جمعية النساء الأفغانيات «راوا» ترفض الحكومة الجديدة

TT

روما ـ أ.ف.ب: رفضت الجمعية الثورية للنساء الافغانيات «راوا» تسلم الحكومة الانتقالية امس مهامها في افغانستان، آخذة على رئيسها حميد كرزاي عدم تمتعه بالقاعدة السياسية اللازمة ومتهمة بعض اعضائها بارتكاب «جرائم حرب».

وفي مقابلة أجريت معها في روما، عبرت سافورا وليد، وهي من ابرز الناشطات في الجمعية، عن تشاؤمها ازاء نجاح هذه الحكومة الانتقالية، واخذت على كرزاي انه ابرم اتفاقات مع المجاهدين عندما كان في الحكم بين 1992 و1996، ثم مع طالبان. واوضحت وليد ان «كرزاي عمل في البداية مع حكومة برهان الدين رباني قبل ان ينضم الى طالبان، ثم توجه الى قندهار حيث غادر منها الى الولايات المتحدة اثر خلافات مع النظام القائم».

وطالبت الناشطة الافغانية بمحاكمة عبد الله عبد الله ويونس قانوني ومحمد قاسم فهيم، وهم من الاعضاء النافذين في التحالف الشمالي وسيتولون مسؤوليات وزارية مهمة في الحكومة الانتقالية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. واكدت ايضا على وجوب ان يحال الى المحاكم كل من الرئيس السابق برهان الدين رباني والزعيم البشتوني قلب الدين حكمتيار، وزعيم الحرب الاوزبكي الاصل عبد الرشيد دوستم، وكذلك كريم خليلي زعيم حزب الوحدة الشيعي. وقالت «انهم بدأوا الحرب الاهلية خلال حكمهم للاستيلاء على السلطة وتسببوا بكارثة في البلاد لجهة حقوق الانسان»، مشيرة الى الحكومة الفوضوية في عهد المجاهدين الذين استولوا على السلطة في كابل بعد سقوط الحكومة الموالية للسوفيات. واعتبرت انه «يجب محاكمتهم كمجرمي حرب مثل القادة اليوغوسلاف السابقين».

وقد تأسست الجمعية الثورية للنساء الافغانيات منذ اكثر من 20 عاما، وتنشط اليوم من اجل عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه (87 سنة) الذي يعيش منفيا في روما، والذي يعتبر بمثابة «الطريق الثالث». وفي ظل حكم طالبان، ساهمت الناشطات في هذه الجمعية مع المخاطرة بحياتهن في تسليط الاضواء على مصير النساء الافغانيات لا سيما عبر التنقل ذهابا ايابا بين باكستان وافغانستان. وقد قامت خصوصا احدى اعضاء هذه الجمعية سرا بأخذ صور جالت العالم اجمع تظهر بعضها اعدام امرأة في ملعب لكرة القدم وهي جاثية ومغطاة بالبرقع بحيث لم تكن ترى حتى السلاح الذي استخدم لقتلها عن كثب. وكانت «راوا» اقامت ايضا مدارس سرية للفتيات خلال عهد طالبان.