ثغرات أمنية في المطار الفرنسي سهلت المحاولة

TT

بانتظار ان تظهر نتائج التحقيق الذي تقوم به شرطة المطارات والاجواء في مطار رواسي شارل ديغول لمعرفة مصدر التقصير الذي اتاح لمن يدعي انه مواطن بريطاني اسمه ريتشارد ريد، تمرير شحنة متفجرة في حذائه على متن رحلة باريس ـ ميامي، فان مصادر في الشرطة الفرنسية سعت امس الى التنصل من المسؤولية وتحميل التقصير لشركة الطيران الاميركية اميركان ايرلاينز. وقد اعلنت الشرطة ان هذا المسافر الذي رجحت انه سري لانكي الجنسية واسمه الحقيقي عبد الراي كان من المفترض ان يثير انتباه موظفي الشركة في مطار رواسي اذ انه كان من غير حقائب ويسافر منفردا في رحلة بعيدة المدى بالاضافة الى جوازه البريطاني الذي اعطي له في بروكسل منذ ثلاثة اسابيع. واذا اضفنا الى ذلك شكله الخارجي وملامحه المتوسطية، فان كل هذه الاشارات كان يجب ان تثير انتباه الموظفين الذين كان عليهم لفت انظار شرطة المطار.

غير ان هذه الحجج غير مقنعة ويبدو ان غرضها ابعاد المسؤولية عن سلطات المطار الامنية وعن سمعة مطار رواسي الذي يصنف كخامس مطار في العالم لحجم حركة تنقل المسافرين فيه.

ورغم التدابير الامنية المشددة التي اقرت في المطارات بعد 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، فان ما حصل بعد ظهر السبت، يكشف عن وجود ثغرات ان لجهة فعالية اجهزة الكشف الالكترو ـ مغناطيسية او لنقص في عدد الكلاب المدربة على اكتشاف المواد المتفجرة. وكانت سلطات رواسي ـ شارل ديغول بدأت منذ 12 سبتمبر الماضي اخضاع كل الحقائب المشحونة على متن الطائرات المسافرة الى الولايات المتحدة الى كشف بواسطة اشعة اكس X اضافة الى تفتيشها من قبل الكلاب البوليسية المدربة.

وتقول شرطة المطار ان عدم وجود صاعق في الشحنة المتفجرة سهل له تمريرها باعتبار ان الصواعق يتم اكتشافها عند التفتيش.

واعربت مصادر في الشرطة ان عدم وجود صاعق يعني ان الاضرار التي كان للشحنة المتفجرة من مادة C4 (لو ثبت ذلك نهائيا) ان تسببها في جسم الطائرة ليست بكبيرة. وكانت شرطة مطار رواسي طالبت سلطات المطار بتوفير وسائل اضافية لتوفير سلامة الرحلات الجوية ومنها زيادة عدد الكلاب المدربة وزيادة طواقم الرقابة والتفتيش.

ويضطلع حاليا بامن المطار 200 رجل شرطة على مدار الساعة.

وترجح مصادر الشرطة ان يكون صاحب المحاولة رجلا مضطربا عقليا وليس ارهابيا مدربا على هذا النوع من العمليات. وترى هذه المصادر ان الطريقة التي لجأ اليها، اي اشعال الشحنة المتفجرة، بدائية ولا تدل على انه عمل محترف، خصوصا ان هذه المحاولة كانت ستثير الانتباه على متن الطائرة ان من قبل المسافرين او من قبل طاقم الطائرة. وبالاضافة الى ذلك، فان صاحب المحاولة نسي القاعدة الاولى الواجب الالتزام بها حتى لا يكشف امره وهي عدم لفت الانتباه والابتعاد عن «صورة» الارهابي، ولكن بالمقابل، فان الحصول على مادة سي 4 المتفجرة المستخدمة في تهديم الابنية التي يستخدمها العسكريون وحيازة جواز سفر بريطاني لا يمكن ان يكونا في متناول رجل «مضطرب» بل يحتاج في ذلك لمساعدة خارجية.

واثار الحادث قلقا في نفوس الاف المسافرين الذين يستعدون للطيران لقضاء عطلة عيد الميلاد خارج فرنسا. ويطرح، بقوة، في العاصمة الفرنسية، السؤال عن مدى التزام المطارات الكبرى في هذا البلد باجراءات السلامة التي فرضتها احداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي.

وقال شهود عيان ان الراكب لم يتعرض لتفتيش دقيق بمساعدة الكلاب البوليسية المدربة، حسبما تقتضي التعليمات الخاصة بالمسافرين بدون امتعة.