السلطة الفلسطينية تنشر شرطتها على خطوط التماس ودحلان يعد بإجراءات ملموسة لوقف الهجمات على إسرائيل

القوات الإسرائيلية تعتقل 11 فلسطينيا في بيت لاهيا و«الديمقراطية» تنضم إلى رافضي دعوة عرفات لوقف إطلاق النار

TT

تواصل السلطة الوطنية الفلسطينية واجهزتها الامنية العمل من اجل تثبيت وقف اطلاق النار والتأكد من احترام الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية المختلفة لدعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الالتزام التام والكامل بوقف اطلاق النار حتى وان لم يلتزم به الجانب الاسرائيلي. ونشرت اجهزة الامن والشرطة الفلسطينية قواتها قرب الخطوط الفاصلة بين اسرائيل وقطاع غزة لمنع عمليات اطلاق النار وقذائف الهاون وكذلك منع الاحتكاك بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الاسرائيلي. ووعد رئيس الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد محمد دحلان باتخاذ اجراءات ملموسة لوقف الهجمات على اهداف اسرائيلية.

وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية قال العقيد دحلان ان الاجهزة الامنية الفلسطينية «ستتخذ اجراءات في مجال الامن لوضع حد للمواجهات وتعزيز وقف اطلاق النار والتأكيد ان السلطة الفلسطينية هي السلطة الوحيدة المسؤولة» في الاراضي الفلسطينية التابعة لها. واضاف «ان خطاب الرئيس ياسر عرفات واضح جدا بالنسبة لهذه النقطة». وتابع القول «لن نعتقل اشخاصا لارضاء الاسرائيليين بل في حال كان هؤلاء الاشخاص يقومون باعمال تقوض السلطة الفلسطينية».

واتهم دحلان من جهة ثانية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحكومته بـ«التسبب في تفاقم موجة العنف مع ان الفلسطينيين لم يقوموا بأي هجوم خلال الساعات الـ48 الماضية». واضاف «في حال تواصل التصعيد من الجانب الاسرائيلي ستكون هناك اعمال رد من قبل الفلسطينيين»، معتبرا ان «شارون يبحث عن مبررات لاتهام السلطة الفلسطينية».

لكن كل هذه الاجراءات لم تحل دون قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي في القطاع، باعتقال ما لا يقل عن 11 فلسطينياً من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع من بينهم جريح اصيب في عملية اطلاق نار سابقة. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الجيش الاسرائيلي المتمركز في المواقع العسكرية المحيطة بمستوطنة دوغيت في بلدة بيت لاهيا اعتقل اربعة من تجار الخضار الذين مروا على الطريق الزراعي العام في البلدة بعد اطلاق النار عليهم». واضافت المصادر الى ان «الجيش الاسرائيلي اطلق النار بكثافة تجاه المنطقة الفلسطينية واصيب احد المواطنين قبل اعتقاله مع تجار الخضار الاربعة». وذكرت المصادر ان «عملية الاعتقال تمت دون اية مبررات سيما ان التجار الاربعة كانوا في طريقهم الى احضار خضروات من المنطقة الزراعية فيها». واعتقل الفلسطينيون الـ6 على حاجز ابو هولي العسكري بدير البلح جنوب القطاع.

في غضون ذلك اصيب مستوطن اسرائيلي قرب بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقام الجيش باغلاق البلدة وفرض حظر التجول عليها في محاولة لاعتقال المسؤولين عن عملية اطلاق النار. وزعم جيش الاحتلال ان مطلقي النار فروا الى داخل حوارة.

وانضمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الى حركتي حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في رفضها لدعوة الرئيس عرفات الى وقف الاعمال المسلحة ضد اسرائيل. واعربت الجبهة التي يتزعمها نايف حواتمة في بيان صادر عن الاعلام المركزي، عن قلقها من خطاب الرئيس عرفات ودعت الى مواصلة الانتفاضة.

وقالت الجبهة في بيانها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ان دعوة عرفات لوقف كافة الاعمال المسلحة والالتزام بقرارات السلطة وتعهداتها جاءت نزولا عند الشروط الاميركية والشارونية لتصفية الانتفاضة والمقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال والاستيطان».

واتهمت الجبهة السلطة بسياسة التفرد في اتخاذ القرارات. وقالت «ان السلطة الفلسطينية ادمنت سياسة التفرد والانفراد بالقرار الفلسطيني وهي لا تمثل الوحدة الوطنية في صف الانتفاضة والمقاومة والشعب في الوطن والشتات». وقالت «ان الائتلاف الوطني بين فصائل المقاومة ومنظمة التحرير مدمر ومعطل منذ اتفاق اوسلو 1993 حتى يومنا، ولا يوجد برنامج سياسي موحد بين الفصائل». ودعت الجبهة الى «حوار وطني شامل لمراجعة السياسات الفلسطينية منذ اوسلو وحتى اليوم».