أطفال غزة احتفلوا بالعيد على متن عربات الكارو بعيدا عن مدن الألعاب خوفا من هجمات طائرات «إف 16»

TT

لم يشعر اطفال غزة بالسعادة المعتادة في عيد الفطر بسبب الظروف المؤلمة التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة الحصار والاغلاق وسياسة القتل والاغتيال التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي. ولم تتمكن غالبية الاطفال من الخروج للاحتفال بالعيد كالعادة وزيارة مدينة السندباد للالعاب في منطقة السودانية بغزة.

وكانت هذه المنطقة خلال الايام الماضية مسرحا للغارات الجوية الاسرائيلية وتعرضت لموجات من القصف العنيف بطائرات «اف 16» الاسرائيلية.

ونتيجة للاوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية للشعب الفلسطيني لم تتمكن غالبية الاطفال من شراء الثياب الجديدة ولا الالعاب التي تعرضها المحلات التجارية في هذه المناسبات بل ان الكثير منهم آثر الابتعاد عن هذه الاماكن. ولان «الحاجة ام الاختراع» ابتكر اصحاب عربات الكارو التي تجرها الخيول والحمير في ايام العيد فكرة الترويح عن الاطفال باسعار زهيدة بنقلهم في هذه العربات واللف بهم في شوارع غزة. وفعلا انشغل الاطفال بوسيلة الترفيه الجديدة التي اعادتها الحواجز العسكرية الاسرائيلية للعمل مجددا كوسيلة نقل اساسية للفلسطينيين.

وقال الكاتب الفلسطيني محمد الخطيب لـ «الشرق الأوسط» «قبل اندلاع الانتفاضة كادت العربات التي تجرها الخيول والحمير وهي التي تعرف بعربات الكارو، ان تختفي وتنقرض لكن الحصار الاسرائيلي الخانق اعطاها حياة جديدة اذ اصبحت هذه العربات والحمير والخيول، او تكاد ان تصبح، وسيلة النقل الوحيدة للفلسطينيين بين المدن والبلدات المحيطة بها.

واضاف الخطيب «لقد منع الاحتلال سيارات المواطنين من الاقتراب من الحواجز العسكرية الاسرائيلية وبالتالي اعاد الحصار الاسرائيلي مناطق السلطة الى استخدام وسائل بدائية بعد ان اصبح امام الفلسطينيين فرصة كبيرة قبل الانتفاضة لاستخدام السيارات والالات المختلفة في جميع نواحي الحياة. ولا ننسى ان هنالك عائلات فلسطينية اصبحت تعيش تحت خط الفقر بدرجات اي ليست محدودة الدخل فحسب بل ان دخلها اصبح صفرا وتعيش على الصدقات من الاهل والجيران ولم تعد تستعمل حتى الغاز لطهي الطعام بل الحطب بسبب ضيق ذات اليد وهذا وجه اخر ومؤلم للمأساة».

يذكر انه وخلافا للاعياد السابقة يلاحظ ان اطفال غزة وهم يتكدسون على متن عربات الكارو التي تجوب بهم الشوارع للترفيه في العيد وبعضهم يركب الحمير والبغال باسعار زهيدة وهذه سابقة تحصل في غزة للمرة الاولى.

وعلى بعد كيلومترين من الاحياء السكانية المكتظة في غزة بقيت مدينة السندباد للالعاب خاوية ولم يقترب منها زوار العيد وزبائنها المعتادون في هذه المناسبة من الاطفال وذويهم بسبب الاوضاع المعيشية البائسة وآخذة في التدهور ولاجواء الحزن التي يعيشها الفلسطينيون لفقدان ذويهم. كما ان استمرار تحليق طائرات «اف 16» الاسرائيلية في سماء غزة ابقى حالة من الخوف الدائم من تجدد القصف في أي لحظة.

وتقع مدينة السندباد، وهي مدينة الالعاب الوحيدة في غزة اقامها مستثمرون فلسطينيون في ظل السلطة، في منطقة السودانية التي تعرضت لقصف جوي اسرائيلي متواصل على مدى الايام السابقة للعيد.

من جهة اخرى فان المناطق الوحيدة التي اكتظت بالزوار في هذا العيد فهي المقابر للترحم على ارواح الشهداء من قبل اطفالهم وذويهم واقاربهم.