15 قتيلا و25 جريحا في هجوم للجيش اليمني على عناصر تنظيم القاعدة في مأرب

الاشتباك استمر 3 ساعات والسلطات تتعقب شخصا يدعى ابن الثنيان

TT

قتل 12 شخصا وجرح 25 اخرون من افراد الجيش اليمني ورجال القبائل المسلحين في اشتباكات مسلحة وقعت صباح امس في محافظة مأرب، واستمرت هذه الاشتباكات ازيد من ثلاث ساعات. وجاءت هذه الاحداث في اطار حملة تقوم بها القوات المسلحة اليمنية لتعقب عدد من الافراد في محافظات مأرب والجوف وشبوة والذين يشتبه فيهم من قبل الحكومة بالانتماء لتنظيم القاعدة.

وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» ان قوات الجيش والامن كانت تتعقب شخصا اسمه ابن الثنيان ينتمي الى قبيلة آل حارثة التي تقطن مديرية بيحان في محافظة شبوة وتقع الى الشرق من محافظة مأرب. وقالت ذات المصادر ان السلطات علمت بانتقال الشخص المشار اليه مع اسرته للاحتماء بقبيلة عبيدة وانه وصل الى مبنى احد المعاهد الدينية التي تتبع قرية حصون آل جلال وهم مشايخ قبيلة عبيدة، وسارعت القوات الحكومية بتطويق هذه القرية التي تبعد من مدينة مأرب الى الجانب الشرقي منها بنحو 4 كيلومترات ثم قامت القوات الحكومية بتفتيش واسع النطاق، وفي اثناء عمليات التفتيش تصادف مرور مقاتلة فوق هذه المنطقة فخرقت حاجز الصوت وهو ما دفع الطرفين الى تبادل اطلاق النار، ونجم عن هذا الاشتباك سقوط 12 قتيلا وجرح 25 اخرين من الجانبين فضلا عن تضرر بعض الاليات العسكرية جراء استخدام القبائل لقذائف الـ «آر بي جي» في الرد على قوات الجيش بيد ان تضاربا في المعلومات رافق هذه التطورات بشأن قيام المقاتلات بقصف هذه القرية التي كانت مسرحا للاشتباكات.

وقال مصدر حكومي بوزارة الداخلية «ان وحدات خاصة من قوات الامن تساندها وحدات من القوات المسلحة والمروحيات تقوم بمتابعة بعض العناصر المطلوبة للاجهزة الامنية والمشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، اذ اكدت المعلومات الخاصة وجودهم في مديرية بلحارث بن عسيلان في مديرية بيحان في محافظة شبوة وفي منطقة عبيدة في محافظة مأرب. وقال المصدر الامني اليمني ان قوات الامن قامت بحملة تفتيش واسعة في منطقتين حيث تم ضبط عدد من الاشخاص الذين يؤون تلك العناصر في منطقة بيحان واثناء عملية التفتيش في منطقة عبيدة حدث اطلاق نار على القوات التي تقوم بعملية التفتيش من قبل الاشخاص الذين يؤون المشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة واسفر ذلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

واكد المصدر الحكومي ان الاجهزة الامنية تساندها وحدات من القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة في اطار متابعة المطلوبين للسلطات لضبطهم. وحذرت وزارة الداخلية اليمنية كل من يؤوي او يتستر على تلك العناصر. ودعت في نفس الوقت المواطنين الى التعاون مع الاجهزة الامنية لالقاء القبض على هذه العناصر.

وفي تطور اعقب هذه التطورات تدخل عدد من مشايخ القبائل في محافظة مأرب واجروا الاتصالات مع السلطة المحلية بهدف تهدئة الموقف والتزام قبيلة عبيدة بفتح القرية من جديد لعمليات البحث والتفتيش، فيما قالت مصادر ان الشخص المطلوب للسلطات تمكن من الفرار وتعتقد ذات المصادر انه فر في اتجاه منطقة بيحان في محافظة شبوة.

يشار الى ان السلطات اليمنية شددت من اجراءات البحث والتعقب لثلاثة اشخاص منذ زهاء اسبوعين بحسب المعلومات التي تؤكد ان الاشخاص الثلاثة ينتمون الى تنظيم القاعدة. واكدت المصادر الرسمية في صنعاء في وقت سابق ان وحدات من القوات الخاصة تساندها مروحيات تقوم بعمليات البحث والتمشيط في محافظات مأرب والجوف وشبوة لتتبع وتقصي العناصر الثلاثة فيما تشمل عمليات البحث اشخاصا يعتقد من بينهم عناصر من جنسيات عربية حيث اتخذت هذه العناصر في المناطق النائية ملجأ للاختفاء بعيدا عن اعين السلطات الحكومية. وتعتبر هذه الاحداث اول صدام مسلح بين قوات الامن والجيش والعناصر التي يعتقد انها تنتمي الى تنظيم القاعدة. وتنظر الادارة الاميركية الى اليمن، باعتباره شريكا في مكافحة الارهاب. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد اعلن الادانة الكاملة لعمليات الارهاب ايا كان مصدرها. كما ان هذه العملية جاءت في اعقاب زيارة الرئيس اليمني لواشنطن التي وصفها بانها جنبت اليمن ضربة عسكرية اميركية بالاضافة الى الخطوة الايجابية التي اتخذت من قبل الحكومة اليمنية بالغاء المعاهد العلمية وتحويلهاالى مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم وادارتها منهجا وادارة.