يورانيوم وكيماويات في نفق قرب مطار قندهار

TT

أكدت فحوصات أجراها خبراء في الولايات المتحدة، على مواد عثرت عليها قوات أميركية خاصة داخل أوعية مغلقة في مخزن داخل نفق قرب مطار قندهار قبل أسبوعين، أن بعضا منها كان من اليورانيوم ـ 238 القليل الكثافة، وفق ما نقلته نشرة «نايت ريدر» الشهرية الأميركية عن رئيس المخابرات الأفغانية الجديد، حاجي غولالاي، وبعض المسؤولين الأميركيين، ممن لم تفصح عن هوياتهم.

وقالت «نايت ريدر» في عددها الذي سيصدر الأربعاء المقبل إن حاجي غولالاي قال لمراسلها في أفغانستان: «رأيت بنفسي الأوعية الضخمة التي حملتها القوات الأميركية الخاصة في 14 الجاري (ديسمبر) لفحصها بالولايات المتحدة، وتابعت من بعدها ما ستكشف عنه الاختبارات الى أن عرفت من الأميركيين في اليومين الماضيين بأن بعضها كان من اليورانيوم.. رأيت أيضا أجهزة ومكائن صغيرة وكبيرة حملها الأميركيون من المخزن الذي عثروا عليه داخل النفق القريب من المطار. أعتقد بأنها كانت أجهزة للتعامل مع المواد التي كانت في أوعية بلاستيكية وزجاجية كبيرة وصغيرة، ويبدو أن تنظيم «القاعدة» كان يعد لعملية نووية، على حد تعبيره.

ومثله شرح مسؤولون أميركيون للنشرة كيف أن تنظيم «القاعدة» كان ناشطا في التعرف على كيفية دمج المواد المشعة بمواد تقليدية تحدث عند انفجارها انتشارا للاشعاع النووي في المنطقة المستهدفة «يكفي لقتل ما يزيد على 20 ألف شخص وتشويه 50 ألفا آخرين في منطقة تعادل ربع مدينة نيويورك على الأقل» وفق ما قاله أحد الخبراء الأميركيين للنشرة التي عادت بالذاكرة الى ما صرح به وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد، حين وعد عند نقل المواد الى الولايات المتحدة قبل أسبوعين بالكشف عن نتائج الاختبارات التي ستجرى عليها، قائلا من الطائرة التي نقلته الى حيث شارك في اجتماع لوزراء دول حلف شمال الأطلسي ببروكسل إن المواد التي عثر عليها في النفق تستحق الفحص السريع «لمعرفة ما الذي كانوا يفعلونه وما الذي كانوا ينوون تنفيذه» في اشارة منه الى قادة «القاعدة» بأفغانستان.

وما تم العثور عليه من يورانيوم في مخزن النفق القندهاري كان نوعا من المستخدم كوقود في المفاعلات النووية العادية أو في بعض المنتجات الصيدلية «لكنه كان من الصعب التعرف على ما اذا كان تنظيم «القاعدة» قادرا على توسيع استخدامه ليصبح سلاحا اشعاعيا من دمجه في مواد تفجيرية تقليدية، لأن تنظيم «القاعدة» كان في حاجة الى البلوتونيوم، الممكن استخراجه من اليورانيوم ـ 238 بأجهزة خاصة لم تكن «القاعدة» قد امتلكتها على ما يبدو، ولا امتلكت اليورانيوم ـ 238 بكثافة تزيد على التي تم اكتشافها داخل النفق لاستخراج البلوتونيوم الضروري لاحداث تفجير اشعاعي من آخر تقليدي. لكن بن لادن كان ناشطا في المحاولات، بمساعدة سرية من علماء باكستانيين، كما هو واضح الى الآن، بحسب ما قاله أحد المسؤولين الأميركيين للنشرة.

وذكر خبير أميركي آخر أنه لو نجح الناشطون مع «القاعدة» في استخراج البلوتونيوم من اليورانيوم القليل الكثافة الذي كان بحوزتهم في مختبر قندهار السري «لتسبب ذلك في مقتلهم قبل الآخرين بالتأكيد» الا أنه لم يشرح كيف. لكنه اعترف أنه كان في استطاعتهم تصنيع «قنابل وسخة» نووية الاشعاع، وقنابل كيماوية وغازية سامة، مما تم العثور في النفق السري «ومن الممكن أنهم حاولوا تصنيع السلاحين معا، لكنهم كانوا في حاجة الى وقت. كما دلت بعض المعلومات أن تجارب قامت بها «القاعدة» في مختبرات كانت لها بمعسكرات قرب منطقة دارونتا، البعيدة 14 كيلومترا عن مدينة جلال آباد في الشمال الأفغاني» وفق ما قاله مسؤول أميركي آخر.

وكان رئيس المخابرات الأفغانية، حاجي غولالاي، قد ذكر أن العثور على النفق وما فيه تم بعد سيطرة قوات قبائلية مناوئة لطالبان على مطار قندهار في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، واثر معركة استمرت 10 أيام مع فلول قوات طالبانية في المعقل الأخير للحركة، بعدها جاءت قوات أميركية خاصة الى منطقة قرب المطار، بعيدة 20 كيلومترا الى الجنوب عن وسط المدينة، حيث معسكر «مزرعة تورناك» التدريبي التابع سابقا لمنظمة «القاعدة» وفي أسفله تم اكتشاف نفق يضم مخزنا سريا، وصفه مسؤول أميركي آخر بأنه سيكشف مستقبلا عن الكثير من أسرار «القاعدة» النووية ونواياها الكيماوية في أفغانستان.