تقارير عن انضمام بن لادن إلى الملا عمر في جبال قريبة من باغران بوسط أفغانستان والتحالف الشرقي يسحب أسلحته الثقيلة من تورا بورا واستمرار القصف الأميركي

كوماندوز أميركيون في باكستان لملاحقة القاعدة.. محققون من «سي آي إيه» لاستجواب الأسرى.. «البنتاغون» ينفي تعرض طائرتين لصواريخ ستينجر

TT

في مؤشر الى انتهاء الجزء الرئيسي من العمليات العسكرية في تورا بورا في شرق افغانستان بدأت قوات التحالف الشرقي الافغاني امس سحب دباباتها وقطع المدفعية الثقيلة من المنطقة فيما اشار أحد قادتها الى ان القوات الاميركية ستنسحب هي الاخرى قريبا من المنطقة. في الوقت نفسه اكدت وزارة الدفاع الاميركية تواصل غارات الطائرات الاميركية في المنطقة امس فيما ظل مصير اسامة بن لادن والمئات من مقاتليه غامضا وان اشارت تقارير الى احتمال ان يكون قد لجأ الى جبال في وسط افغانستان يعتقد ان زعيم طالبان الملا محمد عمر لجأ اليها ايضا مع المئات من اتباعه.

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» ان القصف الاميركي حول تورا بورا تواصل امس من دون انقطاع على الرغم من الهزيمة الظاهرة التي الحقت بالقاعدة في تلك المنطقة وفي قندهار (جنوب). وقال ناطق باسم وزارة الدفاع ريتشارد ماك غرو «يتواصل القصف اليوم (امس) بنفس القوة التي كان عليها امس (اول من امس)» واضاف «سنواصل طلعات الطيران بالوتيرة نفسها لا سيما في محيط تورا بورا وقندهار». وقال الناطق ان واشنطن لا تزال تجهل مكان اسامة بن لادن. واشار البنتاغون الى ان الغارات الاميركية تستهدف بشكل خاص اهدافا متحركة اي الفارين. وكان ناطق اوضح اول من امس عن تعليق القصف على وادي اغام في تورا بورا للسماح للقوات الافغانية المحلية التي تدعمها قوات خاصة اميركية «بتنظيف» الكهوف والانفاق.

الى ذلك، اعلن امس عن اسر قوات التحالف الشرقي ستة جرحى من مقاتلي القاعدة في جبال ميلاوا في تورا بورا وانهم جميعا من العرب. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن مصدر محلي في هذه القوات «لقد اسرنا المقاتلين الجرحى الليلة الماضية (قبل الماضية) وصباح اليوم (امس) وسننقلهم الى اغام». كما نقلت الوكالة عن متحدث باسم القائد الحاج محمد زمان ان جميع مقاتلي القاعدة سيسلمون الى الحكومة الانتقالية في كابل. وقال المتحدث زين الله «بحثنا الامر مع الحكومة المركزية برئاسة حميد كرزاي وتم الاتفاق على تسلم جميع مقاتلي القاعدة الى هذه الحكومة ولن يجري تسليم اي اسير الى اي دولة اجنبية». واستنادا الى الوكالة نفسها فان القوات الافغانية تعتقل حاليا 40 من مقاتلي القاعدة. وبعد قتل نحو 200 من مقاتلي بن لادن واسر بضع عشرات منهم، من نحو 1000 الى 2000 من المسلحين الذين اشارت تقديرات اولية الى انهم كانوا يقاتلون مع بن لادن، ظل مصير الغالبية العظمى من هؤلاء المقاتلين غامضا. كما لم يتضح ما اذا كانت قوات التحالف الشرقي ستواصل عمليات التفتيش من كهف الى كهف في المنطقة. وقال هزرات علي، أحد القادة الميدانيين للتحالف الشرقي في تورا بورا، انه ليست هنالك معلومات عن بقاء مقاتلي القاعدة في كهوف المنطقة. ويبدو ان القوات الاميركية تعتزم تفتيش الكهوف بحثا عن الوثائق وجوازات السفر وغيرها من الادلة التي تركها مقاتلو القاعدة وراءهم قبل ان ينسحبوا. من جهته، قال محمد امان خياري، وهو قائد ميداني آخر للتحالف الشرقي، انه يستبعد ان يكون بن لادن في المنطقة. وقال «لو كان اسامة هنا لقاتلونا لكنهم لا يقاتلون وبالتالي فاننا نعتقد انه ترك المنطقة او ربما قتل». وكان بعض اسرى القاعدة قد اشاروا الى ان بن لادن كان في المنطقة السبت الماضي. وثمة تقارير ترجح ان يكون بن لادن قد لجأ الى سلسلة جبلية قرب باغران وسط افغانستان حيث يعتقد ان الملا عمر ونحو 500 من مقاتليه لجأوا اليها بعد هروبهم من قندهار. وقال الحاج جولالاي، مدير الاستخبارات في الادارة الجديدة في قندهار، ان ادارته تتلقى تقارير كل ساعة عن مكان وجود زعيم طالبان «لكننا نريد ان نكون في المنطقة للمساعدة في توجيه عمليات القصف». واضاف «بدون مساعدتنا سيقصف الاميركيون المدنيين ولم نعط الضوء الاخضر بعد للاميركيين لقصف المنطقة». وكان جولالاي قد اعلن في وقت سابق ان قواته تستعد لشن هجوم على المنطقة وتابع «اذا تم القبض على عمر سيشنق». ولم يعط جولالاي اية مؤشرات على وجود بن لادن في المنطقة التي تعتبر طريقا للمهربين الذين يهربون الاسلحة وما شابه الى الشيشان حيث الدعم لابن لادن لا يزال قويا. الا ان بعض الخبراء يعتبرون هذه المنطقة الخيار المنطقي لزعيم القاعدة بعد تورا بورا. من ناحية ثانية، انضمت قوات خاصة اميركية الى القوات الباكستانية في ملاحقة واستجواب عناصر القاعدة المتسللين الى الاراضي الباكستانية. وقالت شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية امس ان قوات خاصة اميركية داخل باكستان تنسق اعمال البحث عن مقاتلي القاعدة الفارين وان ضباطا من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية منتشرون في مراكز الاعتقال الباكستانية للتحقيق مع نحو 100 من المقاتلين الفارين الذين القي القبض عليهم. ورفض متحدث باسم مركز القيادة المركزية الاميركية الذي يشرف على الحرب في افغانستان التعليق على تقرير الشبكة التلفزيونية او نفيه. وقال مسؤولون اميركيون ان مئات من اتباع بن لادن ما زالوا طلقاء بالقرب من الحدود مع باكستان حيث وردت تقارير غير مؤكدة على ان بن لادن ربما يكون تسلل عبر الحدود. من جهته، قال المبعوث الاميركي الى أفغانستان امس انه يستحيل منع بعض اعضاء القاعدة من الفرار عبر الحدود الى باكستان الا انه واثق من القبض عليهم في نهاية الامر. وقال جيمس دوبينز الذي عين مبعوثا خاصا اثناء الحرب ان مسؤولين باكستانيين اكدوا له ان الدوريات المكثفة التي تقوم بها البلاد عند الحدود مع افغانستان ستحاول تعقب اي من عناصر القاعدة الفارين. واضاف دوبينز الذي اجتمع مع المسؤولين بعد وصوله من كابل حيث اعاد فتح البعثة الاميركية في العاصمة الافغانية المغلقة منذ عام 1989 «اكد مسؤولون باكستانيون التزامهم بتشديد المراقبة عند الحدود». واستطرد في مؤتمر صحافي انه يستحيل منع افراد من عبور الحدود الا انه اعرب عن اعتقاده بانه «من الممكن بمجرد عبورهم العثور عليهم والتأكد من التعامل معهم بالشكل المناسب». الى ذلك، قالت شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية ان ضباط مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي وصلوا الى المطار القريب من قندهار لاستجواب اسرى تنظيم القاعدة. من جهته، اعتبر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي ان تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا في افغانستان. واضاف «حقيقة الامر.. ان هناك عددا غير معلوم من اعضاء القاعدة في هذا البلد». الى ذلك، قال الادميرال جون ستافلبيم المتحدث باسم «البنتاغون» اول من امس ان الولايات المتحدة «تطارد اي افراد عبر الحدود». وقال ستافلبيم ردا على سؤال عن عملية البحث عن قوات القاعدة وطالبان في افغانستان ان الامر «مثل تنظيف جسم كلب من البراغيث فاذا رأيت برغوثا وركزت عليه فانك لا تعلم عدد البراغيث الاخرى التي تهرب منك». من ناحية ثانية، قال جولالاي ان قائدا عسكريا رفيعا لحركة طالبان يتحصن في قرية خارج قندهار يتفاوض من اجل استسلامه مع الحاكم الجديد للمدينة جول أغا. واضاف ان حافظ ماجد الساعد الايمن سابقا للملا محمد عمر ارسل ثلاثة من اخوته واثنين من ابناء عمه لتسليم مركباتهم واسلحتهم. واضاف «انهم كانوا يحاولون القتال لكن ليس لديهم دعم كاف وقد أتوا بمركباتهم واسلحتهم واستسلموا لنا. ورددت لهم مركبة واحدة وبندقيتي كلاشينكوف وارسلتهم الى منزل حاكم المدينة». ويتحصن ماجد مع عدد غير معروف من رجاله في قرية سبيروان على بعد نحو 35 كيلومترا من قندهار وهو يريد ضمانات انه لن يقتل او يسلم الى الولايات المتحدة. وقال قادة القوات المعادية لطالبان ان ماجد طلب رسالة تأكيد من حميد كرزاي رئيس الحكومة الانتقالية المعين لافغانستان بانه لن يتعرض لأي اذى. في تطور آخر ذي صلة، نفى متحدث عسكري اميركي امس تقارير عن تعرض طائرتين اميركيتين لهجوم بصواريخ ستينغر في افغانستان وان اعترف بانها اتخذت اجراءات للمراوغة بعد رصد نيران ارضية. وكانت طائرتا نقل اميركيتين من طراز سي 130 قد ابلغتا عن رصد نيران افترضت انها صواريخ ارض ـ جو، لكن متحدثا باسم القيادة المركزية الاميركية في فلوريدا قال انه ليس هناك دليل يدعم ما تردد عن اطلاق اي صواريخ مضادة للطائرات. وقال الميجر رالف ميلز من مشاة البحرية الاميركية «المارينز» ان النيران التي شوهدت تجيء في ما يبدو في اطار الاحتفالات بعيد الفطر. وأضاف شارحا سبب استبعاد ما تردد عن تعرض الطائرتين لهجوم صاروخي بالامس «لم ترصد اي انفجارات ولم تطلق ذخائر».

الى ذلك ، قال الحاكم الجديد لمدينة قندهار انه يعد لبدء حملة لمطاردة مقاتلي حركة طالبان المنهارة في الجبال المحيطة بالمعقل السابق للحركة. واضاف جول اغا الذي تولى منصب حاكم قندهار بعد استسلام قوات طالبان قبل نحو اسبوعين «سنبدأ عملية حالا في المدن والمناطق المحيطة وسنبذل قصارى جهدنا لنزع سلاح طالبان الذين ما زالوا هناك ومصادرة عرباتهم ثم سنتحرك حينئذ الى الجبال». وقال «اذا لم يستسلموا فسوف تتخذ الحكومة قرارا حول كيفية التعامل معهم وسوف نتحرك بناء على ذلك». وتابع «باذن الله سنكمل العملية خلال شهرين».