حقق الاتحاد الاوروبي امس خطوة اساسية في اتجاه تعزيز علاقاته التجارية والاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، باعلانه فتح مكتب رسمي للمفوضية الاوروبية في الرياض. جاء اعلان ذلك، في رسالة بعث بها امس المفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن، الى اللورد براير رئيس غرفة التجارة العربية البريطانية، المؤسسة العربية الاوروبية، التي قادت «حملة» خلال السنوات الماضية لتجسيد هذه الخطوة. ورحب عبد الكريم المدرس مدير الغرفة من لندن في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، بقرار المفوضية، ولو اعتبره متأخرا أمام كفة الميزان التجاري السنوي للمبادلات بين الطرفين، والمائل لصالح دول الاتحاد الاوروبي، اذ ناهز الفائض التجاري الاوروبي العام الماضي مع دول التعاون 20 مليار دولار. وذكر بأنه رغم ان سوق دول التعاون تأتي في المرتبة الخامسة في ترتيب الاسواق المستهلكة لمنتجات الاتحاد على اختلاف انواعها، ورغم كون الخليج منطقة استراتيجية بالنسبة للمصالح الاوروبية، ومع ذلك لم يفوض الاتحاد بعثة خاصة له ترعى مصالحه هناك وتسهل على رجال الاعمال الخليجيين من اجراءات السفر والتنقل الى اوروبا لعقد صفقاتهم. وأضاف المتحدث عن الفترة التي استغرقها اتمام الاتفاق «ان غرفة التجارة العربية البريطانية الى جانب فيدرالية غرف دول التعاون، وغرف التجارة بدول المجلس شنت حملة لاقناع الاتحاد الاوروبي بتخصيص بعثة أوروبية الى الرياض»، مشيرا الى ان الحملة، انطلقت قبل ثلاثة سنوات. ولذا، ترأست غرفة التجارة العربية في لندن العديد من الزيارات الرسمية لوفود عربية لمقابلة المسؤولين السامين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل كاجتماعها مع رئيس المفوضية سابقا جاك سنتير، والمفوض الجديد كريس باتن وباسكال لامي عضو بالبرلمان الاوروبي ورئيسة ميزانية الاتحاد ولجنة العلاقات الخارجية.
ووصف بيان للغرفة امس في لندن، ارسلت نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» ان فتح المكتب، هو بمثابة تكليل للجهود التي قادتها، وأنه ايضا لبنة في صرح العلاقات الخليجية الاوروبية، خصوصا غداة احداث سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة والتي تضرر من جرائها كثيرا رجال الاعمال الخليجيون.