جولة ثانية من المباحثات بين بلغراد وبودغوريتسا حول انفصال الجبل الأسود

TT

تبدأ اليوم في العاصمة اليوغوسلافية بلغراد الجولة الثانية من المحادثات بين صربيا والجبل الاسود والتي يرعاها الاتحاد الاوروبي من خلال منسق الشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد خافيير سولانا بشأن مستقبل يوغوسلافيا.

واعلن الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا خلال اجتماع لقيادة حزبه الديمقراطي الصربي انه متخوف من عدم احراز تقدم في المحادثات حيث ان قيادة الجبل الاسود مصرة على الاستفتاء الشعبي بشأن الاستقلال عن الاتحاد اليوغوسلافي وترفض اي عرض آخر من جانب صربيا او القيادة الاتحادية.

ويرى المراقبون ان هذه الجولة التي ستضمن مسائل سياسية واقتصادية واجتماعية لن تمكن صربيا من اقناع الجبل الاسود بالعدول عن فكرة الاستقلال، خاصة بعد التصريحات التي ادلى بها رئيس الجبل الاسود ميلو دجوكانوفيتش اول من امس والتي رفض فيها اي اندماج في اتحاد مع صربيا او شكل جديد للاتحاد الحالي قبل الاعتراف باستقلال الجبل الاسود، وعلى هذا الاساس فقط يمكن اجراء المحادثات.

وعلى الرغم من ان الاتحاد الاوروبي لا يؤيد فكرة استقلال الجبل الاسود خشية انتقال التوجهات الاستقلالية الى مناطق اخرى في منطقة البلقان مثل كوسوفو واجزاء من مقدونيا، فان الاتحاد الاوروبي لم يتمكن من اقناع قيادة بودغوريتسا بالعدول عن فكرة الاستقلال التي بدأت تجزئ يوغوسلافيا من جديد، خاصة ان مناطق اخرى داخل صربيا مثل السنجق الذي تقطنه الغالبية البوسنية المسلمة ومنطقة فويفودينا التي تقطنها غالبية مجرية وكرواتية، بدأت تطالب هي الاخرى بالحصول على الحكم الذاتي داخل صربيا.

وكذلك الامر داخل الجبل الاسود، حيث يطالب الصرب الذين يشكلون 40 في المائة من عدد السكان البالغ 650 ألف نسمة، بالبقاء داخل الاتحاد اليوغوسلافي او الانفصال بمناطقهم المتاخمة لصربيا والانضمام اليها.

ويرى محللون غربيون ان المنطقة تواجه مرحلة جديدة من النزاعات العرقية، وبالتالي فانه من المتوقع ان يمارس الاتحاد الاوروبي ضغوطا جديدة على قادة الجبل الاسود لردعهم عن فكرة الاستفتاء المقرر في ابريل (نيسان) المقبل والذي ترى فيه اوروبا الشرارة الجديدة التي يمكنها ان تشعل البلقان الذي لم تخمد ناره بعد.