني».

وقال الشيخ حمد «انه على الرغم من ذلك كله فانه حاضر بيننا بأفكاره واسمهامه المستنير المستلهم نضال شعبه المتواصل بالصمود والثبات».

من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني عرفات في كلمته للاجتماع الاسلامي الطارئ والتي القاها نيابة عنه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بتدارس وبحث التصعيد الخطير للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني واتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة هذا العدوان السافر الذي تجاوز كل الحدود والمحرمات والاتفاقيات المبرمة.

واوضح عرفات انه خلال اربعة عشر شهرا تعرض الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية لأشرس عدوان وحشي غادر استخدمت فيه اسرائيل كل ادوات القتل والارهاب والتدمير، ودخل العدوان الغادر مرحلة خطيرة جدا بدأت بقصف طائرات «اف 15» و«اف 16» بالاضافة الى المروحيات الاميركية وكل الاسلحة، مما اوقع 1900 قتيل و39 الف جريح من الفلسطينيين اضافة الى تدمير البنية التحتية والمنشآت الاساسية وطائرات الرئاسة ومقراتها مرافقها.

واضاف عرفات انه رغم ذلك فان السلطة الوطنية لم تتوان لحظة في سبيل توفير كل السبل لخلق الاجواء المناسبة لتحقيق السلام القائم على الحق والمساواة وقرارات الشرعية الدولية الخاصة باللاجئين ومبدأ الارض مقابل السلام طبقا لمؤتمر مدريد.

ودعا الاجتماع الى تبني موقف اسلامي حازم وحاسم لدعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة والتحرك العاجل من خلال بذل جهد عاجل ومؤثر لدى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لايجاد آلية دولية توفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلزم اسرائيل وقف عدوانها الهادف الى تقويض السلطة الوطنية واحلال الفوضى ومحاولة اعادة الاحتلال للاراضي المحررة.

ومن جانبه، حذر الدكتور عبد الواحد بلقزيز، الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، من ان قضية فلسطين لم تعد في المفهوم الدولي الجديد قضية تقرير مصير تقليدية لشعب اغتصبت ارضه وانما صارت قضية وضعت في اطار تيار دولي جارف هدفه مناهضة ما يسمى بالارهاب الدولي.

واضاف الدكتور بلقزيز انه نجم عن الوضع الدولي الجديد امران، الاول وتمثل في زيادة الوعي الدولي بضرورة ايجاد حل سريع للقضية الفلسطينية وقضية الشرق الأوسط، والثاني سلبي ويتمثل في محاولات جادة لاضفاء صفة الارهاب على اعمال المقاومة التي تقوم بها حركات التحرير الفلسطينية وغيرها.

ودعا بلقزيز الى ارسال ما اسماه باشارات قوية في نهاية هذا الاجتماع الى الدول الكبرى المؤثرة لتنبيه اسرائيل وتحذيرها من مغبة ما أخذت تلوب به مؤخرا من تصفية رجال السلطة الوطنية الفلسطينية مما قد تنجم عنه مضاعفات خطيرة قد تدخل المنطقة في صراعات لا تحمد عقباها.

وفي كلمة مماثلة لعمرو موسى، الامين العام لجامعة الدول العربية، اقترح ثماني نقاط لحل القضية الفلسطنينية هي: عدم القبول بنظريات السلام الاسرائيلية تحت اي ظرف من الظروف لأن السلام يجب ان يكون متوازنا وعادلا، وعدم القبول بدعاوى الامن الاسرائيلي التي تحمل تزويرا كبيرا لحقائق الامور في الشرق الاوسط، وعدم القبول بالامر الواقع الذي تعمل اسرائيل على خلقه ليظل هذا الوضع مهتزا غير مشروع لا يقيم حقا ولا يرتب التزاما، والتعبير السياسي الرصين انه مهما كان الوضع ومهما كانت التطورات فان دولة فلسطين الحقيقية يجب ان تقوم على ارض الضفة وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية وان تحل مشكلة اللاجئين، وان هذا موقف لن يهتز لدول المؤتمر الاسلامي وان الاحتلال العسكري الاجنبي يعني ويؤدي الى قيام المقاومة المشروعة ضده، وان هذه معادلة أبدية لا يمكن هزها ولا اقناع احد برفضها، وان الفلسطينيين هم في حالة دفاع عن النفس ضد الاحتلال العسكري الاجنبي وليس العكس ومع ذلك ضرورة حماية المدنيين وعزلهم عن مجريات الصدام وكذلك تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة وضرورة ارسال مراقبين الى الاراضي المحتلة لحماية الفلسطينيين وتوفير الامن والاستقرار المؤقتين على الاقل والتحرك معا نحو الولايات المتحدة لتفعيل اطار التحرك الذي اقترحه وزير الخارجية الاميركي في خطابه امام احدى الجامعات الاميركية مؤخرا والذي قوبل قبولا حسنا.

واضاف انه يؤيد ما طرحه امير دولة قطر في كلمته التي وصفها بأنها آلية مثلى لاتخاذ اجراءات عملية لمواجهة السياسة الاسرائيلية المغرقة في السلبية والمستغرقة في العدوان، الى جانب ما جاء في كلمة الرئيس عرفات.