المباحث الأميركية تحقق مع سري لانكي مسلم حاول تفجير طائرة بمتفجرة في حذائه

20 راكبا ساعدوا المضيفة في السيطرة على الراكب وتناوبوا على حراسة ومقاتلتان إف 15 رافقت البوينج 767

TT

يجري مكتب المباحث الفدرالي الأميركي (اف بي آي) تحقيقات مع شخص ادعى انه «سري لانكي» مسلم، يحمل جواز سفر بريطانياً يعتقد انه مزور اتهم بمحاولة إشعال مواد متفجرة كان يخفيها في حذائه داخل طائرة ركاب أميركية، اثناء تحليقها فوق مياه الاطلسي مساء اول من امس. وازاء هذه التهديدات اضطر قائد الطائرة البوينج 767 التابعة لشركة أميركان إيرلاينز، لتغيير مسارها من ميامي إلى بوسطن في رحلة قادمة من فرنسا. وجدد الحادث المخاوف من استئناف الهجمات على الطائرات الأميركية بعد الأحداث الانتحارية التي هزت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وقامت طائرتان من طراز اف ـ 15 بمرافقة الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة 63 وعلى متنها 197 شخصا، الى مطار بوسطن حيث قامت عناصر من مكتب المباحث الفدرالي بتفتيشها على الفور، واعتقلوا المشتبه فيه. واعلن مدير الطيران الدولي في لوجان ببوسطن «توم كينتون»، ان رجال الامن عثروا على كمية قليلة من المتفجرات من مادة سي 4 اللدنة، داخل حذاء الراكب الذي يحمل جواز سفر بريطانيا مزورا. وقال مسؤول في الشرطة الفرنسية ان «الاجهزة الاميركية تتحدث عن مسحوق يجري تحليله حاليا». ومن جهته قال المشتبه فيه للمحققين، انه سري لانكي مسلم ويدعى عبد الرحيم. ويفيد جواز السفر البريطاني الذي كان بحوزته ان اسمه ريتشارد كولفين ريد وانه ولد سنة .1973 وكانت الطائرة، تحلق فوق شمال الاطلسي عندما اشتمت مضيفة رائحة كبريت ورأت فتيلا يخرج من حذاء راكب يجلس في الصف 29 في الدرجة السياحية. وتمكن افراد الطاقم وبعض الركاب بعد عراك بسيط من التغلب على المشتبه فيه قبل تحويل مسار الطائرة بشكل عاجل الى مطار لوجان في بوسطن. ويقول احد الركاب ان الحادث بدأ حينما سمعوا أحد افراد الطاقم يطلب العون اثناء شجار مع رجل يجلس في الدرجة السياحية، وعلى الفور هب نحو ستة من الركاب لمساعدته، وتمكنوا من احتجازه بعد دقائق قليلة، وتم تقييده على مقعده، وقام الركاب بصب المياه الباردة على رأسه قبل ان يفتشوه، ويستولوا على جواز سفره البريطاني. وقال راكب اخر يجلس خلف المشتبه فيه، انه جذب الرجل من ظهره مما ساعد في تقييد بالاحزمة على مقعده، واشار الى ان 20 راكبا ساعدوا في السيطرة على الرجل الذي وصفه بانه كان شديد القوة. وقام الركاب بعملية حراسة متناوبة للرجل الى ان وصلت الطائرة الى بوسطن. وقالوا ان قائد الطائرة طلب منهم عدم الخوف اذا شاهدوا طائرة مقاتلة من نافذة الطائرة. واوضح توم كينتون خلال مؤتمر صحافي انه تم التدقيق في حذاء الراكب بواسطة اشعة اكس وعثر فيه على متفجرات «بكمية تكفي لاحداث خسائر».

وقد اقلعت الطائرة من مطار شارل ديغول في باريس وكان من المنتظر ان تحط في مطار ميامي عند الساعة 15.15 (20.15 تغ) حسب ما اوضحت السلطات الملاحية. وابلغ طاقم الطائرة برج المراقبة بالحادث، كما ابلغت سلطة الوصاية، الادارة الفدرالية للطيران المدني، القيادة العسكرية الاميركية في شمال الاطلسي المكلفة مراقبة الاجواء. وعلى الفور انطلقت مقاتلتان من طراز اف ـ 15 لمواكبة البوينغ 767 الى المطار الاقرب والافضل تجهيزا للتعاطي مع هذا النوع من الاحداث.

واضاف كينتون ان الامر يتعلق بمتفجرات «تم اعدادها على عجل» ولكنه لم يعط ايضاحات حول طبيعتها. واكد ان المشتبه فيه حاول اشعال المتفجرات. اما شبكة التلفزيون المحلية «دبل يو اتش دي اتش» فقد ذكرت ان الامر يتعلق بعبوة يدوية الصنع من البلاستيك سي.4 ويقول خبراء ان مادة سي4 هي متفجر قوي تستعمله خصوصا الشركات التي تتعاطى عمليات الهدم وكذلك العسكريون. واوضحوا ان عبوة من هذا المتفجر بقطر سيجار وبطول 12 سم قادرة على تقطيع عارضة حديدية. وكشفت التحقيقات ان جواز السفر البريطاني الذي يحمله المشتبه فيه والصادر من بلجيكا منذ ثلاثة اسابيع، ويحمل اسم الراكب ريتشارد ريد البالغ من العمر 28 عاما انه مزور. وقالت ان الرجل كان يسافر بمفرده وبدون حقائب. ولا يزال يخضع للاستجواب حتى مساء امس في حين قامت فرق متخصصة بنزع الالغام بتفتيش الطائرة. وتم نقل الركاب الى احدى قاعات المطار. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جورج بوش تابع القضية عن كثب.

وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية إنها غير متأكدة مما إذا كانت سفارة بلادها في بروكسل قد أصدرت جوازا يحمل ذلك الاسم، أو أن ريتشارد ريد قد أبلغ عن ضياع وثيقته.

وأثار هذا الحادث مخاوف من استئناف الهجمات على الطائرات الأميركية بعد الأحداث الانتحارية التي هزت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. ويقول المراسلون إن الحادث سيفاقم تخوف الأميركيين والبريطانيين ممن يعتقد أنهم عناصر متخفية من تنظيم «القاعدة». وكانت هيئة الطيران المدني الفدرالية الأميركية قد أصدرت تحذيرا من وقوع هجمات بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة، ونبهت إلى احتمال تسريب مواد قابل للانفجار داخل الألبسة. ويوجه هذا الحادث صفعة أخرى لشركة أميركان إيرلاينز بعد تحطم طائرة تابعة لها مباشرة بعد إقلاعها من مطار كنيدي في 13 نوفمبر (تشرين الثاني). وقد أدى تحطم الطائرة وهي من نوع إيرباص إلى مقتل 260 شخصا كانوا على متنها إضافة إلى عدد من الأشخاص في المنطقة التي تحطمت فوقها. وكان عدد ممن قتلوا في الحادث من بين من نجوا من هجمات 11 سبتمبر(أيلول) في نيويورك. وبالرغم من أن تحطم الطائرة اعتبر حادثا وليس عملا متعمدا، فقد أضر بسمعة شركة اميركان ايرلاينز وهي من اكبر شركات النقل الجوي الاميركية.