بعثة دولية من الأمم المتحدة تتفقد الوضع الأمني في الصومال

TT

من دون أي اخطار مسبق أو اعلان رسمي، بدأت بعثة مراقبين تضم تسعة من كبار موظفي منظمة الأمم المتحدة مهمة رسمية لتقييم الوضع الأمني والسياسي الراهن في الصومال في اطار سعي المنظمة الدولية الى التحقق من الاتهامات التي وجهتها الادارة الاميركية حديثا للصومال بايوائه عددا من الجماعات الارهابية المخطورة.

وقالت مصادر صومالية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» أمس ان بعثة الأمم المتحدة وصلت الى العاصمة الصومالية مقديشيو قادمة مباشرة من مقر المنظمة الدولية في مدينة نيويورك الاميركية، موضحة انها استهلت لقاءاتها بعقد محادثات مع زعيم الحزب الصومالي موسى سودي يالاهو. ومن المقرر ان تلتقي البعثة الدولية في وقت لاحق هذا الاسبوع الرئيس الصومالي الانتقالي عبد القاسم صلاد حسن وعددا من كبار مساعديه للاطلاع على وجهة النظر الرسمية حيال ما يتردد من معلومات اميركية واثيوبية حول وجود معسكرات لعناصر من تنظيم الاتحاد الاسلامي المتطرف داخل الأراضي الصومالية.

وتقول أجهزة الاستخبارات الاميركية والاثيوبية ان هذا التنظيم على علاقة لوجستية ومادية بتنظيم القاعدة الذي يديره أسامة بن لادن، وهي المعلومات التي نفتها السلطة المؤقتة في الصومال خلال الآونة الأخيرة. ويعد فريق الأمم المتحدة هو أول بعثة رسمية توفدها المنظمة الدولية لتقييم الوضع الأمني في الصومال منذ انسحاب القوات الاميركية في 1993 في ما كان يسمى بعملية اعادة الأمل التي استهدفت الحد من المجاعة وتأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية لاغاثة آلاف المتضررين من الجفاف في مناطق متفرقة داخل الصومال. وتضم البعثة الدولية كلا من وين لونجة مسؤول أمن الأمم المتحدة في مقديشيو ومسؤول الشؤون السياسية جيمس بول وسوزان داري مسؤولة الشؤون الأمنية بالمنطقة.

وقال مسؤول صومالي لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات الصومالية رحبت بهذه الزيارة وانها ستقدم كل المساعدات الممكنة لانجاحها وكشف النقاب عن خطة لقيام البعثة الدولية بزيارة منطقتي لوق على الحدود الصومالية الاثيوبية وجزيرة رأس كابمولف على الحدود الكينية الصومالية، وهما المنطقتان التي تزعم المعارضة الصومالية انهما تضمان معسكرات لتدريب وايواء المتطرفين من تنظيم الاتحاد الاسلامي الصومالي. وتأمل الحكومة الصومالية في أن تسفر مهمة فريق الأمم المتحدة عن اقناع الادارة الاميركية بعدم وجود أي اساس لهذه المزاعم وبخلو الصومال تماما من أي جماعات اسلامية متطرفة أو ارهابية.

وفي ضوء النشاط العسكري والاستخباراتي غير المسبوق الذي تقوم به الولايات المتحدة في منطقة القرن الافريقي، بالاضافة الى دوريات المراقبة التي تجريها بكثافة سفن قوات مشاة البحرية الاميركية (المارنيز) بطول السواحل الصومالية منعا لأي عملية تسلل محتمل للعناصر الارهابية من تنظيم القاعدة، فإن مهمة البعثة الدولية في الصومال قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف أي عملية عسكرية محتملة ضد هذا البلد الذي عانى لـ10 سنوات من حرب اهلية طاحنة أتت على الأخضر واليابس فيه.

ومن المقرر ان تقوم بعثة دولية أخرى من الأمم المتحدة بزيارة الصومال خلال يناير (كانون الثاني) المقبل.

جدير بالذكر انه على الرغم من المشاكل السياسية والأمنية التي يشهدها الصومال منذ سقوط نظام حكم الرئيس السابق محمد سياد بري في 1991، الا ان الأمم المتحدة لم تسحب موظفيها العاملين في مقديشيو.