الحكومة الصومالية تحاول إرسال وفد لواشنطن وضباط إثيوبيون على الحدود يدربون ميليشيا مسلحة

TT

تنتظر الحكومة الصومالية الانتقالية موافقة وزارة الخارجية الاميركية على منح تأشيرات دخول لوفد رسمي يضم اربعين من كبار الشخصيات السياسية والوطنية لتأكيد خلو الصومال من أي قواعد إرهابية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس الانتقالي عبد القاسم صلاد حسن قد طلب من جلين وارين المسؤول عن الشؤون الصومالية في السفارة الاميركية في نيروبي خلال لقائهما مؤخراً، تسهيل مهمة الوفد الذي تعتزم الحكومة الصومالية إيفاده للولايات المتحدة لتفنيد المزاعم الاميركية حول الصومال.

وقدمت الحكومة الصومالية للسلطات الاميركية كشفاً بأسماء أربعين من كبار الشخصيات العامة تقول انهم يمثلون مختلف شرائح المجتمع الصومالي ليوضحوا لدوائر صنع القرار السياسي في واشنطن عدم صحة الاتهامات الاميركية بوجود معسكرات لايواء وتدريب المتطرفين داخل الصومال.

ويقول مسؤولون صوماليون ان موقف الادارة الاميركية من هذه الزيارة سيحدد بشكل واضح حقيقة النوايا التي تضمرها للشعب الصومالي. واعتبر هؤلاء ان رفض منح الوفد الصومالي تأشيرات دخول للولايات المتحدة سيعد مؤشراً على ان واشنطن تنوي القيام بعمل عسكري ضدها بزعم وجود معسكرات لتنظيم الاتحاد الاسلامي التابع لتنظيم القاعدة فيها.

وقال مسؤول مقرب من الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» ان الوفد سيحمل رسالة شخصية من الرئيس صلاد الى الرئيس الاميركي جورج بوش يحثه فيها على التروي وعدم الاقدام على أي عمل عسكري ضد الصومال من دون التنسيق والتشاور مع حكومته.

وكان الرئيس صلاد قد انتقد أمس علانية وللمرة الأولى منذ توليه السلطة العام الماضي اصرار الولايات المتحدة على عدم الاعتراف بشرعيته كرئيس منتخب للصومال.

وقال صلاد في تصريحات صحافية في مقديشو «ان هذا لا يعني ان المجتمع الدولي لا يعترف بنا»، مشيراً الى ان الولايات المتحدة قد لا تعترف بحكومة معينة في حين تحظى نفس الحكومة باعتراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

وجاءت تصريحات الرئيس الصومالي رداً على ما أعلنه مسؤولون اميركيون حديثاً بأن واشنطن لا تعترف بشرعية سلطته الانتقالية في مقديشو.

ولم تمنع هذه التصريحات وزير العدل الصومالي محمد عمر فارح من الاعلان مجدداً عن ترحيب الحكومة الصومالية بالتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب.

وتزامنت هذه التطورات مع وجود ضباط عسكريين اثيوبيين في مدينة بلدويني في اقليم هيران الصومالي على مقربة من الحدود مع اثيوبيا.

وأفادت تقارير خاصة لـ«الشرق الأوسط» ان الضباط الاثيوبيين اجتمعوا مع زعماء من عشيرة هوادل لتشجيعهم على الانخراط في جيش صغير للميليشيات المسلحة تعتزم اثيوبيا دعمه وتدريبه.

وفي نفس الاطار يقوم زعماء الحرب الصوماليون الاعضاء في مجلس المصالحة والانماء المعارض للشرعية الصومالية باتصالات مكثفة لتشكيل جيش مسلح قوامه أربعة آلاف رجل بدعم مباشر من الجيش الاثيوبي في مدينة بيداوة (جنوب وسط الصومال).

وعلى صعيد التحريض المستمر الذي يقوم به أعضاء هذا المجلس ضد الحكومة الصومالية، أكد الجنرال محمد سعيد هيرسي الملقب بـ«مورجان» وزير الدفاع بالمجلس انه لن يتورط في محادثات مصالحة مع من وصفها بحكومة مقديشو.

واتهم مورجان الحكومة الصومالية بالتورط في دعم الإرهابيين، وأكد انه ليس هناك حاجة لكي تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربة ضد الصومال وانها من الأفضل ان تقدم الدعم والتسليح للمعارضة لكي تتولى بنفسها حل المشكلة، على حد تعبيره.

وخطت الحكومة الصومالية أمس خطوة واسعة لتأكيد عزمها للولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب، حيث منحت الرعايا العرب والأجانب المقيمين في الصومال مهلة اسبوع لتسجيل أنفسهم لدى الشرطة المحلية.

ويعتبر هذا الاجراء هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري عام .1991 وما تزال التحقيقات جارية مع تسعة عراقيين أكراد وفلسطيني لمعرفة دواعي دخولهم الأراضي الصومالية منذ العام الماضي.

على صعيد آخر بدأ علي عبد الرحمن النميري المبعوث الخاص لمنظمة الايقاد للأزمة الصومالية زيارة أمس الى مقديشو على رأس وفد مكون من خمسة أشخاص للتشاور مع الرئيس الصومالي حول مؤتمر قمة الايقاد الذي ستستضيفه العاصمة السودانية الخرطوم في العاشر من شهر يناير المقبل.

وعلمت «الشرق الأوسط» انه في ضوء هذه الزيارة طلب الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاد حسن من السلطات المصرية تأجيل موعد وصوله للقاهرة الى الخامس عشر من نفس الشهر.

ومن المقرر ان يقوم صلاد بجولة خارجية تشمل كلا من السودان ومصر وليبيا ونيجيريا على التوالي، علماً بأنه سيقوم بزيارة لاحقة لعدد من دول الخليج العربي للحصول على دعمها في مواجهة حملة التهديدات الاميركية الراهنة ضد الصومال.