الملك محمد السادس يستقبل زعيم المعارضة الإسبانية وسط أجواء من التفاؤل بتحسن العلاقات مع مدريد

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في الرباط خوسي لويس رودريغيز سباطيرو أمين عام الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في ختام زيارة للمغرب تركزت حولها الأنظار بسبب تدهور علاقات البلدين.

وجرى لقاء العاهل المغربي مع زعيم المعارضة الإسبانية بحضور فيرناندو ارياس سالكادو السفير الإسباني لدى المغرب، وهو ما اعتبر برأي المتتبعين لأجواء زيارة سباطيرو بأنه مؤشر على تحسن في أجواء العلاقات بين البلدين.

وأجرى زعيم المعارضة الإسبانية جولتين من المباحثات المطولة مع عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي وأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أعقبهما توقيع اتفاق حول التعاون السياسي بين الحزبين. وقالت مصادر الوفد الإسباني إن الوفد طرح مسألة عودة السفير المغربي إلى مدريد خلال المناقشات مع المسؤولين المغاربة، وأبدى الوفد الإسباني تفاؤلا بمستقبل العلاقات، بالرغم من استمرار الحزب الشعبي الإسباني في توجيه انتقادات لزيارة سباطيرو للمغرب. بيد أنه لوحظ أن الحكومة الإسبانية تعاملت مع الموضوع بصمت، الأمر الذي يؤشر برأي المتتبعين الى كون خوسي ماريا أثنار ينتظر نتائج من زيارة سباطيرو للمغرب.

وشدد سباطيرو في تصريحاته للصحافيين في الرباط على ضرورة العودة الى العمل المشترك في جميع المجالات لما فيه مصلحة اسبانيا والمغرب. وأضاف انه ابلغ الحكومة المغربية ان هذا التصور هو نفسه الذي تتوخاه الحكومة الاسبانية والمجتمع المدني بصفة عامة معربا عن يقينه بإمكانية تجاوز ما سماه بـ«سوء التفاهم» من خلال العودة إلى الحوار والتعاون المشترك.

وأشار إلى انه تطرق أيضا خلال هذه المباحثات مع اليوسفي الى ملف الصيد البحري والموقف الحالي بخصوص المفاوضات بين المغرب والاتحاد الاوروبي، مؤكدا بهذا الخصوص على ضرورة «إيجاد فضاء للتعاون في هذا المجال».

وبخصوص ملف الصحراء قال المسؤول الاسباني انه بعد ان استمع الى الموقف المغربي أبلغ اليوسفي «ضرورة رفع مشعل الامل بخصوص دور الامم المتحدة ومنحها فرصة من شأنها تحريك الحوار من جديد بين الاطراف المعنية والتوصل إلى اتفاق».

وكان زعيم المعارضة الإسبانية قد التقى في وقت سابق في الرباط عددا من المسؤولين المغاربة ضمنهم عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول وأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي وقع معه اتفاقية للتعاون السياسي بين الحزبين، كما التقى سباطيرو مع عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب ومحمد بن عيسي وزير الخارجية.

وأكدت مصادر مطلعة ان سباطيرو التقى على هامش زيارته إلى الرباط وزير الصيد البحري المغربي سعيد شباعتو، وانه لمس لديه إشارات إيجابية باتجاه عودة مناخ الحوار بين البلدين في هذا الملف الحساس الذي ساهم في خلق صعوبات كبيرة في علاقات البلدين.

وكان محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي قد بحث مع سباطيرو سبل تعميق التعارف والتفاهم في مجال العلاقات المغربية ـ الاسبانية.

ومن جهته قال الزعيم الاشتراكي الاسباني ان المباحثات كانت «صريحة وإيجابية وبناءة»، مشيرا إلى ان البلدين يسيران نحو تعميق التعارف والتفاهم بينهما. وأضاف ان «المستقبل يكمن في تكثيف اللقاءات بين الطرفين، مشددا على ضرورة بذل كل الجهود لتعزيز التفاهم المتبادل». وقال عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب إثر لقائه مساء أول من أمس بسباطيرو، انه بواسطة الحوار المباشر والتفكير المشترك في المشكلات والقضايا المطروحة بين البلدين يمكن ربح رهان تعزيز العلاقات المغربية ـ الاسبانية والانطلاق بها على أسس جديدة ترتكز على الاحترام والتفاهم المتبادل.

الى ذلك اكد اليوسفي وسباطيرو تفاؤلهما بمستقبل العلاقات بين البلدين وضرورة اعتماد نهج الحوار بين حكومتي البلدين من اجل تجاوز الصعوبات القائمة وتطبيع العلاقات.

وحملت تصريحات اليوسفي وسباطيرو التي ادليا بها خلال مؤتمر صحافي عقد في ختام زيارة زعيم المعارضة الاسبانية للمغرب، بامكانية عودة السفير المغربي الى مدريد.

واعتبر اليوسفي ان هدف مباحثاته بصفته وزيرا اول وبصفته امينا عاما لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع سباطيرو كانت تصب في اتجاه اعادة العلاقات الى ما كانت عليه بل تحسينها ومعالجة الملفات الساخنة التي كانت وما تزال قائمة.

واشاد سباطيرو بروح التفاهم والحوار التي لمسها خلال مباحثاته مع المسؤولين المغاربة وفي مقدمتهم العاهل المغربي الملك محمد السادس، حول مختلف القضايا القائمة بين البلدين وضمنها الصحراء والهجرة والصيد البحري وعودة السفير المغربي الى مدريد.

وقال سباطيرو ان الملكية في المغرب تمثل مشروعا حداثيا، مبرزا ان حواره المطول مع الملك محمد السادس اكد له ذلك، كما اكد لديه وجود حرص مغربي على الاسراع باسترجاع الثقة بين البلدين.

وقال سباطيرو ان اسبانيا بحاجة الى دبلوماسية اقوى واستراتيجية اقوى تستجيب لمتطلبات العلاقات التاريخية والكثيفة بين البلدين.

واكد سباطيرو انه وجد لدى الجانب المغربي حرصا على التعاون في ميدان الهجرة، ومبرزا ضرورة دعم المغرب في هذا الصدد من الجانب الاوروبي.

وحول ملف الصيد البحري اكد سباطيرو انه وجد تفهما مغربيا لاوضاع المناطق الاسبانية المتضررة من عدم تجديد اتفاقية الصيد، واضاف انه بالامكان التوصل لصيغ جديدة للتعاون بناء على حوار جديد حول هذا الموضوع.

وبخصوص الوضع في الشرق الاوسط، دعا الجانبان في بيان مشترك الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى الحوار والمفاوضات على اساس قرارات الامم المتحدة وتقرير ميتشل. ودعا الجانبان الطرف الاسرائيلي لنهج لغة الحوار مع السلطة الفلسطينية.