الرجوب: السلطة الفلسطينية لن تتهاون في فرض قراراتها حتى لو اقتضى الأمر المواجهة على الأرض

TT

رام الله ـ أ.ف.ب: حذر رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب من ان السلطة الفلسطينية لن تتهاون مع القوى السياسية التي «تختار النشاط المدمر والمضر بالمصالح الوطنية الفلسطينية حتى لو اقتضى الأمر المواجهة على الارض».

وقال العقيد جبريل الرجوب في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية «ان خطاب الرئيس عرفات كان واضحا بأن لدينا سلطة واحدة وشرطة واحدة وبندقية رسمية واحدة ولا مجال للاجتهاد والتأويل».

وندد الرجوب بالهجمات الانتحارية التي تستهدف الاسرائيليين، مؤكدا انها «مرفوضة من العالم كله وتشكل خدمة (لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون لاضعاف السلطة الفلسطينية وهو امر لا يمكن ان يصب في المشروع التحرري» للشعب الفلسطيني. وقال ان السلطة الفلسطينية تعمل «في ظل عدوان اسرائيلي وفي ظل تشكيك من قوى عدمية تسعى الى تدمير السلطة من خلال اعطاء شارون مبررات لذلك».

وشدد على ان السلطة الفلسطينية «أوفت بالتزامها في مسألتين الاولى عندما قررت رفض العمليات الانتحارية ومحاربتها والثانية عندما اعتقلت متورطين او مساعدين لهذه الانشطة». واضاف «اننا نراهن على حس المسؤولية لدى الاخوة في القوى السياسية وان يتفهموا حاجة الموقف وغياب اي خيار سياسي عند الطرف الاسرائيلي» الذي قال انه يهدف الى «تدمير السلطة الفلسطينية».

وقال الرجوب «نحن تعاملنا بمرونة وبمنطق وبشفافية مع كل القوى السياسية» بعد العملية الانتحارية في تل ابيب في يونيو (حزيران) الماضي وما ترتب عليها من التزامات للسلطة. واضاف «للأسف هناك قوة لم تلتزم بالمطلق بل بالعكس ركزت على الجانب الذي تعتقد انه عقب اخيل (نقطة ضعف السلطة) في المصلحة الاستراتيجية وهو تصعيد العمليات لشد شارون لتنفيذ مخططه».

واعتبر ان خطاب عرفات يجب ان يشكل «نقطة تحول في الموقف الاقليمي والدولي والتعاطي مع السلطة وضرورة تناغم الموقف الاقليمي مع الرغبة الفلسطينية والتي هي مصلحة اقليمية ودولية في وقف العدوان الاسرائيلي وانهاء الحصار والاغلاق وسياسة الاغتيالات».

وأشار الرجوب الى ان السلطة قدمت «مشروعا متكاملا يحدد اطارا عمليا ومنطقيا لوقف شلال الدم من قبل الطرفين برؤية منسجمة مع الاتفاقات الموقعة مع الاسرائيليين وألقى بالكرة في الساحة الاسرائيلية وساحة الادارة الاميركية».

وحول تنظيم التظاهرات قال العقيد الرجوب «ان تنظيم اي تظاهرة سيحتاج الى ترخيص من الشرطة بعد ان يتم تحديد اهداف وشعارات وخط سير التظاهرة والقائمين عليها» وهو النظام المعتمد في الدول الديمقراطية، مشددا على ان «حالة الفوضى يجب ان تتوقف الى الأبد».

واضاف: «ان من حق اي انسان ان يعارض وستضمن السلطة للمعارضة التعبير عن رأيها ولكن لن تسمح بتجاوز وحدانية السلطة، هذا مفهومنا للطوارئ وتحت هذه البوصلة ستنشط المؤسسة الأمنية لتطبيق القرار».

وكانت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد رفضت اول من امس دعوة الرئيس عرفات لوقف كل الاعمال المسلحة ضد اسرائيل وتوعدت بمواصلة النضال ضد اسرائيل.

واختتم الرجوب ان «المصلحة العليا، بمعزل عن برنامج شارون وعدوانه وغياب اي امل معه ومن موقع الحرص على مشروعنا الوطني تقتضي تثبيت وقف اطلاق النار وتثبيت وحدانية السلطة.. وكنا نتمنى على القوى السياسية ان تفهم تداعيات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي وتحترم التزامات السلطة».