والدا الأصولي أحمد عجيزة يناشدان الرئيس المصري التدخل في قضية ابنهما وقبول التماسه

TT

وجه والدا الأصولي المصري احمد حسين عجيزة الذي تسلمته مصر من السويد الاسبوع الماضي، نداء الى الرئيس المصري حسني مبارك للتدخل في قضية نجلهما، وقبول الالتماس المقدم منه بشأن الحكم الصادر ضده بالمؤبد في قضية «العائدون من البانيا» عام 1999 وإعادة محاكمته مرة أخرى، مؤكدين انه بريء ولم يقم بأي أعمال عنف وانه كان بعيداً عن مجموعة الجهاد ولا علاقة له بالتواريخ التي وقعت فيها الأحداث.

وقالت والدته حميدة شلبي مصطفى (مدرسة بالمعاش) في مقابلة مع «الشرق الأوسط» ان «ابني ضد العنف ومعارض له وهو انسان هادئ ومتزن ومتدين دون تشدد ودرس في مدرسة الاميركان الانجيلية في محافظتنا بني سويف وسط أقباط ومسلمين»، مشيرة الى ان البناية التي يقطنون بها تضم 11 شقة، جميعهم من الأقباط وأسرتها هي الأسرة المسلمة الوحيدة بالعقار.

ويضيف الوالد حسين مصطفى، وهو موجه سابق بوزارة التربية والتعليم ان ابنه لم يسبق له الانضمام لأية تنظيمات أو جماعات عندما كان في مصر، وانه انسان مسالم ولم يكن يهتم سوى بدراسته بكلية الصيدلة بجامعة الزقازيق حيث تخرج فيها عام 1985 ليتزوج من زميلته بالكلية حنان أحمد فؤاد في ذات عام تخرجه ويقيم معها بمحافظة الزقازيق بعد ان اصبحت مقراً لعملهما.

وتوضح والدة عجيزة ان نجلها تم اعتقاله لأول مرة عندما كان طالباً بالسنة الأولى بكلية الصيدلة في شهر يناير (كانون الثاني) عام 1982واستمر اعتقاله لنحو 15 شهراً بعد اغتيال الرئيس المصري السابق انور السادات في فترة القبض العشوائي على كثير من الشباب وأصيب خلالها بضعف سمعي في اذنه اليسرى وضعف بصري في عينه اليسرى، بالاضافة الى اصابته بالكلى، مشيرة الى انه بعد خروجه من المعتقل عاد ليستكمل دراسته بشكل منتظم. وتضيف ان نجلها لم يزر مصر منذ خروجه منها عام 1991 لكنه كان حريصاً دائماً على الاتصال بعائلته في جميع المناسبات وأعياد الميلاد وانها لم تكن تسأله عن مكان اقامته لانها كانت تعلم ان هاتف منزلهم مراقب، لذا كان الحديث ينحصر في السؤال عن الصحة والأحوال والأولاد، مشيرة الى ان ابنها لديه خمسة أبناء: هم محمد واسامة وحسين وبتول وكنانة التي سماها بهذا الاسم حباً في بلده مصر.

ويشير والد عجيزة الى ان نجله عمل بشركة اميركية للأدوية في مصر منذ عام 1985 حتى عام 1991 وتعرض خلال هذه الفترة لمضايقات أمنية كثيرة رغم عدم مشاركته في عمل مخالف أو الانضمام الى أي جماعات، وهو ما دفع الأسرة ان تقترح عليه ان يبحث عن فرصة للعمل خارج مصر بعيداً عن هذه المضايقات، موضحاً انه حصل بالفعل عام 1991 على عقد عمل في السعودية كمندوب للدعاية. ويلفت الوالد الى انه لم يسمع عن انضمام نجله لأي تنظيم أو جماعة إلا عبر الصحف عام 1992 عندما نشرت بعضها أنباء وجود انشقاق بينه وبين أيمن الظواهري، وقال «لست متأكداً من انضمام ابني لأي جماعة ولكن الربط جاء بينه وبين أيمن الظواهري لانهما سبق أن التقيا في المعتقل بعد اغتيال السادات».

وتوضح الوالدة انها لم تر نجلها وأولاده منذ خرج من مصر إلا مرة واحدة عام 1995 عندما سافرت إليه في سورية وأقامت معه لمدة أسبوع واحد وبعد عودتها تم احتجازها من قبل أجهزة الأمن وقاموا بسحب جواز سفرها ولم تسترده حتى الآن، مشيرة الى انهم فوجئوا عام 1998 بورود اسم ابنهم في قضية العائدون من ألبانيا والحكم عليه بالمؤبد من دون أن تكون هناك أدلة أكيدة تدينه في شيء، معتبرة ان الحكم ظالم لانه حسب معلوماتها ان أقصى عقوبة للمتهم بالانضمام هي سبع سنوات وليس المؤبد.

وأرجع الوالد ادراج اسم ابنه في قائمة القضية الى انه سبق ان رفع دعوى ضد وزير الداخلية يطلب فيها التعويض عما لحقه من أذى أثناء فترة اعتقاله والتي كان أكثرها تأثيراً اصابته بانزلاق غضروفي، وقال انهم فوجئوا بهذا الحكم، مشيراً الى ان جميع التواريخ التي ذكرت عن ادانة نجله هي تواريخ مغلوطة ولو تم التأكد منها لصدر له حكم بالبراءة.

وأضافت والدة عجيزة انها تعتقد ان نجلها أقام بالسويد منذ عامين لانهم قاموا بارسال بعض الاوراق خلال هذه الفترة، وان آخر مرة قام بالاتصال بهم هاتفياً كان مع أول أيام عيد الفطر المبارك، مشيرة الى انه أثناء اقامته في السويد كان يتعرض لمضايقات كثيرة، لافتة الى انها ستقوم بمخاطبة جميع منظمات حقوق الانسان المصرية والدولية وتوجيه النداءات لكافة المسؤولين لنجدة ابنها الأكبر، خاصة أنها لا تملك سواه وشقيقه الأصغر.

واحمد حسين عجيزة المعروف بقائد تنظيم «طلائع الفتح» هو من مواليد 8 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1962 وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الزقازيق عام 1985 ولم يسبق اتهامه في أي من قضايا الأصوليين في مصر قبل سفره منها عام .1991 وترددت معلومات عن انه أقام في باكستان وأفغانستان وعمل الى جانب ايمن الظواهري زعيم تنظيم الجهاد ثم اختلف معه وانشق عن التنظيم مع بعض اعضائه بسبب قضايا «طلائع الفتح» وبعض محاولات اغتيالات مسؤولين مصريين في حقبة التسعينات واتهمه الظواهري وقتها بفشل التخطيط، ثم قيل انه انتقل الى اليمن ثم سورية ثم ايران حتى استقر به الوضع في السويد التي كان يسعى للحصول على اللجوء السياسي اليها.