صفير ينتقد التحذيرات الأميركية للبنان لأ نه يعتبر «أن لا رأي له» في ما يجري

TT

دعا البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين و«المسؤولين بالدرجة الاولى» الى اعتماد «العدالة والغفران لتتم المصالحة في مجتمعنا (...) ولمواجهة الاخطار الداهمة داخليا وخارجياً».

وفي اشارة الى التهديدات والمطالب التي يتلقاها لبنان من الولايات المتحدة في اطار الحرب على الارهاب وتداعيات الصراع العربي ـ الاسرائيلي، لاحظ البطريرك صفير، في «رسالة الميلاد» التي وجهها امس الى ابناء طائفته واللبنانيين عموماً، ان «التنبيه وراء التنبيه، والانذار وراء الانذار، يستهدف اللبنانيين وكأننا اسياد امرنا ... وقد اصبح معروفاً ان لا رأي لنا في الكثير من امورنا لما يمارس علينا من وصاية تضعنا امام الامر الواقع فنضطر الى التكفير عن خطأ لم نرتكبه وتجاوزات لم نقم بها. وما يجري على ارضنا يجري على كره منا».

وقال البطريرك صفير في رسالته الميلادية: «ما احوجنا في هذه الايام الى تجديد ايماننا بالله وتعميقه. وان كل ما يحيط بنا لا يحمل على التفاؤل. وقد بلغ الكره من بعض الناس مبلغا يدفعهم الى تقتيل بعضهم البعض بطريقة عشواء تذهب باعداد كبيرة من الابرياء دون شفقة او رحمة. ولا حاجة بنا الى الذهاب بعيداً لنرى هذا المشهد المأساوي، فهو يجري على مقربة منا. وفي كل يوم تسقط ضحايا، ويشيّع قتلى، وتسيل دماء اطفال وشيوخ لا علاقة لهم بما يجري حولهم، ولا مطلب لهم من الحياة سوى ان يعيشوا بطمأنينة وامان وسلام. والسبب في ذلك يعود الى انتفاء العدالة». واضاف: «اذا نظرنا الى اوضاعنا الداخلية، أفليس هذا ما تقتضيه منا، ومن المسؤولين من بيننا بالدرجة الاولى، العدالة والغفران لتتم المصالحة في مجتمعنا الذي ما يزال منقسما على ذاته؟ وكيف السبيل الى تعبئة كل القوى الوطنية لمواجهة الاخطار الداهمة من الداخل والخارج، سواء أكان على الصعيد الاقتصادي ام الاجتماعي ام السياسي، وقد رأينا ما حلّ بسوانا من البلدان وهي اكبر منا واغنى واقدر على معالجة وضعها الاقتصادي، ولم تفلح في ذلك؟». واضاف« اما في ما خصّ الوضع الداخلي الآني، فيأتينا التنبيه وراء التنبيه، والانذار وراء الانذار، كأننا اسياد امرنا. وقد اصبح معروفا ان لا رأي لنا في الكثير من امورنا لما يمارس علينا من وصاية تضعنا امام الامر الواقع. ونقابل ذلك بما يشبه اللامبالاة. وكأن الامر لا يعنينا فنضطر الى التكفير عن خطأ لم نرتكبه وتجاوزات لم نقم بها. ونظهر كأننا مسؤولون عما يجري على ارضنا، فيما هو يجري على كره منا. ويبقى مجتمعنا معرضا للتشنّج والسجناء السياسيون قابعين في السجون والوضع المالي متدهوراً والهجرة مستمرة. ونتلهى في تجاذب المقاعد الادارية واقتطاع الحصص، كأن لا مشكلة في لبنان غير هذه المشكلة، على اهميتها».

وخلص البطريرك صفير الى القول: «على الرغم من كل الصعوبات لا يمكننا الا ان نتفاءل خيراً بيقظة شاملة تضع كلا منا امام مسؤولياته. ومن يدري فلعلّ ما يجري سيكون لخيرنا، ذلك ان الله وحده يعرف كيف يستخرج من الشرّ خيراً، او مما يبدو لنا شراً».