فتح وحماس تتوصلان لتسوية بشأن رفض الرنتيسي للاعتقال

كتائب القسام تلتزم بقرار وقف العمليات وتعتبر نفسها في حل منها إذا ما واصلت إسرائيل سياسة الاغتيالات

TT

في الوقت الذي نجحت فيه لجنة متابعة الانتفاضة في ايجاد تسوية لقضية اعتقال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة حماس التي اعلنت تعليقها للعمليات الانتحارية والقصف بمدافع الهاون، وفي الوقت الذي التزمت فيه كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بقرار القيادة السياسية، اعلنت اسرائيل عن عزمها مواصلة سياسة الاغتيالات. وأكدت مصادر لجنة المتابعة العليا للانتفاضة التي تضم ممثلين من اكثر من 13 فصيلا وطنيا واسلاميا، أنه تم التوصل لتسوية للقضية، وان المشاورات التي استمرت حتى ساعات مساء اول من امس، اثمرت عن حل «يرضي جميع الاطراف». وذكرت المصادر ان الحل الذي توصل اليه قياديون من حركتي حماس وفتح التقوا الرنتيسي، يقضي بعدم اعتقاله على ان يلتزم بعدم الادلاء بتصريحات لوسائل الاعلام خلال المرحلة المقبلة.

وكان الرنتيسي قد رفض أي حل يتضمن اعتقاله أو فرض الإقامة الجبرية عليه أو تسليم نفسه. وتحولت محاولة الشرطة الفلسطينية لاعتقاله فجر يوم الخميس الماضي، الى اشتباكات مسلحة بين قوات الشرطة التي جاءت الى منزله لاعتقاله والمواطنين والمسلحين الذين التفوا حول المنزل، استمرت 5 ساعات وخلفت وراءها 7 جرحى. ومثل فتح في المفاوضات زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بينما مثل حماس الشيخ سعيد صيام، وشارك في اللقاءات ايضا عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأمين سرها في قطاع غزة أحمد حلس وعبد الرحمن حمد وزير الاسكان. وشملت المفاوضات زيارات مكوكية الى منزل الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حماس الذي يخضع نفسه لاقامة جبرية، الى ان نجحوا في التوصل إلى الحل.

وفور الاعلان عن الحل ازال كوادر حماس خيمة الاعتصام المقامة أمام منزل الرنتيسي بينما انسحبت عناصر الشرطة من محيط المنزل.

وكان الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، قد اصدر بياناً أكد فيه التزامه بما أعلنه الجناح السياسي للحركة «من وقف للعمليات الاستشهادية وعمليات إطلاق الهاون في فلسطين المحتلة عام 1948».

وجاء في بيان كتائب القسام انه «وتجاوبا مع دعوة الاخوة في القيادة السياسية للحركة، ومن أجل مصلحة شعبنا وحمايته والحفاظ على وحدته الوطنية، لا سيما في ظل إجراءات السلطة الأخيرة وتداعياتها، فإننا نعلن في كتائب الشهيد عز الدين القسام، اننا سوف نعلق عملياتنا الاستشهادية والقصف بالهاون في فلسطين المحتلة عام 1948 فقط وبصورة مؤقتة». وأكد البيان الذي حمل عنوان «الجهاد ماض إلى يوم القيامة»، أن هذا التعليق «مقيد بامتناع العدو الصهيوني وتوقفه عن سياسة الاغتيالات والاعتداءات على المدنيين من أبناء شعبنا، ومتى ما تجاوز العدو هذا القيد فإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام في حل من أمرنا، ويعتبر هذا التعليق لاغيا».

من ناحية أخرى شيع الاف الفلسطينيين جثامين الشباب الستة الذين قتلوا في المواجهات التي اندلعت اول امس بين عناصر الامن الفلسطيني وانصار حماس والجهاد الاسلامي في مخيم جباليا شمال القطاع بدون حدوث أي احتكاكات مع افراد الشرطة الفلسطينية.

والشباب الذين قتلوا هم عبد العزيز أحمد السواركة (18 سنة)، وزكريا حسن النواجحة (17 سنة)، وخليل عبد اللطيف الصيفي (17 سنة)، وحبيب نايف رضوان (14 سنة)، ومحمد رياض أهل (15 سنة)، وجميعهم من أنصار حركة حماس، وعبد الكريم عوني الأشقر (17 سنة) من منطقة التوام في جباليا.

الى ذلك اشاد وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس بما سماه بالجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية. وفي تصريحات لقناة التلفزة الاسرائيلية الثانية الليلة قبل الماضية قال بيريس ان عرفات «قام بجهود جدية عندما منع رجاله عناصر حماس بالقوة من اطلاق قذائف هاون على المستوطنات».

وافاد التفلزيون الاسرائيلي انه رغم ان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اكد ان قرار حماس لا يعني اسرائيل، وان جيش الاحتلال سيواصل عملياته الميدانية ضد من سماهم بالمنظمات الارهابية، الا ان المحرر السياسي للقناة الثانية عموئيل روزين كشف ان كلا من شارون وبيريس اتفقا على مواصلة استهداف من سماهم بمخططي الهجمات الارهابية على اسرائيل، الذين وصفهم بـ«قنابل موقوتة»، وهو المصطلح الذي تطلقه المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» على الفلسطينيين الذين يعكفون على الاعداد لعمليات فدائية. وتوقع التلفزيون الاسرائيلي ان يؤدي قرار حماس والاجراءات التي اقدمت عليها السلطة الفلسطينية الى انقسامات داخل الحكومة الاسرائيلية.