بيروت تطالب واشنطن والأمم المتحدة بوضع حد للخرق الإسرائيلي المتمادي للأجواء اللبنانية

فرنسا تنتقد «انتهاك الخط الأزرق» المقرر من الأمم المتحدة

TT

خيّم التوتر على جنوب لبنان امس جراء مواصلة الطيران الحربي الاسرائيلي طلعاته المكثفة في الاجواء اللبنانية وتصدي مضادات الجيش اللبناني و«حزب الله» للطائرات المعادية التي القت قنابل ضوئية فوق مخيم الرشيدية الفلسطيني جنوب مدينة صور وشنت حوالي خمسين غارة وهمية الليلة ما قبل الماضية فوق مدن وقرى الجنوب والمخيمات الفلسطينية، وفق مصادر امنية لبنانية.

ووصف الرئيس اللبناني اميل لحود الخرق الجوي الاسرائيلي للمجال الجوي اللبناني بانه «انتهاك للمواثيق والاعراف الدولية واعتداء على سيادة لبنان وسلامة اراضيه واستهداف للمدنيين الذين احدثت الطلعات رعباً في نفوسهم لا سيما الصغار منهم الذين كانوايعيشون فرحة الاعياد». وقال: «ان الغاية الاسرائيلية من هذه الخروقات معروفة. وهي لن تبدل في مواقف لبنان وخياراته وثوابته الوطنية».

وذكرت مصادر لبنانية مأذونة ان وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود سيقدم احتجاجاً شديد اللهجة ضد اسرائىل لدى الامم المتحدة، فيما وصفت متحدثة بلسان الخارجية الفرنسية في باريس العمليات الاسرائيلية بأنها «انتهاك للخط الازرق الذي أقره الامين العام للامم المتحدة» الربيع الماضي. وقالت المتحدثة الفرنسية ان الوضع على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية «بالغ الهشاشة» في ظل العنف المتصاعد في الاراضي الفلسطينية المحتلة معتبرة ان «أي حادث على هذه الحدود يمكن ان تكون له امتدادات اقليمية خطيرة».

وكررت باريس مطالبتها للحكومة الاسرائيلية بوقف انتهاكاتها للاجواء اللبنانية فيما دعت الطرفين، اللبناني والاسرائيلي، الى «ضبط النفس».

كذلك قال الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) تيمور غوكسيل ان هذه القوات «ستتقدم باحتجاج شديد اللهجة» لدى اسرائيل لانتهاكها الاجواء اللبنانية. واعتبر ان الخرق الاسرائيلي الذي شهدته المناطق اللبنانية «هو الاعنف» منذ انسحاب الجيش الاسرائىلي في 25 مايو (ايار) 2000. ووصف الخرق بانه «فاضح ولا مبرر له».

ونفى غوكسيل معرفة قيادة الـ «يونيفيل» بدوافع هذا الخرق، ملاحظاً انه «لم يكن هناك اي نشاط على الارض (من جانب المقاومة اللبنانية) يستدعي هذا الخرق».

من جهته، دعا الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى جنوب لبنان ستيفان دو ميستورا السلطات الاسرائيلية الى وقف الانتهاكات الجوية للخط الازرق.

وافاد مركز الامم المتحدة في بيروت ان الطائرات الحربية الاسرائيلية «خرقت مراراً يوم امس الخط الازرق محلقة فوق مدن عدة من الجنوب وصولاً الى عمق الاجواء اللبنانية». واوضح بيان اصدره المركز ان الخروقات للخط الازرق بلغت 28 خرقاً نفذتها 35 طائرة و5 مروحيات اسرائيلية.

وفي التفاصيل الميدانية، ان الخروقات الاسرائىلية جواً وبراً تواصلت طوال ايام عيد الفطر المبارك. واطلق الجنود الاسرائيليون من مواقعهم الحدودية النار في اتجاه المدنيين اللبنانيين، فيما حلقت مروحيات عسكرية فوق مزارع شبعا المحتلة ونقاط حدودية عدة على امتداد «الخط الازرق».

وقد اطلقت المدفعية المضادة التابعة للجيش اللبناني والمقاومة الاسلامية (الجناح العسكري لحزب الله) نيرانها باتجاه الطائرات الاسرائيلية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ضابط في الجيش «ان الطلعات الجوية تأتي في سياق الاجراءات الاحترازية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي تحسباً لاقدام مجموعات مسلحة على تنفيذ هجمات انطلاقاً من الاراضي اللبنانية».

وفي باريس لم تستبعد اوساط مطلعة ان يكون«استعراض القوة» الذي نفذه الطيران الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية أمس «تحذير» للبنان والمقاومة بانها قادرة على الرد على اي عمليات ضدها.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا النار من موقعهم في تلة العباد على الحدود اللبنانية في قطاع مرجعيون باتجاه المواطنين المدنيين مما ادى الى اصابة اللبناني جميل حسين بجروح في ساقه ونقل الى مستشفى النبطية للعلاج.

واشارت المصادر الامنية الى ان تحليق الطيران الاسرائيلي فوق مخيمات ومدن وقرى الجنوب تواصل طوال ليل الاثنين ـ الثلاثاء. وقد القت الطائرات الاسرائىلية قنابل مضيئة فوق مخيم الرشيدية وعلى طول الساحل اللبناني حتى منطقة الزهراني حيث نشطت ايضاً المروحيات الاسرائيلية.

الى ذلك، نفذ اهالي بلدة العباسية الحدودية المحتلة اعتصاماً اول من امس امام مركز القوات الدولية في البلدة مطالبين بتصحيح «الخط الازرق» لاسترجاع اراضيهم التي ما زالت تحت الاحتلال والتي تقدّر بثمانية آلاف دونم. وشارك وفدٌ من «حزب الله» في الاعتصام. وامام مقر القيادة الدولية في الناقورة نفذ 26 مواطنا لبنانيا مع عائلاتهم اعتصاماً للاحتجاج على صرفهم من عملهم مع الـ«يونيفيل» من دون اي تعويضات على رغم مرور اكثر من 20 عاماً على عملهم. وحمل المعتصمون لافتات تناشد الامم المتحدة وامينها العام كوفي انان النظر في قضيتهم.