لبنان: المؤتمر العربي العام للدفاع عن المقاومة والانتفاضة يدعو لحوار وطني فلسطيني ووقف إجراءات السلطة

TT

اختتم في بيروت امس «المؤتمر العربي العام للدفاع عن المقاومة والانتفاضة» الذي نظمه المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي ومؤتمر الاحزاب العربية بمشاركة 261 شخصية مثلوا احزاباً وتنظيمات وهيئات عربية واسلامية من بينها حركة المقاومة الاسلامية «حماس» و«حزب الله» وحزب «البعث» بالاضافة الى وزراء ونواب لبنانيين وعرب واكاديميين وباحثين. وأعلن بيانه الختامي تحت عنوان «اعلان بيروت للدفاع عن المقاومة والانتفاضة».

واذيع البيان الختامي المتضمن التوصيات في مؤتمر صحافي حضره رؤساء وممثلون عن المنظمين، ورأى ان «الهجمة الاميركية الصهيونية التي تستهدف الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ولبنان تهدد ما تبقى من مواقع الصمود والتحرر العربي وتستهدف كيان الامة ودولها وشعوبها وشل ارادتها»، وشدد «على حق الامة في مقاومة الغاصبين، وهذا الحق كرسته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية».

واعتبر البيان ان المقاومة في الامة عموماً وفي فلسطين خصوصاً هي «روح موجودة في الافراد والجماعات وفي اماكن لن يتوقعها العدو ولا تكتشفها الرادارات ولا اجهزة الاستخبارات، وان قضية فلسطين تبقى قضية الامة بأسرها»، مؤكداً «ان ابشع اشكال الارهاب هو الذي تسعى الادارة الاميركية ومعها الادارة الصهيونية تحويله الى سلاح لاستباحة العالم كله وتصفية ارادة شعوبه، وان لا سبيل لردع هذا الارهاب والانتصار عليه الا بالمقاومة القادرة على الحاق الضربات الموجعة بالعدو وتكبيده افدح الخسائر في جنوده المحتلين ومستوطنيه ومرافق اقتصاده». ورأى ان المقاومة في فلسطين «هي في ضيق وليس في انتكاس وهذا ما تجلى في اكتشاف هشاشة الكيان الصهيوني وتصاعد الرغبة لدى شبابه في الهجرة».

وشدد البيان على اهمية الوحدة الفلسطينية على قاعدة «اولوية استمرار الانتفاضة والمقاومة، وان تعزيز الوحدة يتطلب تراجع السلطة الفلسطينية فوراً عن كل اجراءات القمع والاعتقال واغلاق المؤسسات وتفعيل الحوار الوطني الهادىء بين القوى الوطنية والديمقراطية والاسلامية في فلسطين من اجل تطوير الانتفاضة والمقاومة لاجلاء المحتل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

ورأى البيان «ان ما تتعرض له المقاومة في لبنان من ترغيب وترهيب ناجم اساساً من كون هذه المقاومة قد آلت على نفسها ان لا تترك الشعب الفلسطيني وحيداً، وان تمد اليه يد العون، وظلت على الرغم من كل شيء موضع التفاف من الشعب اللبناني الذي خبر ضرورة الوحدة الوطنية في ازمنة الازمات، والذي ايقن ان انخراطاً في الصراع يصون وحدته خير من حياد موهوم». ولفت الى «ان العلاقات اللبنانية السورية القائمة على اسس الاخوة والتعاون والتنسيق، وعلى اساس دعم المقاومة في لبنان اسهمت في تصليب الموقف اللبناني وتدعيم النضال السوري من اجل تحرير الجولان وتقوية الموقف العربي العام في الصراع مع العدو الصهيوني.

واعتبر البيان «قيام الادارة الاميركية بادراج اسماء حركات المقاومة والتحرر في فلسطين ولبنان على قائمة ما يسمى الارهاب انما هو تورط مباشر في الحملة الصهيونية، واجازة صريحة للارهاب الصهيوني في الامعان في سفك الدم الفلسطيني واللبناني وتهديد كل الدول العربية بعدوان قادم، لتكريس الاحتلال والظلم، لذلك فإن كل دولة توافق على هذا الاتهام الاميركي انما تعتبر متورطة بشكل مباشر في هذه الحملة الصهيونية». واضاف «اذا كان التحاق الاتحاد الاوروبي بالموقف الاميركي هذا، يشكل نكسة خطيرة في العلاقات العربية الاوروبية التي نمت في ظل ما اتخذه هذا الاتحاد من مسافة مدروسة عن الانحياز الاميركي المطلق للكيان الصهيوني، فان القوى المحبة للحرية والعدل في اوروبا مدعوة لممارسة اعلى درجات الضغوط لاستعادة الحد الادنى من التوازن الى موقف حكوماتها. كما ان مواجهة العدوانية الاميركية المستندة الى تفوق عسكري وتقني عال يحتاج منا العمل بتصميم واصرار وبمنهجية علمية على التوجه الى قطاعات واسعة من الشعب الاميركي من اجل شرح عدالة قضيتنا ومساندتنا في وجه انحياز حكومته المطلق للعدو الصهيوني مع كل ما يخلفه هذا الانحياز من اضرار بمصالح الولايات المتحدة الاميركية ذاتها».

وشدد البيان على «الدفاع عن المقاومة والانتفاضة لا يتحقق الا من خلال اعادة الاعتبار لمفهوم الامن القومي للامة جمعاء بمعناه الشامل وحشد كل طاقات الامة للمجابهة». وطالب بـ«تفعيل دور مصر القيادي في حياة الامة وتحريرها من كل القيود والاتفاقيات التي تعيق انخراطها في المواجهة من جديد، كما من كل الضغوط الاقتصادية الاميركية المتنامية وما يترتب عليها من ضغوط سياسية، عبر توفير بديل عربي واسلامي مضمون للمساعدات الاميركية». كما طالب ايضاً بـ«كسر الحصار المفروض على العراق ووقف العدوان الاميركي البريطاني المستمر عليه، وتعزيز صموده ومقاومته لزج كامل طاقاته وامكاناته في معركة الامة، والسعي الجاد الى منع استهداف العراق في اي عدوان اميركي كبير مرتقب، وادانة هذه التهديدات الاميركية، والعمل على صيانة وحدة العراق وسيادته وامنه الوطني من كل تآمر او تدخل اجنبي، كما الى منع اي عدوان على اي بلد عربي او اسلامي آخر». واشار الى «ان قيام نواة لتضامن عربي واسلامي ترتكز على سورية والعراق ومصر والسعودية وايران يمكن ان يحدث توازناً جديداً في موازين القوى مع العدو، ويشكل رادعاً حقيقياً لتماديه في العدوان اليومي ضد فلسطين ولبنان».

واكد البيان الختامي لمؤتر الدفاع عن المقاومة والانتفاضة «ان الامة تملك من الموارد والطاقات ما يتيح لها، اذا ما وحدت جهودها، وتجاوزت خلافاتها، واعتمدت نهج المصالحة الشاملة بين دولها، وداخل كل دولة، ان تخرج من حال الهوان والضعف الذي تعيشه، والذي يهدد كل اقطارها وكياناتها ودولها وحكامها دون استثناء».

وطالب البيان بعقد مؤتمر دولي لتحديد مفهوم الارهاب يعقد باشراف الامم المتحدة «التي تحتاج هي الاخرى الى مراجعة نظمها ولوائحها في ضوء العقد الاجتماعي الكبير الذي قامت عليه والذي يضبط علاقات الامم على نحو يحقق اهداف السلم والطمأنينة العالميين وذلك بضمان المساواة في القرار وعدم السماح لدولة او مجموعة دول ان ينقضوا ما تتوافق عليه غالبية الدول الاخرى».

وخلص المؤتمر الى وضع برنامج عمل يهدف الى رفع مستوى التفاعل والتضامن مع الانتفاضة وتنظيم مسيرات شعبية في كل الوطن العربي والاستمرار في تنظيم المهرجانات والندوات وتنظيم حملات التبرع للانتفاضة والمقاومة وتفعيل وتكثيف حملة مقاطعة البضائع الاميركية والبريطانية والعمل على فك الارتباط بين الاقتصاد الفلسطيني والاقتصاد اليهودي ودمج الاقتصاد الفلسطيني في نظام اقتصادي اقليمي عربي وتوجيه رسالة الى السلطة الفلسطينية لحفزها على التراجع عن اجراءات التضييق على العمل الوطني والاخراج الفوري عن سائر المعتقلين واعادة فتح المؤسسات والمكاتب التي تم اغلاقها.