الرئيس السوداني يلتقي وفدا من جبال النوبة ويستمع لمطالبتهم بفصل موضوعهم عن قضية الجنوب

TT

تلقت الحكومة السودانية دعما من شخصيات بارزة من أبناء جبال النوبة بغرب السودان في موقفها من بدء حالة هدوء عسكري والتفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الجبال) لتحقيق السلام بالمنطقة وفقا لمقترحات مبعوث السلام الأميركي جون دانفورث.

وطالبت هذه الشخصيات التي شكلت وفدا تقدمه الزعيم المخضرم في جبال النوبة الأب فليب عباس غبوش بعدم استغلال قضية الجبال لتدويلها وتفادي التدخلات الاستعمارية في القضية السودانية. وابلغ الوفد الرئيس السوداني عمر البشير الذي التقاه امس ان أبناء الجبال يصرون على فصل قضية الجبال عن قضية الجنوب واعتبارها قضية سودانية تحل بأيد سودانية في اطار دستوري. وقال أبشر رفاي عضو الوفد في تصريحات عقب الاجتماع ان الوفد طالب بالاعتراف بدور أبناء الجبال في القضايا عموما وجبال النوبة خصوصا وان الوفد حذر من المزايدات والتشويش الذي قد يقوم به بعض المناوئين لتحقيق السلام وطالب اشراك أبناء الجبال في المفاوضات الى جانب الحكومة وتوزيع الاغاثة من داخل الاراضي السودانية حتى لا تستغلها الحركة.

واضاف رفاي ان الوفد اكد ان قضية الجبال ليست متعلقة بأبنائها فقط لذا يجب ان يشارك فيها كل أهل السودان مع التأكيد على مبدأ العدل في المستويات السياسية. ونقل رفاي عن البشير قوله للوفد ان منطقة جبال النوبة لا تشكل أي نوع من المزايدات السياسية خاصة فيما يتعلق بفصل الدين عن الدولة.

واوضح بيان صحافي صادر عن رئاسة الجمهورية ان البشير دعا كافة أبناء المنطقة لتعزيز جهد الحكومة خلال المرحلة القادمة وانه اشاد بالتعايش السلمي والقبلي بين أبناء المنطقة (عرب وغير عرب) وان ذلك يمثل نموذجا للسلام والتنمية. واضاف البشير ان المنطقة شهدت خلال الفترة الماضية استقرارا في مختلف المجالات بعد انحسار انشطة حركة التمرد وتوسع الرقعة العلمية.

من جهة ثانية طالب الجناح المشارك في الحكومة جبهة الانقاذ الديمقراطية تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية الخرطوم للسلام الموقعة مع عدد من الفصائل الجنوبية. وقال مكواج تنج وزير الدولة بوزارة الحكم الاتحادي ان الجبهة تقدمت بمذكرة للحكومة تطالب فيها بمشاركة الحزب في مفاوضات السلام (التي تجريها الحكومة مع الحركة الشعبية)، وبمشاركة الحزب في الحكومة بشكل فعال وتكوين المجلس الاستشاري للولايات الجنوبية وتكوين لجنة قسمة الموارد.

واضاف تنج ان بعض بنود الاتفاقية ما زالت موضع خلاف في كيفية تطبيقها بين الحكومة والفصائل الموقعة عليها من بينها انشاء اللجان العسكرية المشتركة واللجان الأمنية وفتح قنصليات للدول الأفريقية في الجنوب. وعبر تنج، وهو المتحدث باسم الجبهة، عن امله في ان تستجيب الحكومة لمذكرة الحزب وان تجلس مع الحزب للتفاوض لتنفيذ البنود المعلقة. وكانت الحكومة قد وقعت اتفاقية للسلام مع 6 من الفصائل المتمردة والمنشقة عن الحركة الشعبية التي يقودها العقيد جون قرنق عام 1997 ولاحقا توحدت هذه الفصائل تحت مسمى جبهة الانقاذ.

وتعرضت الجبهة لعدة انشقاقات كان احدثها قبل اكثر من شهرين حينما اعلن بيتر سولي رئيس الجبهة فصل المشاركين من الحزب في الحكومة متهما اياهم بغض الطرف عن تردد الحكومة في تنفيذ اتفاقية الخرطوم والسكوت عن تجاوزاتها. وفي الشهر الماضي عقد المفصولون وفي مقدمتهم تنج وجوزيف ملوال وزير الطيران وفاروق جات كوث مؤتمرا استثنائيا اعلنوا خلاله فصل صولي وانصاره وقرروا الاستمرار في مساندة الحكومة.