واشنطن تتجه لتعيين أهم خبير أفغاني مسلم لديها سفيراً في كابل

زالماي غادر بلاده في السبعينات طالباً «راديكاليا».. ويعود إليها اليوم سفيراً أميركياً

TT

التفتت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى اعلى منصب مسلم، وأهم شخصية أفغانية لديها، في إطار اختيارها لأول سفير أميركي في أفغانستان بعد انتهاء الحرب في هذا البلد. وحسب مسؤولين أميركيين، فان المنصب سيكون من نصيب زالماي خليلزاد، الأميركي الأفغاني، الذي يتوقع ان يعين اول سفير لدى كابل بعد مباشرة الحكومة الافغانية المؤقتة الجديدة اعمالها السبت المقبل. ويعتبر خليلزاد (من مواليد مدينة مزار الشريف) واحداً من كبار مستشاري الرئيس بوش لشؤون أفغانستان، وكان مستشاراً في هذا الشأن كذلك لدى إدارة الرئيس الاسبق رونالد ريغان، كما شغل مناصب عدة في مجلس الامن القومي.

ومن المقرر ان يعين خليلزاد في منصب اول سفير اميركي في افغانستان ويتم استبداله بالمبعوث الاميركي الخاص جيمس دوبينز، الذي أشرف اول من امس في كابل على اعادة افتتاح السفارة الاميركية المغلقة منذ عام .1989 ويقول عمر صمد مدير المركز الاعلامي الافغاني في واشنطن إن «معظم الافغان تعود معرفتهم بـ«زال» الى الثمانينات حين عمل في إدارة الرئيس الاسبق رونالد ريغان وفي وزارة الدفاع (البنتاغون)، وكان حينها مرتبطاً بالشؤون الافغانية سواء من داخل الادارة او خارجها». ويضيف صمد ان «زالماي يحظى باحترام غالبية الافغان، حتى اذا كانوا يختلفون معه في بعض الآراء».

وتفيد مصادر من الخارجية الاميركية ان زالماي صار المرشح الاقوى للمنصب بسبب الدور الكبير الذي لعبه، بعيداً عن الاضواء، في مؤتمر الفصائل الافغانية الذي انعقد مطلع الشهر الجاري في مدينة بون الالمانية، وتمخض الاتفاق عن تشكيل سلطة انتقالية. وتضيف المصادر ان زالماي التقى خلال المؤتمر بموفدي الفصائل الافغانية وتحادث عبر الهاتف مع الاطراف الموجودة داخل افغانستان، وحث الجميع على القبول بجهود الامم المتحدة لتشكيل سلطة انتقالية اثر سقوط نظام طالبان. وقال دبلوماسي اميركي مطلع ان زالماي «بذل جهوداً كبيرة، بالمشاركة مع دوبينز، وتمكن من تحقيق تغيير كبير خلال اوقات مهمة من المحادثات» في مؤتمر بون.

وقدم خليلزاد الى الولايات المتحدة كطالب جامعي، وبعد انهاء دراسته عام 1979، عمل في مناصب اكاديمية وسياسية عديدة. ويقول ريتشارد نورتون الذي رافق خليلزاد منذ ان كانا طالبين في جامعة شيكاغو «كل من رأى زال خلال السنوات القليلة الماضية، فانه سيكون من الصعب عليه التعرف عليه، بسبب التغير الذي طرأ عليه منذ ان كان طالباً عادياً مطلقاً لحيته وصاحب افكار راديكالية بعض الشيء، بما في ذلك انتقاده للسياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط».

وفي جامعة شيكاغو حصل زالماي على شهادة الدكتوراه وكان موضوع اطروحته عن البرنامج النووي لايران. وكان من بين أقرانه في الجامعة بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي الحالي، وريتشارد بيرل، المسؤول السابق في البنتاغون. ويعتبر وولفويتز وبيرل اثنين من ابرز من يوصفون بـ«الصقور» في واشنطن.

وكانت طريقة الحكم المتشددة التي مارستها حركة طالبان منذ عام 1996، من اهم العوامل التي جعلت زالماي يغير رأيه في الشأن الأفغان ويصبح من المدافعين عن التدخل الاميركي في افغانستان. وكتب زالماي عام 1996 في صحيفة «واشنطن بوست» ان «طالبان لا تطبق نفس نمط الاصولية المناهضة للولايات المتحدة التي كانت تمارسها ايران». وحث زالماي إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون الاهتمام بافغانستان وتقديم المزيد من المساعدات الانسانية لهذا البلد، وكتب «لقد آن الاوان للولايات المتحدة ان تتدخل» وتعمل مع حركة طالبان. لكنه تحول بشكل جذري العام الماضي حين اصبح يطالب واشنطن بالعمل على تدمير حركة طالبان، وحذر كذلك من ان طالبان تهدد استقرار كل المنطقة.

وسيكون تعيين زالماي سفيراً جديداً في كابل عامل اطمئنان للمسؤولين الافغان الجدد. ويقول دبلوماسي اميركي سابق «سيكون لدى الأفغان سفير بامكانه رفع سماعة الهاتف والتحدث مباشرة مع (مستشارة الامن القومي) كوندوليزا رايس ومع (وزير الدفاع) دونالد رامسفيلد».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»