واشنطن تقدم 3 احتمالات عن مكان وجود بن لادن

باكستان تعتقل سعودياً وبحرينياً وكويتياً كانوا يحاولون الفرار من تورا بورا

TT

أعلن قائد العمليات العسكرية الاميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أمس عن 3 احتمالات لمكان وجود زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي «لم يشاهد منذ أسبوع».

وقال فرانكس للصحافيين في كابل أمس إن بن لادن لم يشاهد منذ أسبوع، وإن القوات الاميركية لا تعرف ان كان قد قتل أم أنه لا يزال على قيد الحياة. لكن المسؤول العسكري الاميركي اوضح ان مطاردة بن لادن تتركز في الوقت الراهن على 3 احتمالات، «فإما أن «يكون في منطقة تورا بورا حياً أو ميتاً، أو أنه لا يزال حياً في مكان آخر داخل أفغانستان، أو أنه ربما فر إلى باكستان». واضاف فرانكس «اعتقد اننا سنسمع الكثير من التكهنات، لكننا في الوقت الراهن، لا نعرف أين هو من هذه الاحتمالات الثلاثة». واوضح فرانكس من كابل حيث حضر حفل تنصيب الحكومة الانتقالية الجديدة أنه لا يوجد مسؤول أميركي لديه علم بمشاهدة بن لادن خلال الأسبوع الماضي.

وتركز القوات الاميركية بحثها عن زعيم «القاعدة» في تورا بورا الجبلية في شرق أفغانستان، حيث لا يزال الطيران الحربي الاميركي يقصف بشكل مستمر هذه المنطقة، ظناً من الاميركيين ان عناصر من «القاعدة» لا يزالون مختبئين في الكهوف والمخابئ المحصنة تحت الارض.

وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد اعلن اول من امس ان الولايات المتحدة ارسلت تعزيزات عسكرية الى تورا بورا للمشاركة في القضاء على شبكة القاعدة. واكد رامسفيلد خلال مؤتمر صحافي ان قوات اميركية تساند قوات افغانية في عمليات البحث في الكهوف والانفاق بهذه المنطقة الجبلية. واضاف رامسفيلد «كل ما هو مطلوب سيكون ارسال قوات، ولكن ليس فقط اميركية بل قوات من الائتلاف». ورفض وزير الدفاع الاميركي تأكيد الرقم «مائة» بالنسبة لمشاة البحرية الاميركية الذين ارسلوا لتعزيز القوات الافغانية.

وقال تومي فرانكس ان الولايات المتحدة جمعت «الكثير من المعلومات» من داخل الكهوف، وانها تواصل تحليل هذه المعلومات بحثا عن خيوط تؤدي الى اماكن اخرى يمكن لابن لادن ان يكون قد لجأ إليها. وتابع «مادمنا قادرين على الوصول الى الكهوف، بطريقة تمكننا من الحصول على ما نريد، وهو الوصول الى معلومات نعتقد انها هناك، فاننا ببساطة سنبقي على ذلك». واعرب عن ثقته بأن القوات الباكستانية ستعثر على بن لادن في حال غادر الى المناطق الحدودية مع أفغانستان، لكنه لم يذكر ان كانت القوات الاميركية ستنضم الى عمليات البحث هذه. ورأى فرانكس ان «التعاون الذي نحصل عليه من الباكستانيين سيضمن لنا انه لو كان (بن لادن) في باكستان، فانه سيتم القاء القبض عليه». واكد فرانكس ان البحث عن زعيم القاعدة سيستمر عبر المسار الحالي الى ان تستنفد الاحتمالات الثلاثة.

ويقول المسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إنهم قد يستخدمون سلاحاً جديداً وقوياً جداً بهدف إخراج المختبئين المحتملين داخل الكهوف. واعلن الجيش الاميركي اول من امس عن امتلاكه قذيفة كفيلة بامتصاص الاوكسجين من اماكن تحت الارض حيث يمكن ان يكون بن لادن مختبئا الى جانب باقي افراد شبكته.

ويحتوي هذا السلاح المسير بالليزر مادة متفجرة قادرة على الوصول الى عمق الكهوف بينما تدخل ملاحقة بن لادن مرحلة جديدة وخطيرة حسب ما اعلن مسؤولون رفيعو المستوى في البنتاغون. واضاف المسؤولون ان عشرا من تلك القذائف الجديدة تنقل حاليا الى افغانستان بعد تجربة ناجحة الاسبوع المنصرم في صحراء نيفادا الاميركية.

وتحمل كل من تلك القذائف وحدتين متفجرتين ومادة كيميائية شديدة الاشتعال ترسل موجة فتاكة في الاماكن المغلقة كالكهوف والانفاق دون تهديمها. وعندما تنفجر الوحدة الاولى في القذيفة ينتشر الفيول الذي تفجره الوحدة الثانية بدورها. واوضح خبراء ان قذائف كهذه ستكون اقوى بكثير من المتفجرات التقليدية وكفيلة بقتل المزيد من الفارين المختبئين في الكهوف. وقد استخدمت الولايات المتحدة نماذج اقدم من تلك القذائف في فيتنام، كما استخدمتها روسيا في الشيشان. وقد طور النموذج الحديث واسمه «بي ال يو ـ 1186» بصورة خاصة من اجل محاربة الارهاب حسب مسؤولي البنتاغون.

من ناحية أخرى، أعلنت المصادر الرسمية بمدينة بيشاور في شمال غربي باكستان ان قوات الامن الباكستانية اعتقلت اول من امس 3 اعضاء جدد مفترضين في شبكة القاعدة فروا من افغانستان. وقال مسؤول حدودي في بيشاور ان «الرجال الثلاثة اعتقلوا وهم يحاولون الدخول الى باكستان بعد ان فروا من منطقة تورا بورا بشرق افغانستان». وتمت الاعتقالات في سوي كوت بوادي تيرا التي تصل الى منطقة تورا بورا في جبل سبينغهار (الجبال البيضاء). وتقع وادي تيرا على بعد حوالي 90 كلم الى الغرب من بيشاور في المناطق القبلية الباكستانية. واوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان الرجال الثلاثة هم عبد الله من السعودية وعادل كمال من البحرين وعمر امين من الكويت. واضاف ان هؤلاء الثلاثة سلموا الى السلطات المختصة لاستجوابهم.

وإلى جانب البحث عن عناصر القاعدة، فان البحث جار كذلك عن قادة طالبان ومقاتليها. وقد ألقى جنود أفغان القبض على 3 مسلحين من مقاتلي طالبان امس في مجمع وزارة الداخلية حيث تم تنصيب الحكومة الجديدة. وقال احد جنود التحالف الشمالي في المجمع «لقد كانوا ثلاثة. اشتبهنا فيهم، فاوقفناهم، ثم تبين لنا انهم من مقاتلي طالبان». وقد نقل الثلاثة الى قوات الامن التابعة لوزارة الدفاع الافغانية بهدف استجوابهم.

وفي إطار مشاركة القوات الاجنبية في العمليات العسكرية في أفغانستان، قالت الحكومة الهولندية امس إنها سترسل 6 طائرات من طراز «اف 16» و200 جندي الى افغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية بارت جوكيمز ان هذه المقاتلات ستكون تحت قيادة الولايات المتحدة وتساعد في الحملة العسكرية الاميركية، بينما سينضم الجنود الى قوة حفظ السلام.

واوضح المتحدث ان هذه الطائرات ستقدم الغطاء الجوي فقط دون ان تشارك في أي مهام قصف. أما القوة المؤلفة من 200 جندي، فستوضع تحت قيادة كتيبة المانية. وكانت الحكومة الالمانية قد اعدت اول من امس خطة لارسال 1200 من جنودها للانضمام الى قوات حفظ السلام في أفغانستان.