الحكومة الأفغانية الجديدة تعقد أول اجتماع لها وسط مظاهرات تأييدية

زعماء قبائل يهددون بعمل مسلح في حال تكرر القصف الأميركي الخاطئ

TT

كابل ـ وكالات الأنباء: عقدت الحكومة الافغانية الانتقالية الجديدة برئاسة حميد كرزاي اول اجتماع لها امس بعد يوم على أداء اليمين الدستورية، في الوقت الذي سارت فيه مظاهرة في العاصمة كابل تأييداً للمرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد.

وقال كرزاي للصحافيين في ساحة القصر الرئاسي خارج المبنى الذي عقد فيه الاجتماع «القضية الاساسية هي الأمن في افغانستان». وفي رده على سؤال حول الاجواء التي سادت الاجتماع الذي دام ساعتين، قال كرزاي «رائعة، رائعة، مثالية للغاية».

واوضح كرزاي ان معظم اعضاء الحكومة البالغ عددهم 30 عضوا وصلوا اول من امس من المنفى لحضور حفل تنصيب الحكومة الجديدة، وناقشوا اعادة تأسيس الجهاز الاداري في البلاد. وسئل كرزاي عما اذا كان قد نام جيدا في اول يوم له في السلطة، فرد ضاحكا «لقد نمت جيدا». وارتسمت علامات الرضى ايضا على وجوه الوزراء الجدد، اذ قال يونس قانوني وزير الداخلية «بدأ العمل في اجواء ودية»، مضيفاً أن الوزراء تلقوا اوامر بوضع خطط للعمل من اجل اعادة تأسيس الادارات الحكومية. ومن جانبه، قال عبد الله عبد الله وزير الخارجية «سار الاجتماع بصورة طيبة للغاية»، و«القضايا التي نوقشت كانت تتعلق بالدرجة الاولى بأولويات الحكومة الجديدة وهي الامن اساسا، بالاضافة الى احياء القطاع الاداري في الاقاليم والمدن».

وفي غضون ذلك، نظم سكان كابل امس تظاهرة، هي الأولى منذ مغادرة حركة طالبان المدينة في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تأييداً للحكومة الجديدة. وحمل المتظاهرون، الذين كانوا بالمئات، يافطات تأييد للسلطة الانتقالية الجديدة التي ستتولى مهامها لمدة ستة اشهر فيما توجه وفد من المثقفين، بينهم ثلاث نساء، الى الامم المتحدة لبحث اعادة اعمار البلاد.

وسار المتظاهرون سلميا امام عدة وزارات وامام مقر بعثة الامم المتحدة الخاصة في افغانستان. وكان في استقبال الوفد المسؤول السياسي في المنظمة الدولية توماس روتينغ والناطق باسمها احمد فوزي. وطلب الموفدون من مسؤولي الامم المتحدة ممارسة ضغوط على السلطات الجديدة لاعطاء اهمية خاصة لقطاع التعليم. وقال روتينغ «انني سعيد جدا لاستقبال هذه المجموعة من المثقفين، واعتقد انهم يعبرون عن آمال وتطلعات الشعب الافغاني». وبقي المتظاهرون الآخرون امام مقر بعثة الامم المتحدة خلال اللقاء في وقت كان يجري فيه انزال معدات وتجهيزات المكتب.

وقال احد منظمي المظاهرة، خليل ديلاور «هناك اربعة اسباب لمسيرتنا: الاول هو استقبال الحكومة الجديدة، والثاني الاحتفال بنهاية المعارك، والثالث مغادرة المقاتلين المسلحين الشوارع، والرابع الطلب من (رئيس الحكومة) حميد كرزاي اعادة المناصب الى المهنيين».

إلى ذلك، اعلنت الصحافة الباكستانية امس ان اسلام آباد وجهت دعوة الى رئيس الحكومة الافغانية لزيارتها ووعدت بتقديم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار لافغانستان. وتهدف هذه المبادرات الى طي صفحة حكم حركة طالبان التي كانت تدعمها باكستان. واوضحت الصحف الباكستانية ان اسلام آباد تنوي ايضا فتح سفارتها في كابل وقنصليات في المدن الرئيسية فور انهاء «الترتيبات الادارية». وكان وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز قد حضر اول من امس حفل تنصيب الحكومة الانتقالية الجديدة، لكنه تجنب الاعلام وعدسات المصورين، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية.

وفي ما اعتبر أول مشكلة تواجه حكومة كرزاي، حذر زعماء قبائل أفغانية كرزاي من «انتفاضة مسلحة» في حال تكرر حادث مماثل للقصف الاميركي على القافلة الافغانية التي كانت في طريقها يوم الجمعة الماضي الى كابل لحضور حفل تنصيب الحكومة. وشكك سكان محليون في تأكيدات اميركية بأن الطائرات هاجمت قافلة تضم قادة تنظيم «القاعدة» قرب اقليم خوست في شرق افغانستان، واكدوا لوكالة «رويترز» في مكان الحادث اول من امس ان القتلى هم من القرويين الابرياء ووجهاء القبائل. وذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان قلب الدين، زعيم احد قبائل البشتون المحلية، هدد كرزاي بتنظيم انتفاضة مسلحة في حال شنت الولايات المتحدة مزيدا من الهجمات على خوست. ونقلت الوكالة عن الزعيم القبلي قوله «اذا اعتدت الطائرات الاميركية على خوست مرة اخرى، فاننا سنقوم بعمل مسلح ضد ادارة كرزاي».

وقال سكان قرية اسماني قلعي في اقليم بكتيا في شرق افغانستان ان الغارات الاميركية التي استمرت 7 ساعات من مساء الخميس حتى فجر يوم الجمعة الماضي ادت الى مقتل ما بين 50 و 60 شخصا وتدمير 15 مركبة من قافلة كانت تضم شيوخ قبائل في طريقهم الى كابل للمشاركة في تنصيب الحكومة الافغانية الجديدة. وكان بين المصابين احد القادة الميدانيين في الجهاد ضد السوفيات ويدعى يعقوب. وقال احد افراد قبيلة تاناي التي ينتمي اليها هذا القائد انه في اوائل الستينات من العمر ولا علاقة له بحركة طالبان. واوضح الجنرال شاه نواز تاناي ان مقاتلين ينتمون الى قبيلة اخرى هم الذين حولوا مسار القافلة من طريق رئيسي الى كابل عند احدى نقاط التفتيش، وانها كانت تعبر ممرا جبليا عندما هاجمتها الطائرات الاميركية. واضاف المصدر ان المقاتلين الذين حولوا مسار القافلة هم من الموالين لحاجي باشا خان زادران زعيم احدى القبائل التي تحكم مدينة خوست القريبة، والذي شارك في مؤتمر بون الشهر الماضي.

وقال احد سكان القرية التي تعرضت للقصف ان تحويل مسار القافلة جاء عن عمد، وان باشا خان ابلغ الاميركيين في ما بعد ان القافلة تضم اعضاء من تنظيم «القاعدة».

وقالت الولايات المتحدة انها لا تزال تحقق في الهجوم، الا ان المعلومات الاولية المتوفرة لديها تشير الى ان القتلى هم من عناصر طالبان وتنظيم «القاعدة».