القوات الخاصة الإسرائيلية تختطف 18 ناشطا فلسطينيا من منطقة قلقيلية

TT

في واحدة من اكبر العمليات العسكرية الاسرائيلية التي شهدتها الضفة الغربية، قامت وحدات خاصة من جيش الاحتلال، باختطاف 18 ناشطا من حركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية في بلدة عزون الواقعة شرق مدينة قلقيلية شمال غرب الضفة ومناطق اخرى.

وقالت مصادر فلسطينية ان وحدات مشتركة من الوحدة المختارة لمكافحة الارهاب في الشرطة الاسرائيلية المعروفة «يمام»، ووحدة المستعربين «دوفيديفان»، ووحدة كوماندو تابعة لسلاح البحرية تسللت تحت جنح ظلام الليلة قبل الماضية، الى داخل البلدة التي تخضع لسيادة فلسطينية كاملة، وحاصرت عددا من بيوت تعود لنشطاء في حركتي حماس وفتح. في نفس الوقت اقتحمت دبابات واليات عسكرية كثيرة البلدة من مختلف الاتجاهات بينما كانت مروحيات الاباتشي تحلق في سماء البلدة.

واقتحم الجنود المنازل المحاصرة وقاموا باختطاف عدد من الاشخاص زعموا انهم ينتمون الى حركتي فتح وحماس. وذكرت مصادر فلسطينية ان ثلاثة من بين المختطفين يعملون في جهاز المخابرات الفلسطينية العامة. وزعم الناطق بلسان المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال ان الذين تم اختطافهم متورطون في عمليات اطلاق نار استهدفت المستوطنين وجنود الاحتلال في المنطقة.

من ناحية ثانية اعلن جهاز المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» اعتقال افراد ثلاث مجموعات مسلحة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شمال الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر كبير في المخابرات الاسرائيلية قوله ان افراد المجموعات ارتكبوا العديد من عمليات اطلاق النار في الاونة الاخيرة. ولم يشر المصدر ان كان اعضاء المجموعات على علاقة بخلية الجبهة الشعبية التي اعتقل افرادها اوائل الاسبوع في مدينة حيفا وكانت تنوي تنفيذ عملية كبيرة على حد زعم «الشاباك».

من ناحية ثانية واصلت قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على مدينة قلقيلية، حيث أغلقت جميع الطرق والمنافذ الترابية المؤدية إليها بالسواتر والحواجز الترابية لمنع السكان والسيارات من سلوكها، بينما دفعت بتعزيزات إضافية من قواتها حول المدينة والطرق الرئيسية المؤدية اليها.

وأفاد العديد من المواطنين في قلقيلية، أن قوات الاحتلال واصلت فرض حصارها المشدد على 13 قرية في المحافظة، تقع جميعها على جانبي طريق قلقيلية ـ نابلس، في الوقت الذي وضعت فيه هذه القوات مواطني بلدة حبلة في سجن كبير بعد أن قامت بوضع بوابة حديدية على مدخلها الرئيسي وأغلقتها بالأقفال، الأمر الذي حال دون تمكينهم من اجتياز هذا المدخل وزاد من معاناتهم.

وواصلت قوات الاحتلال اجراءات الحصار المشددة على منطقة الكفريات في منطقة طولكرم لليوم الرابع على التوالي. تمنع حواجز ودوريات الاحتلال المنتشرة على جميع الطرق الرئيسية والترابية المؤدية إلى قرى المنطقة السكان من التنقل خارج قراهم والوصول إلى طولكرم أو التوجه جنوبا إلى قلقيلية.

الى ذلك كثفت قوات الاحتلال من انتشارها في السهل الغربي لضاحية شويكة وفي محيط مستوطنة بيت حيفر القريبة منها. وسيرت دورياتها الراجلة في شوارع بلدة باقة الشرقية مساء أمس وأجبرت العديد من أصحاب المحلات التجارية القريبة من منطقة حاجز نزلة عيسى على إغلاق أبوابها. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال تستعين بكلاب بوليسية مدربة لتفتيش الفلسطينيين والسيارات العمومية عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة المتاخمة لمدينة رام الله، قرب مقر شركة جوال حيث تجول اربعة جنود مستخدمين احد الكلاب بين الفلسطينيين المتوجهين الى رام الله والبيرة في حين وقف خمسة جنود اخرين الى جانب دبابة عند احد المنافذ الترابية، وقاموا بالتدقيق في بطاقات المواطنين. وتشهد تلك المنطقة منذ اربعة ايام تحركات عسكرية متواصلة من قبل اليات الاحتلال وسط عمليات مطاردة للمواطنين الذين يحاولون دخول رام الله او مغادرتها بواسطة سياراتهم.

وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة اصيب شقيقان بجروح مختلفة جراء اطلاق جنود الاحتلال نيران اسلحتهم الرشاشة على الاحياء السكنية في المدينة. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان محمد واحمد ابو صالح اصيبا بجراح عندما كانا في منزلهما قرب الحدود المصرية ـ الفلسطينية وادعت قوات الاحتلال ان قنابل «اكواع» القيت صوب موقع اسرائيلي على الشريط الحدودي.

وشرعت قوات الاحتلال في اقامة موقع عسكري كبير شمال مبنى شركة المطاحن في منطقة القرارة في خان يونس جنوب القطاع الليلة قبل الماضية وذلك في اطار التعزيزات الامنية والعسكرية التي تقوم بها حول المستوطنات والمواقع العسكرية المنتشرة في محافظات غزة.

في تطور اخر اصدرت وزارتا الداخلية والامن الداخلي الاسرائيليتان التعليمات للشرطة الاسرائيلية بعدم مصادرة الاسلحة بحوزة أي مستوطن في حال تقدم ضده مواطن فلسطيني بشكوى، كما هي العادة. وبرر نائب وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جدعون عيزرا القرار بالقول انه تبين ان العديد من من الشكاوى التي تقدم بها فلسطينيون ضد المستوطنين في الاونة الاخيرة انها غير صحيحة. وقررت الوزارتان تقديم تسهيلات خاصة لسكان المستوطنات من اجل الحصول على ترخيص لاقتناء اسلحة.