كتائب «الأقصى» و«العودة» تنفيان علاقتهما ببيان الهدنة مع إسرائيل

TT

في وقت اعلنت فيه اسرائيل رفضها للهدنة التي عرضتها فصائل عسكرية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى نهاية شهر رمضان، نفى جناحان عسكريان تابعان لحركة فتح بشدة ان يكونا قد وقعا على مثل هذا البيان الذي وزع اول من امس باسمهما اضافة الى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وطالبت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية امس مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في قطر بـ«قطع جميع العلاقات مع العدو الاسرائيلي ووقف كل اشكال التطبيع الرسمي وغير الرسمي». وفي رسالة وجهت الى الوزراء المجتمعين دعت القوى الـ13 بما فيها حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي «الى قطع جميع العلاقات مع العدو الاسرائيلي ووقف كل اشكال التطبيع الرسمي وغير الرسمي مع اسرائيل واعتبار عزل ومحاصرة حكومة (ارييل) شارون خطوة اساسية على طريق احتواء واسقاط مشروعه العدواني الدموي». واكدت ضرورة «اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتوفير الحماية الدولية المؤقتة للشعب الفلسطيني من عدوان قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على طريق الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني».

وطالبت الرسالة الاعضاء بـ«ادانة الانحياز الاميركي للعدوان الاسرائيلي والمعايير المزدوجة والضغط على واشنطن لثنيها عن الاستمرار في هذا الانحياز وتقديم الغطاء السياسي والدعم اللامحدود للعدو الاسرائيلي وعدوانه ومطالبتها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية».

من جانبها طالبت حركة حماس المؤتمر في بيان منفصل، بتأكيد موقفهم الداعم لمقاومة الشعب الفلسطيني واستمرار التمسك بالتمييز بين المقاومة والارهاب، وتقديم جميع اشكال الدعم ودعوة السلطة الفلسطينية للصمود في مواجهة الضغوط الصهيونية والاميركية، واخيرا افساح المجال امام الشعوب العربية والاسلامية لاداء واجبها تجاه فلسطين وتشجيعها على التعبير عن مواقفها الرافضة والمنددة بالعدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد بيان الهجمة مع اسرائيل اكدت كتائب شهداء الاقصى وكتائب العودة التابعتان لحركة فتح في بيانين منفصلين انهما غير مسؤولتين عن البيان. واتهم البيان المخابرات الاسرائيلية بالمسؤولية عن توزيع البيان لخلق حالة من التشكيك، مشددتين على انه لن تكون هناك هدنة مع «القتلة والمجرمين». وقالت المجموعتان انهما ستواصلان المقاومة ما بقي الاحتلال قائما. واشترط البيانان التوصل للهدنة بانسحاب قوات الاحتلال واتمام السيادة الفلسطينية على المقدسات وعودة اللاجئين وازالة المستوطنات.

وكان بيان الهدنة قد اشار الى ان الجهات الموقعة عليه تعلن تعليق العمليات العسكرية خلال مهلة ستبدأ من منتصف الليلة قبل الماضية وحتى نهاية شهر رمضان.

وتوعدت كتائب الاقصى والعودة بمواصلة «الكفاح المسلح حتى في داخل الخط الاخضر». واضافتا «وسنستمر في المقاومة والكفاح المسلح في كل المواقع، تل ابيب وحيفا والعفولة والمستوطنات لن تكون احسن من غزة ورفح وخان يونس وعنبتا وطولكرم وبيت ريما ونابلس والخليل وجنين».

وكان متحدث عسكري اسرائيلي قد رفض عرض الهدنة. ووصف ناطق بلسان وزارة الدفاع الاسرائيلي الاقتراح بانه «لا يستحق التعامل معه بجدية». وقال ان هذه المجموعات تريد الاستمرار في عملياتها حسب الظروف. وتوعد بمواصلة العمليات العسكرية الاسرائيلية.

وكانت حركة حماس قد اعلنت اول امس عن التوصل لتفاهم لنزع فتيل الازمة مع السلطة في اعقاب فرض الاقامة الجبرية على الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة والاحداث التي رافقتها. وقال الشيخ سعيد صيام ممثل حركة حماس في لجنة المتابعة العليا لقيادة الانتفاضة ان التفاهم يقضي بأن تنسحب قوات الامن الفلسطينية من المداخل المؤدية الى منزل الشيخ ياسين حيث توجد بأعداد كبيرة وفي الوقت نفسه تنسحب الجماهير المحتشدة في محيط المنزل.

واوضح صيام ان هذا التفاهم جاء بعد الاتصالات التي تمت مع اعضاء لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي تضم ايضاً عضوين في المجلس التشريعي هما النائبان ابراهيم ابو النجا وزياد ابو عمرو وبمشاركة مروان كنفاني مستشار الرئيس الفلسطيني حيث جلس اعضاء اللجنة مع الشيخ ياسين واعربوا عن تضامنهم معه مؤكدا ان حماس اكدت التزامها بهذا التفاهم، معربا عن اعتقاده أن الامور تتجه في الطريق الصحيح على ان تواصل لجنة المتابعة بحث القضية برمتها من خلال رفض الاقامة الجبرية والاتصال لدى الجهات الامنية بحكم ان الشيخ ياسين رمز اسلامي وطني وليس فقط زعيماً للحركة.

واشار صيام الى ان الاتصالات غير مقطوعة عن الشيخ ياسين والوفود والمواطنين تستطيع الوصول اليه بسهولة للتعبير عن تضامنها ولكن الشيخ يرفض الحديث للصحافة او الوكالات.

الى ذلك هدم جيش الاحتلال الاسرائيلي صباح امس منازل خمس عائلات فلسطينية وشرد اسرها وذلك خلال عملية التوغل التي قام بها في اراض بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.