سحب البرلمان المصري أمس، في واقعة تعد الأولى من نوعها في تاريخ التعددية الحزبية بالبرلمان، اعترافه بوجود هيئة برلمانية للحزب العربي الناصري بعد مرور دورة برلمانية واحدة على تمثيل الحزب، وذلك اثر اعلان عبدالعظيم المغربي ممثل الهيئة البرلمانية للحزب تجميد عضويته بالحزب العربي الناصري وبهيئته البرلمانية أمام البرلمان أمس واعلان انضمامه إلى صفوف المستقلين.
وأعلن الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان عدم وجود هيئة برلمانية للحزب العربي الناصري اعتباراً من أمس بعد تجميد المغربي عضويته بالحزب ولم يتبق ممثل للحزب سوى النائب حيدر بغدادي حيث سبق ومنذ نحو شهرين استقالة حمدين صباحي ممثل الحزب لتفرغه لتأسيس حزب الكرامة. وقال سرور ان الاعتراف بوجود هيئة برلمانية لأي حزب سياسي يستوجب طبقاً لأحكام اللائحة الداخلية للبرلمان ألا يقل عدد نوابه عن اثنين.
وأشار الدكتور سرور الى أن لائحة مجلس الشعب تختلف عن لائحة مجلس الشورى، فالأولى لا تعترف إلا بالهيئات البرلمانية للأحزاب. وقال رداً على مطلب حيدر بغدادي بالابقاء على الهيئة البرلمانية أنه لا يجوز ذلك.
وبذلك فقد تقلص عدد الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان إلى ثلاثة أحزاب سياسية هي الحزب الوطني الحاكم والوفد والتجمع وهي الأحزاب التي لها هيئات برلمانية معترف بها ولها ممثلوها، أما حزب الأحرار فيمثله نائب واحد هو رجب هلال حميدة، والناصري يمثله حيدر بغدادي. ويعد اختفاء الهيئة البرلمانية للحزب الناصري أسرع واقعة اختفاء لهيئة برلمانية لحزب من الأحزاب في البرلمان، وكان قد سبق للحزب أن مثله في البرلمان السابق سامح عاشور نقيب المحامين.
وكان عبد العظيم المغربي قد أرجع تجميد عضويته إلى وجود ممارسات داخل الهيئة البرلمانية للحزب وداخل الحزب نفسه «لا تليق أن تحدث داخل أي حزب سياسي أو داخل برلمان محترم» وأنه عرض الأمر على رئيس الحزب ضياء الدين داود إلا أنه لم يحصل على نتيجة مرضية. وأكد احترامه لمبادئ الحزب وقناعته بمبادئ ثورة يوليو (تموز) وقائدها جمال عبد الناصر وأنه يجد نفسه ازاء هذه الضغوط مضطراً لتجميد عضويته لفترة زمنية محددة.
وعقب حيدر بغدادي قائلاً: «إن انتماءنا للحزب الناصري انتماء عقائدي وقد خاض المعركة الانتخابية على مبادئ الحزب، وخطاب رئيس الحزب إلى البرلمان كان بتمثيل الحزب بثلاثة نواب»، مطالباً بأن يعترف به البرلمان وحده ممثلاً للهيئه البرلمانية للحزب.