شكوك بتلقي المتهم البريطاني في محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية تدريباته في معسكرات القاعدة بأفغانستان

TT

أكد مسؤولون في مجلس أمناء مسجد بريكستون بجنوب لندن أن البريطاني ريتشارد ريد المحتجز في بوسطن بالولايات المتحدة حاليا بتهمة محاولة تفجير طائرة «اميركان ايرلاينز» يوم السبت الماضي بواسطة حذاء كان يحتوي على متفجرات، تردد على المسجد سابقاً، غادر قبل فترة الى باكستان لسبب مجهول. جاء ذلك، في وقت نُسب فيه الى بعض سجناء منظمة «القاعدة» في افغانستان قولهم إن ريد، المتهم بمحاولة تدمير طائرة الركاب الاميركية المتجهة من باريس الى ميامي بواسطة متفجرات اخفاها في حذائه، قد تلقى تدريباته في معسكرات المنظمة في أفغانستان. وأكد مسؤولو المسجد أن الشرطة البريطانية جاءت قبل فترة للسؤال في المسجد عن ريد، فقالوا لها إنهم سمعوا بمغادرته البلاد الى باكستان لسبب مجهول. بيد ان رئيس مجلس أمناء المسجد الذي دأب ريد على الصلاة فيه أكد انه قطع صلته بالمسجد بعد ما تبنى افكاراً «متطرفة عن الجهاد» وتحوله «شخصاً متعجرفاً متشبثاً بأفكاره». وأشار أحد الذين يواظبون على الصلاة في المسجد منذ سنوات الى أن «عبد الرحيم بدأ فجأة يبحث عن ميدان للجهاد فيه دفاع عن الاسلام، كما كان يعتقد». من جهته، قال الصيدلاني أبو زكريا، عضو مجلس أمناء مسجد بريكستون، لـ«الشرق الاوسط» إن هناك «ثلاثة مساجد أخرى في هذه المنطقة الفقيرة، كما أن هناك عددا من المراكز التي يذهب اليها المتشددون لإطلاق مزاعمهم المتطرفة باسم الاسلام». وشدد على أن «تجنيد الشباب المسلم يتم خارج المسجد، فقد تعاملنا بحزم مع المتطرفين ومنعنا ناشطي حركة «المهاجرون» مثلاً من توزيع المناشير عند باب المسجد كما فعلوا طويلاً في الماضي». وأضاف: في المنطقة «محلات لبيع اللحم الحلال وهناك حوانيت وأمكنة أخرى للتجمع، فضلاً عن هذه المراكز. هنا يتم تجنيد الشباب، وليس في مسجدنا». وعن العنصر العربي بين المصلين، قال أبو زكريا، «اكثرهم من الجزائريين، ولدينا بعض الاخوة من اليمن أيضاً». وتابع «للجزائريين، تحديداً، آراء على شيء من الغرابة»، بيد انهم ليسوا متطرفين». وحول قربهم من العرب، اكد أبو زكريا، الذي دخل الاسلام قبل حوالي ثلاث سنوات، «اننا نسعى الى التعرف على الثقافة العربية ونتعلم اللغة لأنها لغة القرآن الكريم. وكما ترى، فنحن نرتدي الثياب العربية، ونطلق على أنفسنا اسماء عربية ايضاً تبدأ بأبي...». وذكر أن المسجد ينشط في صفوف اللاجئين ويدير مدرسة لتعليم اللغة العربية والاسلام الى جانب المواد المدرسية المعتادة. كما يقدم المساعدة للسجناء المسلمين الذي يرتفع عددهم باطراد، وكان ريد نفسه واحداً منهم في الماضي. وكان ريد، الملقب بعبد الرحيم، وهو بريطاني من أم انجليزية وأب جامايكي قد أخذ يتردد على مسجد بريكستون اثر خروجه من السجن حيث قضى مدة بعد إدانته بالسرقة. والشاب الذي مثل أول من أمس امام محكمة في بوسطن بتهمة محاولة تفجير طائرة «الخطوط الاميركية»، ولد قبل 28 عاماً في بلدة بروملي الواقعة بجنوب شرقي إنجلترا. والارجح انه تعرف على الاسلام في السجن من آخرين، فلما خرج قصد مسجد بريكستون لتعلم اللغة العربية ومبادئ الدين الحنيف. وفي الوقت الذي تردد فيه ريد على المسجد، كان زكريا موساوي الفرنسي المغربي المتهم في اميركا في اعتداءات 11 سبتمبر مواظباً على الصلاة فيه ايضا. بيد أن بكر، لفت الى أن الفرصة لم تسنح للاثنين بلقاءات كثيرة، موضحاً أن موساوي هجر المسجد تقريباً في الفترة التي بدأ فيها ريد يواظب على الصلاة فيه. وزاد إن التحول المفاجئ الذي جعله «متعجرفاً» متمسكاً بفهمه الخاطئ لفكرة الجهاد، دفع بعض المصلين الى الانهماك بمناقشات حامية معه، بيد ان ذلك لم ينفع، حتى بـ«توفيرنا له عملاً في شركة صغيرة تعود لأحد إخوتنا، لصناعة الشموع البخورية». وقال رئيس مجلس أمناء المسجد «لم نره في ما بعد، وإن كنا سمعنا بأنه توجه الى باكستان». وأضاف «الاثنين الماضي راينا صورته على الصفحات الاولى للصحف البريطانية، فصعقنا». وأوضح انه عمد فوراً الى الاتصال بالشرطة البريطانية قسم مكافحة الارهاب للإدلاء بالمعلومات المتوفرة لديه عن ريد، كما أجاب عن اسئلة «مكتب المباحث الفيدرالي» بهذا الخصوص.