مبارك يستبعد توجيه ضربات إلى دول أخرى بعد أفغانستان

TT

استبعد الرئيس المصري حسني مبارك الاحتمال المثار حاليا بشأن توجيه ضربة لدولة أخرى بعد افغانستان في اطار الحملة الاميركية ضد الارهاب، وقال «اظن أن مثل هذا غير وراد».

وانتقد الرئيس المصري اسرائيل لما أثارته عن صفقة الاسلحة المتضمنة صواريخ لمصر قائلا: «انها ضجة كاذبة لا تستند الى حقيقة.. فإسرائيل لديها نفس النوع من الصواريخ». مضيفا ان الولايات المتحدة الاميركية تعرف تماما أن هذه الصفقة لا تؤثر على التوازن العسكري في المنطقة.

وكشف مبارك لرؤساء تحرير الصحف المصرية الذين رافقوه في رحلته الى سورية مساء أمس الأول عن تفاصيل جديدة حول زيارة وزير الخارجية أحمد ماهر الى اسرائيل والرسالة التي حملها الى شارون بعد قطيعة استمرت منذ مجيء شارون الى الحكم في تل أبيب وأرجع سبب ارساله ماهر الى لقاء شارون الى اتصالات أجراها معه عدد من الزعماء ورجال السياسة الذين قالوا «ان القطيعة بين مصر واسرائيل تشجع شارون على الاستمرار في سياسته وان الاتصال بالحكومة الاسرائيلية من جانب مصر والرئيس مبارك شخصيا من شأنه ان يشجع شارون وحكومته على تغيير هذا النهج القائم على الحصار والقتل». وأكد ان السلطة الفلسطينية تبذل كل ما تستطيع في ظروف صعبة للغاية ونحن نعمل لخلق مساحة للتفاهم يمكن ان تؤدي الى مائدة المفاوضات خاصة ان المبعوث الاميركي ما زال موجودا في المنطقة.

واشار الى ان استمرار المفاهيم الاسرائيلية المتشددة لن يؤدي الا الى مزيد من العناد والقتل.

وأكد الرئيس المصري أنه أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بضرورة وقف العنف وتخفيف الحصار على الفلسطينيين وتنفيذ توصيات لجنة ميتشيل وتفاهمات تينيت التي تعود في النهاية بالجميع الى مائدة المفاوضات.

وأوضح مبارك ان شارون كرر لوزير الخارجية أحمد ماهر نفس شرطه المعهود بالنسبة لاعادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية الى طبيعتها وهو الشرط الذي يقضي بوقف العنف لمدة سبعة أيام كاملة. وعبر الرئيس مبارك في حديثه الى رؤساء تحرير الصحف المصرية عن تقييمه للوضع من الجانب الفلسطيني قائلا: «بكل صراحة هناك بعض الاخطاء الفلسطينية وقد تحدثت مع عرفات بشأنها بدون تفريط في حق».

وأوضح ايضا انه في نفس الوقت وبكل صراحة أيضا ان مايطلب من الرئيس عرفات الآن لوقف جميع أعمال العنف يكاد يكون مستحيلا، فالجو في الأراضي المحتلة من الصعب السيطرة عليه في ظل تجريف وهدم المنازل واغتيال القيادات وسفك الدماء مع جو الحصار الخانق الذي يحيط بالشعب الفلسطيني كله.

وتساءل مبارك كيف يمكن ان يطلب من عرفات السيطرة على الوضع ومنع أي عمليات عنف بينما قوات أمنه ورجال شرطته مستهدفون ويقتلون؟

واضاف: «لقد أكدت لهم أن الوضع الحالي يؤدي الى مزيد من العنف والى ارهاب أكثر». وأعلن «ان الاسرائيليين تعهدوا لنا بعدم قتل ياسر عرفات». وقال الرئيس المصري انه أثبت لرئيس الوزراء الاسرائيلي ورجال حكومته ان الحل يقوم على التفاوض وان مصر تعمل لجمع الطرفين حول مائدة المفاوضات والغريب ان رد شارون لم يقدم جديدا، بل هو نفس كلامه السابق والقائم على انه على الفلسطينيين ان يوقفوا العنف لمدة 7 ايام متصلة قبل اتخاذ أي اجراء آخر. وحينما سأله وزير الخارجية «فلنفرض ان الفلسطينيين التزموا ستة أيام ووقع حادث خارج الحسابات، هل ستبدأ الكرة من جديد؟» فرد شارون: «هذه النقطة يمكن ان نتحدث فيها بعد ذلك».

وأكد الرئيس مبارك ان الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل به وكان سعيدا بزيارة وزير الخارجية أحمد ماهر لشارون «وتحدثت معه عن ضرورة ان تبذل الولايات المتحدة وهو شخصيا المزيد من الجهود لوقف الوضع الخطير وكان رد الرئيس بوش بأنه سوف يتحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون».

وقال مبارك انه أبلغ الاسرائيليين بأن ترديد عدم السماح لعرفات بالعودة الى غزة اذا ذهب الى الدوحة يعتبر كلاما صغيرا لا يصح ان يصدر عن دولة.

وقال مبارك: «للأسف الاميركان لا يريدون الآن اغضاب اللوبي اليهودي في اميركا ولا يريدون الضغط بقوة على اسرائيل. لكنني أقول ان بوش قال لي: انتظر قليلا فسترى بعض النتائج التي تحول دون زيادة العنف».

وتناول الرئيس المصري الوضع الاقتصادي لبلاده قائلا: «ان أزمتنا الاقتصادية مرتبطة بثلاثة مؤثرات رئيسية هي احداث 11سبتمبر والركود العالمي وما جرى في جنوب شرقي آسيا».

وقال ان الادارة الاميركية وعدت خلال اجتماعات أحمد ماهر ويوسف بطرس غالي بواشنطن بمساعدة مصر في المجال الاقتصادي ادراكا منها بأن عوامل خارجية كثيرة تعرفها جيدا هي التي أصابت الاقتصاد المصري.

وأوضح ان الوعد الاميركي يتحرك في اتجاهين الأول زيادة قيمة المساعدات النقدية والثاني فتح السوق الاميركي لمزيد من الصادرات المصرية.