جار نجل بن لادن في قندهار: كنا نعتقد أن العرب مجرد لاجئين ولو عرفنا بجائزة الـ25 مليون دولار لسلمناه

أسامة زار المنزل في قافلة من 15 لاندكروزر يوم زفاف ابنه

TT

قندهار ـ رويترز: في يوم من ايام الشهر الماضي طرق جار مير احمد شاه الباب ليطلب طلبا غريبا. الا يدخل احد منزله اثناء غيابه لانه ملغم.

تابع شاه «قال ان الاميركيين قد يأتون لتفتيش البيت لكن لا يهم اذا حدث لهم شيء».

وكان المنزل الذي يتحدث عنه هو قلعة صحراوية على مشارف مدينة قندهار الجنوبية سحقها القصف الاميركي. ويقول شاه ان هذا الرجل كان ابن اسامة بن لادن. ويضيف انه ظل على مدى خمس سنوات يرقب 60 اسرة سعودية تقيم في هذه القلعة وهي تأتي وتذهب في اسطول من 30 سيارة رباعية الدفع فارهة ويعيشون حياة تبدو عادية وان كانت باذخة نسبيا.

ومثل اغلب الناس في قندهار لم يعر شاه اهمية كبيرة للاجانب الاثرياء الذين اقاموا في المدينة في عهد طالبان وكان اغلبهم يتلقى تدريبات حربية في معسكرات بالقرب من المطار المعروف باسم ليوا سارادي اي قلعة الذئب. كانوا يذهبون للعمل في الصباح ويعودون في المساء واحيانا يصطادون الاسماك من قناة الري التي تفصل منزلهم عن منزل شاه البسيط.

ورغما عنه لعب شاه دورا في الاحداث التي توالت فيما بعد عن بن لادن المطلوب في واشنطن في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي على الولايات المتحدة والحرب التي تلتها على افغانستان. وقال شاه (48 عاما) وهو سائق «لم نكن ننتبه للعرب من قبل. كنا نعتقد انهم لاجئون او شيء من هذا القبيل». ومضى يقول انه التقى بنجل بن لادن لاول مرة قبل عامين عندما بدأحديثا بالفارسية مع الشاب الطويل القامة وهو يصطاد من الضفة الاخرى من القناة.

وتابع «اسم بن لادن لم يكن يعني لي شيئا في ذلك الوقت»، ولم يسأل جاره عن اسمه بالكامل.

ولكن عندما سمع فيما بعد ان اسامة بن لادن متهم في تفجير سفارتين اميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998 بدأ يشعر بعدم ارتياح تجاه جيرانه. ثم زار اسامة نفسه القلعة يوم زفاف ابنه في قافلة من 15 سيارة لاندكروزر. وقال شاه «كانت له لحية بيضاء طويلة ووجه رفيع وانف طويل. واعطى 10 اغنام للجامع لذبحها. واعطانا واحدة ايضا». واستمر في تبادل احاديث قليلة مع نجل بن لادن اثناء الصيد في القناة حتى وقعت هجمات 11 سبتمبر اذ اصبح اكثر قلقا على اسرته.

وتابع شاه وهو رب اسرة من 13 فردا «كنت قلقا حقيقة لانني اعلم انه اذا هاجمه الاميركيون سيتعرض منزلي للخطر. فكرت في ترك المنزل لكني خشيت ان اتعرض للسرقة». لكن في منتصف ليلة 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حزم العرب حقائبهم فجأة وظهر نجل بن لادن على باب المنزل. وتابع «قال انه اتفق مع قبائل البلوخ في ايران وانه سيغادر. ولم نرهم بعد ذلك» وتابع ان التحذير من الالغام حقيقي اذا ان لصا حاول اقتحام المكان قطعت ساقه في انفجار لغم «وظل يصرخ هناك لمدة يومين ولم يجرؤ احد على مساعدته».

ولم يتسن الحصول على تأكيدات مستقلة لرواية شاه لكن بعد خمسة ايام من مغادرة جاره تحققت اسوأ مخاوف شاه عندما انهمرت القذائف الاميركية محطمة القلعة مما اسفر عن تدمير الغرف الامامية لمنزل شاه. وقال «كنا نركض في كل اتجاه محاولين الفرار من القنابل. ولا ندري في اي اتجاه نسير». ومن المذهل ان احدا من افراد اسرة شاه لم يصب بأذى.

ويقول شاه مسترجعا ما حدث انه غاضب من جاره العربي لتسببه في القصف الاميركي على افغانستان. كما يلوم الولايات المتحدة لعدم استخدامها ثقلها الدبلوماسي والمالي لاجبار طالبان على تسليم بن لادن.

وقال «انا غاضب من الولايات المتحدة لقصفها منازلنا وقتلها شعبنا. ان لديهم اموالا طائلة وسلطة هائلة».

وعرضت الولايات المتحدة 25 مليون دولار مكافأة للقبض على بن لادن وزعماء من تنظيم القاعدة. وقال شاه «لو علمت من البداية بأمر ان هناك مكافأة 25 مليون دولار لمن يبلغ عنه لكنت قبضت عليه بنفسي وسلمته للاميركيين».