مشرف ينتقد الهند بقسوة لسحبها السفير من إسلام آباد

قوات البلدين تتبادل إطلاق النار على الحدود

TT

بكين ـ نيودلهي ـ اسلام آباد ـ وكالات الانباء: قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس ان قرار الهند استدعاء سفيرها من اسلام اباد وقطع المواصلات بين البلدين «موقف متعجرف». واضاف لدى خروجه من المسجد الكبير في كسيان في شمال الصين حيث يجري زيارة منذ ثلاثة ايام: «نأسف من الجواب المتعجرف جدا وغير المتعقل للحكومة الهندية».

وندد بما وصفه «برد الفعل التلقائي المتعنت للهند تجاه التوترات بعد الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي»، الا انه قال ان بلاده لن ترد بنفس الطريقة. واضاف «نشعر بالاسف لرد الفعل التلقائي المتعنت للهنود». وكانت الهند قد اعلنت اول، من امس انها ستستدعي سفيرها لدى باكستان وستوقف خدمات الحافلات والسكك الحديدية بين البلدين بعد اتهام باكستان بعدم اتخاذ اجراءات ضد الارهاب. ودفعت نيودلهي بقواتها الى الحدود مع جارتها الغربية، ولكن عندما سئل عما اذا كانت اسلام اباد سترد بنفس الطريقة اجاب مشرف قائلا :«لا».

وقالت الهند التي تلقي باللوم على جماعات كشميرية مقرها باكستان في الهجوم الانتحاري الذي تعرض له البرلمان الهندي الاسبوع الماضي وراح ضحيته 14 قتيلا بينهم المهاجمون الخمسة، ان تحركات قواتها تأتي ردا على تحركات عسكرية باكستانية موسعة.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون هنود امس ان القوات الهندية والباكستانية تبادلتا اطلاق نيران الاسلحة الصغيرة والبنادق الآلية في بعض المواقع على الحدود بين البلدين اللذين يتمتعان بقدرات نووية. وقال مسؤول دفاعي كبير ان تبادل اطلاق النار على الحدود في ولاية جامو وكشمير لا يثير الانزعاج. واضاف: «من وجهة النظر العسكرية هو اطلاق روتيني للنار في ضوء الموقف المتفجر على الحدود مع باكستان».

وحركت نيودلهي مزيدا من القوات الى حدودها مع جارتها الغربية امس. وقال مسؤول دفاع هندي ان قوات بلاده ستنشر في أي مكان تدعو الحاجة فيه الى ذلك على الحدود، في ضوء ما قالت الهند انه حشود للقوات في الجانب الباكستاني. واضاف: «قواتنا تتحلى بأقصى درجات الاستعداد، ومدافعنا في مواقع جيدة، لكننا لم نحرك معداتنا الكامل الى مواقع قريبة على الحدود بعد.. علينا ان ننتظر الى ان تصل الاوامر النهائية».

وبدورها اعربت باكستان عن قلقها بشأن تحركات القوات الهندية «الضخمة»، وحذرت من انها ستؤدي الى تفاقم الموقف الشديد التوتر بالفعل.

وعرضت قنوات التلفزيون المحلية لقطات لشاحنات عسكرية هندية ثقيلة مكتظة بالمعدات والامدادات تشق طريقها الى الحدود مع باكستان في الولايات الشمالية جامو وكشمير وراجستان والبنجاب.

وقال مسؤول هندي ان القوات الجوية الهندية وضعت على اهبة الاستعداد ونقلت بعض الطائرات والقاذفات الى قواعد امامية في منطقة الهيمالايا. اما باكستان فقد قالت انها سترد على ما وصفته بأنه تحركات كبيرة للقوات على الحدود. وقال متحدث عسكري باكستاني: «اتخذت قوات المشاة الهندية مدعومة بالمدرعات الثقيلة مراكز متقدمة في اطار تركيز مقلق للقوات، ونحن في طور اتخاذ اجراءات مضادة مناسبة». واضاف: «ان باكستان بادرت بالرد، اذ عززنا دفاعنا على طول خط المراقبة وضاعفنا المراقبة على الحدود الدولية».

لكن الهند ردت بالقول ان التحركات اجراء وقائي ورد فعل على ما وصفته بأنه حشد كبير لقوات اسلام اباد. واعلنت ان تحركات جنودها على طول الحدود مع باكستان مجرد اجراءات «احترازية». وقال متحدث عسكري هندي : «لقد اتخذنا اجراءات احترازية بسبب ضخامة التجهيزات العسكرية الباكستانية في اماكن عديدة من كشمير الى راجستان على طول الحدود الدولية وخط المراقبة». وخط المراقبة هو بمثابة الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان اللتين تتنازعان السيادة على كشمير.

ويأتي تصريح المتحدث العسكري الهندي ردا على الاتهامات الباكستانية امس للقوات الهندية بتكثيف وجودها في المنطقة الحدودية، معتبرة ان ذلك يشكل تهديدا لها. وقال المتحدث الهندي: «ان القوات الهندية تقدمت من مواقعها في زمن السلم الى مواقع متقدمة خلال الساعات الـ12 الاخيرة على طول خط المراقبة والحدود الدولية بين البلدين».

كشمير: مسلحون يقتلون 3 سيخيات وهندوسية سريناجار(الهند) ـ رويترز: قالت الشرطة الهندية امس ان مسلحين اصوليين قتلوا بالرصاص ثلاث فتيات سيخيات وامرأة هندوسية واصابوا ستة اشخاص آخرين في هجومين على قريتين في منطقة كشمير التي تعصف بها الاضطرابات بالهند.

واضافت ان اربعة استقلاليين اصوليين دخلوا قرية «بوش كريري» في جنوب كشمير في ساعة متأخرة من مساء اول من امس واطلقوا النار على منازل يملكها سيخ.

وقال مسؤول بالشرطة طلب عدم نشر اسمه: «ان ثلاث فتيات سيخيات قتلن على الفور واصيبت ثلاث اخريات في الهجوم، كما هاجم المسلحون ايضا منزلا لعائلة هندوسية في قرية هوجام المجاورة فقتلوا امرأة واصابوا ثلاثة اشخاص».

وتعرضت طائفتا السيخ والهندوس في ولاية كشمير التي تقطنها اغلبية مسلمة لهجمات عدة مرات منذ شن الاستقلاليون الاصوليون ثورة دامية نهاية عام 1989.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن عمليات القتل، ولكن مسؤولي الشرطة انحوا باللائمة على «جماعة جيش محمد» التي تقول الهند انها احدى جماعتين مسؤولتين عن الهجوم الانتحاري الذي تعرض له البرلمان الهندي في نيودلهي الاسبوع الماضي.

من ناحية اخرى، قررت محكمة هندية امس تمديد احتجاز ثلاثة من المشتبه فيهم اعتقلوا بعد الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي. وقال مسؤولون ان المحكمة مددت فترة الاحتجاز اسبوعين آخرين لثلاثة من المشتبه فيهم مع تمديد فترة احتجاز الشرطة لمشتبه فيه رابع لاسبوع واحد.

واعتقلت الشرطة الهندية ثلاثة رجال وامرأة في 16 الشهر الجاري بسبب الهجوم الانتحاري على البرلمان الذي اسفر عن سقوط 14 قتيلا، بينهم خمسة من منفذي الهجوم.

وتتهم الهند جماعتي «جيش محمد» و«عسكر طيبة» ومقرهما باكستان بتدبير الهجمات، وطالبت باكستان بانهاء انشطة الجماعتين واعتقال زعمائهما. وتقول الهند ان المخابرات الحربية لباكستان تربطها علاقات وثيقة بالجماعتين. وتنفي باكستان اي تورط في هجمات 13 الجاري.