مسؤولون عسكريون يشككون في جدوى إقحام «المارينز» في عمليات تفتيش كهوف تورا بورا

TT

دخل المجهود الاميركي في افغانستان مرحلة اكثر صعوبة وخطورة، بعد ان بدأ الجنود الاميركيون يجوبون منطقة تورا بورا الجبلية ويقومون بتمشيط شبكة الكهوف بحثا عن المعلومات الاستخبارية وعن مقاتلي «القاعدة» الاحياء. وقد أكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لاول مرة اول من امس ان القوات الاميركية والبريطانية بدأت في تفتيش الكهوف، وهي مهمة كانت تضطلع بها القوات الافغانية وحدها. ومن المتوقع ان يشارك في هذا الجهد مئات الجنود الاميركيين، بمن فيهم قوات مشاة البحرية «المارينز» المرابطة خارج مدينة قندهار.

وصرح الرئيس جورج بوش بأن تفتيش الكهوف سيكون اكثر صعوبة من كل مراحل الحملة المستمرة منذ 10 اسابيع وادت الى سقوط جيش طالبان ونظامها. وقال بوش «زادت درجة الصعوبة بصورة ملحوظة. نحن وصلنا الى مرحلة المطاردة حاليا. ونحن نطارد شخصا واحدا او شخصين، ثلاثة اشخاص او اربعة، 20 شخصا، في نفس الوقت. وهذه بلاد وعرة جدا». وقد اعترف بوش بان مكان اسامة بن لادن، الذى كان يعتقد انه موجود في تورا بورا، ما يزال سرا محيرا، مضيفا «لكنني استطيع ان اؤكد لكم اننا سنلقي القبض عليه».

وقال رامسفيلد ان الكهوف تخضع « لنظام اولويات محدد، حسب احتمالات ما تضمه من الناس والادلة والاسلحة». واعترف بأن هذا التفتيش ينطوي على مخاطر جمة، لكنه قال ان البحث في الكهوف الذي تم حتى الان تمخض عن معلومات استخبارية ادت الى اعتقالات على نطاق العالم، كما انها حالت دون ارتكاب اعمال ارهابية اخرى، لكنه لم يذكر تفاصيل اضافية. وقال رامسفيلد «ان الناس الذين يدخلون هذه الكهوف يعرفون بالضبط ما يمكن ان يواجههم هناك». وقال انه «في اعقاب القصف الذي تعرضت له منطقة تورا بورا، يمكن ان يعتقد البعض ان كل مقاتلي العدو المختبئين في الكهوف قد لقوا حتفهم».

ورغم تصريحات رامسفيلد، فان اثنين من المسؤولين العسكريين اللذين اختارا عدم الكشف عن هويتهما، قالا ان القوات الاميركية ليست مدربة على تفتيش شبكات الكهوف، وشككا في حكمة القرار الذي ارسل هذه القوات في مهمة محفوفة بالمخاطر. وقال احد كبار جنرالات «المارينز» : «نحن لم نقم بالاستعدادات المطلوبة لمثل هذا العمل. لم نتدرب على هذا العمل». وقال انه يتمنى ان تزود القوات الاميركية بالقنابل الصاعقة والغاز المسيل للدموع لانجاز مهمة تورا بورا. وقال ضابط في القوات الخاصة ان الكهوف «لم تكن جزءا من المقرر الدراسي» حتى بالنسبة لاكثر زملائه تأهيلا ومهارة. وقال ان التدريب الوحيد الذي تلقاه اصحاب القبعات الخضراء ويحمل بعض اوجه الشبه بالكهوف هو وضع الجندي في منطقة مغلقة تحت الارض لعدة ساعات «للتاكد من انه سيتمكن من التأقلم مع الوضع».

وشكك ضابط اخر في حكمة مهمة تورا بورا، لانه يعتقد ان اغلب مقاتلي «القاعدة» الذين كانوا هناك، اما لاذوا بالهرب او طمروا تحت التراب. وقال «ربما نجد بعض المعلومات الاستخبارية المثيرة. ولكننى لا اعتقد اننا سنجد شيئا ذا بال». لكن المحلل العسكري جون هيلان الذي كان ضابط مدرعات في حرب الخليج، قال ان تفتيش الكهوف تحيط به اخطار لا شك فيها «لكنه يمكن ان يكون منجما للمعلومات الاستخبارية».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»