ميلوشيفيتش يمثل اليوم أمام المحكمة ليسمع ثالث لائحة اتهام حول جرائم الحرب في البوسنة

TT

للمرة الرابعة يمثل اليوم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش امام محكمة جرائم الحرب في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في البوسنة والهرسك. ومن المقرر ان يتلو ريتشارد ماي رئيس المحكمة على ميلوشيفيتش لائحة الاتهام، ويسأله ان كان مذنبا ام لا. وتعد جلسة اليوم في لاهاي الاولى التي يتهم فيها الرئيس اليوغسلافي السابق بالمسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب في البوسنة والهرسك. وكانت محكمة جرائم الحرب في لاهاي قد اعلنت رسميا في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قبولها الدعوى التي رفعتها كارلا ديل بونتي ممثلة هيئة الادعاء بمحكمة لاهاي الخاصة بيوغسلافيا، والمتعلقة بمسؤولية سلوبودان ميلوشيفيتش المباشرة عن جرائم الحرب في البوسنة بما فيها عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية واغتصاب النساء البوسنيات.

وتعد الاتهامات الجديدة الموجهة لميلوشيفيتش الثالثة بعد اتهامه بالمسؤولية عن جرائم الحرب التي ارتكبت في كل من كوسوفو وكرواتيا. وتقول كارلا ميل بونتي انه «يجب عدم الفصل بين القضايا المرفوعة ضد ميلوشيفيتش سواء في كوسوفو او كرواتيا او البوسنة». وترى ديل بونتي ان «جميع الجرائم التي ارتكبت والتي يتحمل ميلوشيفيتش المسؤولية عنها، كانت ذات هدف واحد هو اقامة صربيا الكبرى، وكان مبعثها واحد وهو الكراهية العرقية، كما كان اسلوبها واحدا، هو التطهير العرقي، وكان ميلوشيفيتش هو الرأس المدبّر لكل ذلك».

من جانبه، قال رئيس محكمة جرائم الحرب في لاهاي ريتشارد ماي «لن يكون هناك اي جديد في محاكمة ميلوشيفيتش بخصوص جرائم الحرب في البوسنة، وستسير المحاكمة على غرار ما تم بخصوص كوسوفو وكرواتيا».

وتحتوي الدعوى الجديدة المرفوعة ضد الرئيس اليوغسلافي السابق على 40 صفحة تتحدث عن جرائم ارتكبها الصرب في كل من سراييفو وجوراجدة وبريدور وبريزور وسانسكي موست وفيشي غراد وسريبرينتسا التي يتوقع ان تأخذ حيزا كبيرا من القضية لكونها اكبر مجزرة حدثت في البوسنة خلال فترة الحرب وراح ضحيتها اكثر من 10 آلاف قتيل لم يعثر سوى على 4000 منهم في مقابر جماعية ولا يزال البحث جاريا عن البقية عبر لجان تابعة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي.

وحسب الوثائق التي قدمتها كارلا ديل بونتي للمحكمة، فان ميلوشيفيتش كان وراء كل جريمة وقعت في البوسنة، وكان محرضا على التطهير والابادة العرقية ضد البوشناق المسلمين والكروات الكاثوليك في البوسنة، وكان طوال تلك الفترة رئيسا ليوغسلافيا الاتحادية (صربيا والجبل الأسود).

وحتى الآن يرفض ميلوشيفيتش توكيل محام للدفاع عنه امام المحكمة لأنه لا يعترف بشرعيتها كما صرح في المرات الثلاث الماضية التي مثل فيها امامها. وقد كلفت المحكمة 3 محامين يسمون اصدقاء المحكمة مهمتهم مساعدة ميلوشيفيتش في وضع صيغة دفاعه.

من جهة اخرى اكد غراهام بلويت نائب المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الدولية ان المحكمة سوف تقدم للحكومة اليوغسلافية عنوان منزل واقامة الجنرال راتكو مدلايتش قائد جيش صرب البوسنة السابق، والمتهم هو الآخر بالابادة الجماعية في البوسنة وتطالب به المحكمة الدولية. لكن بلغراد تنفي وجوده في يوغوسلافيا. وقال بلويت ان ملاديتش شوهد مرات عدة في مطاعم بلغراد، وحضر عدة مباريات كرة قدم للفريق الذي يشجعه في بلغراد. واضف بلويت انه بعد نشر وسائل الاعلام وجود ملاديتش في بلغراد فانه قرر الانقطاع عن حضور المباريات وخفف من زيارة الاماكن العامة، لكنه لم ينقطع عن زيارة قبر ابنته التي انتحرت بسبب الجرائم الفظيعة التي ارتكبها والدها في البوسنة، وبسبب اجبار خطيبها على الالتحاق بالمقاتلين الصرب والذي قتل في احدى المعارك.

وتحاول المحكمة الدولية اجبار بلغراد على تسليم راتكو ملاديتش بشتى الوسائل، لكن القيادة الصربية تتخوف من هذه الخطوة لأن الجنرال ملاديتش يقف وراءه الجيش اليوغوسلافي، ويمكن لأي محاولة لاعتقاله ان تنتهي بسيل من الدماء، وهذا ما لا ترغب القيادة الصربية في حدوثه.