لحود يرد على السفير الأميركي: لا نشاط لـ«حزب الله» خارج مقاومة إسرائيل

TT

كرر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود امس التأكيد ان «ليس لحزب الله اي نشاط خارجي يتجاوز حدود مقاومة اسرائيل في اطار الصراع العربي ـ الاسرائيلي» وذلك ردا على ما كان قد اعلنه السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل من ان «حزب الله» على «لائحة المنظمات الارهابية» وانه قادر على «القيام بأعمال ارهابية على مدى عالمي شامل»، فيما أثار كلام السفير في مقابلة تلفزيونية اجريت معه الليلة قبل الماضية، واعلن فيها ان كلام لحود عن ان نشاط «حزب الله» محصور في لبنان لم يقنع الاميركيين، انتقادات واسعة لـ«تخطي السفير الاصول والاعراف الدبلوماسية». واكد الرئيس اللبناني «ان لبنان سيبلغ الامم المتحدة رسمياً، خلال الايام القليلة المقبلة، الاجوبة عن اسئلة مجلس الامن المرتبطة بالقرار 1373 الذي صدر في اعقاب احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة».

ونقل زوار لحود امس عنه قوله: «ان لبنان سبق له ان اكد، عقب صدور القرار الدولي، تجاوبه الكلي في تطبيق هذا القرار من ضمن الثوابت الوطنية الاساسية المعلن عنها سابقاً، لا سيما ما يتعلق منها بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي وتمييزه الثابت بين الارهاب الذي يدينه لبنان بقوة، وبين حق المقاومة لتحرير الارض المحتلة، خصوصاً ان الاحتلال هو ارهاب يومي بحد ذاته، ولا يمكن ان توصف المقاومة للاحتلال بأنها اعمال عنف، وان تتساوى بالتالي بأعمال المحتل».

واكد لحود «ان المراجع الاقليمية والدولية على بينة من موقف لبنان من مسألة الارهاب التي تعاطى معها بمسؤولية وحزم». وكان كلام باتل حاضراً في اجتماع ضمه قبل ظهر امس الى وزير الطاقة والمياه محمد بيضون. وفيما اكتفى باتل بالتأكيد بعد اللقاء ان لا موقف اميركياً جديداً من الحزب، مشيراً الى «اننا طلبنا من الحكومة اللبنانية تجميد ارصدته»، قال الوزير بيضون: «ليتفضل الاميركيون او غيرهم بازالة الاحتلال عن الشعب العربي وبالتالي لن يقول لهم احد اننا مستمرون في المقاومة». واضاف: «نحن لدينا قضية محقة وعادلة هي حقوق الشعب الفلسطيني وازالة الاحتلال عن ارضنا والمقاومة مشروعة حتى ازالة هذا الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. واعتقد ان للاميركيين مسؤولية كبيرة، مسؤولية سياسية ومسؤولية اخلاقية، لأن السلاح الذي تقاتل به اسرائيل هو سلاح اميركي وطبعاً المسؤولية الثانية هي مسؤولية الدول العربية مجتمعة».

واعتبر بيضون «اننا نبالغ بتقدير كل الاشياء. واللوائح الاميركية وضعها الاميركيون وقدموها اكثر من مرة. ولا توجد عناصر جديدة. والموقف اللبناني معروف واللوائح الاميركية ليست لوائح مفروضة وهذا لا يعني انه اذا اصدرت الولايات المتحدة لوائح، فهذا يعني ان على اللبنانيين ان يتبعوا هذه اللائحة. واللائحة الاميركية لا تلزم سوى الاميركيين وبالنسبة الى اللبنانيين هناك موقف ثابت وهو حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وبالتالي لا يستطيع احد، بمن فيهم الاميركيون، ان يصفوا مقاومتنا للاحتلال الاسرائيلي بالارهاب». وقال: «هذا هو موقفنا ونحن اخذنا عليه تأييداً دولياً كبيراً».

من جهته، استغرب الرئيس السابق للحكومة الدكتور سليم الحص مضمون الحوار التلفزيوني الذي اجراه السفير الاميركي، معتبراً قوله ان «حزب الله» منظمة ارهابية رغم ما اكده رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود من ان انشطة الحزب محصورة في لبنان ليس صحيحاً، هو كلام غير صحيح، مؤكداً «ان عمليات المقاومة خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم للارض اللبنانية كانت تتركز على المنطقة المحتلة».

وسأل: «ماذا يقول السفير المحترم عن احتلال اسرائيل ارضاً لبنانية عبر اكثر من عشرين سنة على الرغم من وجود قرار صادر عن مجلس الامن منذ عام 1978 يملي على اسرائيل الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية فوراً وبلا شروط؟ أليس هذا ارهاباً؟ واذا كان الامر كذلك فنحن لا نفهم كيف ان الولايات المتحدة لم تسم الاشياء بأسمائها فتعلن ان اسرائيل دولة ارهابية».

وانتقد عضو كتلة نواب «حزب الله» النائب نزيه منصور كلام السفير باتل الذي «اساء فيه الى مقام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود»، معتبراً ان هذا «يخالف الاعراف والانظمة والقوانين، خاصة انه مهما علا شأنه فيبقى سفيرا لدولة اجنبية عليه ان يلتزم الاصول الدبلوماسية التي تمنع عليه في الدرجة الاولى أن يقوم بأي عمل اعلامي، خاصة بمقابلة في هذا الحجم وعلى شاشة مؤسسة لبنانية ـ فضائية، تحتاج الى اذن مسبق من وزارة الخارجية اللبنانية وفقاً للاتفاقيات والاعراف الدبلوماسية».

واستغرب رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب اميل لحود «ما بدر من السفير الاميركي لدى لبنان من ادعاءات وتهجمات على لبنان، وعلى حقه في مقاومة الاحتلال». واكد ان «حزب الله هو تنظيم لبناني مقاوم، وان الاحتلال الاسرائيلي للبنان هو الذي يشكل ارهابا، كما ان رفض اسرائيل المستمر منذ عشرات السنين لتنفيذ القرارات الدولية يشكل قمة الارهاب».

واعتبر النائب اللبناني السابق نجاح واكيم «ان الطريقة التي رد فيها السفير الاميركي على رئيس الجمهورية تتنافى مع ابسط القواعد والاعراف الدبلوماسية وتشذ عن حدود اللياقة والتهذيب». وطلب الى السلطة اللبنانية ان تتخذ حيال السفير الاميركي «الموقف الذي يصون كرامة الوطن ويرد الاهانة».