قاضي التحقيق اللبناني يطلب عقوبة الإعدام للصحافي حبيب يونس وباسيل و«أبو أرز» بالتعامل مع الإسرائيليين

TT

اتهم القضاء اللبناني سكرتير التحرير في صحيفة «الحياة» في بيروت حبيب يونس والاعلامي انطوان باسيل ورئيس حزب حراس الارز إتيان صقر الملقب بـ«أبو أرز» وانطوان سابا بالتعامل مع العدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه ومعاونته على فوز قواته ودخول بلاده وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة وإفشاء معلومات لمصلحة العدو الاسرائيلي.

وأسند قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج الى الاربعة المذكورين مواد قانونية تصل عقوباتها الى حد الاعدام. في وقت طلب عقوبة السجن حتى 15 سنة للمدعى عليهم: كلوديا حجار وأسامة ايوب وجوزف طوق بجرم اجراء اتصال بعملاء العدو وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها، واحالهم جميعا الى المحكمة العسكرية الدائمة ليحاكوا امامها. علما بان حبيب يونس وانطوان باسيل موقوفان في هذه القضية منذ اربعة اشهر، اما الباقون فهم متروكون احرارا في حين يلاحق اتيان صقر غيابيا باعتباره فارا من وجه العدالة.

ويركز القرار الاتهامي الواقع في تسع صفحات فولسكاب على الدور الذي لعبه الصحافي حبيب يونس من خلال عمله المهني، واستعرض علاقته بالاسرائيليين منذ عام 1982 يوم كان محررا في صحيفة «العمل» الكتائبية في قسم الشؤون الدولية الذي كان مسؤولا عنه انطوان باسيل.

وذكرت وقائع القرار ان باسيل اتفق مع مستشار منسق الانشطة الاسرائيلية في لبنان عوديد زراي على تبادل المعلومات عن الاحداث اللبنانية والتطورات السياسية ويتم ارسالها بواسطة التلكس الى اسرائيل بشخص زراي الذي كان يرسل بعض المعلومات والمواقف الاسرائيلية لنشرها في جريدة «العمل» اللبنانية باسم سمير كرم.

واستمرت العلاقة بين باسيل وزراي حتى عام 1985 حين ترك الاول عمله في جريدة «العمل» وانتقل للعمل في تلفزيون C.B.N بالاضافة الى عمله في تلفزيون الشرق الاوسط التابع للاسرائيليين وكان مركزه مرجعيون، حيث كان يزوده حبيب يونس بملعومات عن المناطق اللبنانية المحررة.

بعد هذه الفترة لبى يونس دعوة اتيان صقر الى منزله في الاشرفية واعلمه الاخير ان تلفزيون صوت الجنوب التابع لميليشيا انطوان لحد بحاجة الى مراسل في المناطق المحررة وابلغه انه طرح اسمه لهذه المهمة وطلب منه التوجه الى اسرائيل لمقابلة المسؤولين عن هذا التلفزيون والاتفاق معهم، فانتقل يونس من الحوض الخامس الى الناقورة حيث استقبله المسؤول الاعلامي في ميليشيا لحد قيصر صقر واقله الى مبنى الاذاعة في المطلة وتعرف على مديرها الاسرائيلي ويعرف باسم سليم نصري ثم انتقل الجميع الى تل ابيب وتم اللقاء مع منسق الانشطة الاسرائيلية في لبنان اوري لوبراني، وطلب الاخير من يونس ان يزوده بجميع المعلومات على الساحة اللبنانية. وتم الاتفاق على ان يرسل يونس الى الاسرائيليين تقريرا اسبوعيا عن المناطق المحررة ويركز على الجانب الشيعي في لبنان وان يتم ارسال التقرير على شريط كاسيت مسجل.

في اليوم التالي للقاء حضر انطوان سابا برفقة ضابط في المخابرات الاسرائيلية يدعى «شلومو» واقلا حبيب يونس الى مرجعيون، حيث بات ليلته وعاد في اليوم التالي الى بيروت بحرا، وبعد بضعة ايام بدأ يونس بتسجيل شريط كاسيت عن حرب المخيمات ومواقف المسؤولين الشيعة تجاه الفلسطينيين وارسل هذا الشريط الى زراي، واستمر على هذا المنوال في ارسال التقارير حتى عام 1990، وبسبب الاحداث انتقل اتيان صقر من بيروت الى جزين، ومن وقت الى آخر كان يونس يتردد عليه ليطلعه على المستجدات اللبنانية، في حين كان صقر يطلعه على نتائج اجتماعاته بالمسؤولين الاسرائيليين بشكل دوري ومنهم: اسحق شامير واسحق رابين وشيمعون بيريس، وخلال عام 1991 ارسل يونس الى الاسرائيليين تقريرا عن الوفد اللبناني المفاوض مع اسرائيل ويظهر الميول السياسي لكل منهم والسيرة الذاتية لكل شخص ليتمكن الاسرائيليون من تكوين فكرة واضحة عن الوفد اللبناني وكان هذا التقرير قبل بدء المفاوضات. واضاف القرار: «خلال عام 1996 تلقى يونس اتصالا من الاسرائيلي زراي الوجود في واشنطن واتفق معه ان يعمل في الاذاعة المشرقية الاسرائيلية التي تبث باللغة العربية من داخل اسرائيل بتنظيم تقارير اسبوعية يبين فيها سلبية الوجود السوري في لبنان وان يرسل التقارير بواسطة الانترنت وان تكتب التقارير باسلوب يخلط بين العامية والفصحى ويكثر فيها الامثلة، وكانت التقارير تذاع في الاذاعة من دون ذكر اسم كاتبها وذلك خلال عام 1999، بعدها قام زراي بارسال جهاز كومبيوتر الى حبيب يونس، وابلغه انه يرغب بلقائه في قبرص في 16 اغسطس (آب) الماضي لكن هذا اللقاء لم يحصل بسبب التوقيفات التي حصلت في حينه، وقبل توقيف باسيل التقى به يونس وطلب منه ان يكتم المعلومات في حال توقيفه».

وكشف القرار ان يونس سافر خلال شهر مايو (ايار) الماضي الى قبرص برفقة كلوديا حجار وجوزف طوق والمصور الصحافي اسامة ايوب واجتمعوا مع اتيان صقر واتفقوا على خطة لاحياء دور حزب حراس الارز واظهار وجوده على الارض عبر المشاركة في المظاهرات الداعية لخروج السوريين من لبنان والقيام بنشاط حزبي وسياسي لبلوغ هذا الهدف على ان يتم تصويرها من قبل اسامة ايوب على اشرطة فيديو وابراز اعلامه، كما اتفقوا على انشاء خلايا طلابية في الجامعات على غرار ما يحصل على الساحة المسيحية وابلغهم «ابو ارز» ان تطورات مهمة ستحصل خلال شهر يوليو (تموز) لعام 2001، وقد علم بحكم علاقته القوية بحكومة ارييل شارون ان اسرائيل ستوجه ضربة الى المنطقة لاعادة الامور في لبنان الى ما كانت عليه قبل عام 1990 وان هذا التغيير سيستفيدون منه سياسيا، وان حبيب يونس بعد عودته من قبرص الى لبنان باشر اعلاميا بتنفيذ ما طلب منه ابو ارز عبر اصدار بيانات بالصحف واجراء اتصالات بكوادر تنظيم حراس الارز وعقد الاجتماعات لهذه الغاية.