إسرائيل تقتل طفلين فلسطينيين في محاولة لاغتيال أحد نشطاء «الجهاد» في الخليل

TT

في الوقت الذي كان فيه الوسيط الاميركي، الجنرال انتوني زيني، يهدد بالعودة الى واشنطن اليوم «لامضاء عطلة ميلاد طويلة»، اعلنت اسرائيل رفضها مبادرة الهدنة التي اعلنتها اربع منظمات عسكرية فلسطينية مساء اول من امس. وترجمت هذا الرفض امس بمحاولة اغتيال احد نشطاء الجهاد الاسلامي في الخليل، المدعو محمد سدر، فقصفت سيارته بالصواريخ اطلقتها طائرة مروحية من طراز اباتشي وهي تقف على مفترق طرق عند شارة ضوئية في شارع السلام في حي «مربع الستة» وقتلت بهذه الصواريخ الطفل برهان الهيوني وعمره ثلاث سنوات والطفل شاوي عرضة (13 سنة) واصابت سبعة آخرين بجراح، احدهم محمد سدر الذي اصيب بجروح متوسطة. وقد احترقت السيارة بالكامل ولحقت اضرارا كبيرة بالسيارات التي كانت موجودة وقت الاعتداء.

وكان المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل، قد قرر استئناف عمليات الاغتيال بحق القادة الفلسطينيين المدنيين و«عدد من القيادات الوسطى من المتطرفين»، من دون ان يحدد مقاييس موحدة وواضحة لذلك، كما قرر مواصلة الاجراءات ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، «بوصفها سلطة داعمة للارهاب ولم تفعل ما يجب عمله لوقف الارهاب». وحاول وزير الخارجية شيمعون بيريس ان يخفف الاجراءات او يجمدها، باعتبار ان عرفات «بدأ يبذل جهودا حقيقية لمكافحة الارهاب».

لكن رئيس الوزراء ارييل شارون رفض ذلك، وراح يقنع وزير خارجيته بموقفه، مستقلا الدعم الاميركي، فقال: «انت تعرف ان الادارة الاميركية تقف معنا بالكامل فهو ـ اي عرفات ـ لا يسير الا بالضغط الشديد. فاذا غيرت ـ يقصد الادارة الاميركية ـ نغير».

ولوحظ ان بيريس خرج من الاجتماع يدعو عرفات الى «بذل المزيد من الجهد»، وقال: «لعرفات ما يكفي من القوة والسلاح لمكافحة تنظيمات الارهاب، فيوجد لديه 60 الف شرطي مسلح».

يذكر ان الوسيط زيني، كان قد دعا قادة الاجهزة الامنية الاسرائيليين والفلسطينيين الى اجتماع، اول من امس، ولم يبق معهم سوى بضع دقائق قال خلالها لهم انه سيغادر المنطقة خلال 48 ساعة، عائدا الى بلاده في عطلة عيد ميلاد طويلة، اذا لم يحصل تقدم جدي خلال هذا الوقت نحو اطلاق النار.

واكد المسؤولون الاسرائيليون ان التحذير الذي اطلقه الجنرال زيني، موجه عمليا ضد عرفات والسلطة الفلسطينية وليس الى اسرائيل «فهو لم يطلب منا القيام بأي شيء على الاطلاق. واوضح ان طلباته من اسرائيل ستأتي فقط بعد ان تنفذ السلطة الفلسطينية التزاماتها بوقف النار».

اما زيني نفسه، فقد اكد، امس الاثنين، ان طلبه من الطرفين عمل شيء خلال 48 ساعة، ليس تهديدا لاحد. ولا يعني انه سيعود الى بلاده ولن يعود «فقد اخذت على عاتقي مهمة صعبة. ولم افقد الامل. وحتى لو اضطررت الى المغادرة، فانني سأعود. وسأظل اتحرك على خط واشنطن ـ تل ابيب ـ رام الله، حتى نحقق طموحنا في الهدوء والاستقرار والسلام.

واعلن امس ايضا ان رئيس دائرة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، قرر القدوم الى المنطقة اليوم للقاء شارون وعرفات. والتقى امس في بروكسل مع كل من بيريس ونبيل شعث وزير التعاون الدولي في السلطة الفلسطينية. يذكر ان سولانا كان عضوا في لجنة ميتشل. وسيصل كمبعوث من الاتحاد الاوروبي ليحاول دفع تطبيق توصيات لجنة ميتشل الى الامام، كما قال.