واشنطن وافقت شارون على منع عرفات من السفر إلى مؤتمر الدوحة

TT

كشف مصدر سياسي كبير في اسرائيل ان رئيس الوزراء، ارييل شارون، منع، بموافقة اميركية، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مغادرة المناطق الفلسطينية.

وجاءت الموافقة الاميركية على لسان وسيط السلام الاميركي الجنرال انتوني زيني الذي قال انه يؤيد شارون في موقفه: فاذا كان عرفات صادقا في تثبيت وقف اطلاق النار، فان عليه ان يبقى في المنطقة ويعالج الارهاب والارهابيين كما يجب».

وكان من المقرر ان يشارك الرئيس عرفات في الاجتماع الوزاري لدول منظمة المؤتمر الاسلامي في العاصمة القطرية، الذي افتتح امس في الدوحة. وحسب مصدر اسرائيلي، فان عرفات توجه للحكومة الاسرائيلية بواسطة مستشاره الاقتصادي محمد رشيد المعروف باسم خالد سلام يطلب ان لا تعرقل سفره الى الخارج. وهو طلب تقليدي، يُقدمه مكتب الرئاسة الفلسطينية كل مرة يغادر فيها عرفات الضفة الغربية او قطاع غزة، حتى يتم توجيه الطائرة من ابراج المراقبة الاسرائيلية.

ولكن، في هذه المرة، جاء الجواب الاسرائيلي بأن الطلب لدى شارون الذي سيبت فيه خلال جلسة المجلس الوزاري الامني المصغر. وبالفعل، عقدت الجلسة الليلة قبل الماضية وأسبقها شارون بتصريحات للعديد من الصحافيين قال فيها انه لا يرى ان عرفات يجب ان يسافر الى الخارج في هذه الظروف. ففهم عرفات التلميحات، وسحب الطلب.

واعترض وزير الخارجية، شيمعون بيريس، بشدة على هذا القرار وقال انه «يشكل اهانة جارحة لعرفات، لا يمكن ان يعبر عنها هكذا، مرور الكرام». كذلك اعترض وزير الدفاع، بنيامين بن العيزر، للسبب نفسه. لكن شارون اصر على موقفه. وأيده في موقفه وزيران آخران هما ايلي يشاي (شاس) ونتان شيرانسكي (اليهود الروس). وكذلك ابدى تأييده رئيس اركان الجيش، شاؤول موفاز، مع انه ليس صاحب حق التصويت.

وأبلغت اسرائيل الفلسطينيين انها مستعدة للسماح لشخصية فلسطينية اخرى بالسفر الى الدوحة، شرط ان لا يكون ذا علاقة مع اجهزة الامن الفلسطينية المفروض ان تنشغل في تثبيت وقف النار. وهكذا، تقرر سفر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين.

من الجدير ذكره ان قرار شارون المهين، بمنع سفر عرفات، اثار مخاوف في صفوف بعض رجالات الأمن ولدى حزب «ميرتس» المعارض. فقالوا ان من يعرف عرفات يعرف انه لن يسكت ولن تهدأ له قناة، الا اذا رد الاهانة. وقال مصدر فلسطيني رفيع انه كان بامكان عرفات ان يسافر، لو اراد، بواسطة طائرة مصرية او اردنية او روسية او اوروبية ومن دون اذن شارون. لكنه حبذ سلوك هذه الطريقة. وهذا ليس صدفة. وردا على سؤال حول قصده من ذلك، اجاب: «سنعيش ونرى».