تأييد وزراء في السلطة الفلسطينية للعمليات الانتحارية يقنع الأوروبيين بتبني موقف واشنطن من عرفات

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر فرنسي حسن الاطلاع ان للخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة ثانية، وبين اوروبا والسلطة الفلسطينية، اسبابا وصفها بأنها «مهمة جدا»، جعلت اوروبا تتخلى عن دعمها الواسع للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتوجه اليه تحذيرا مكتوبا وشفويا بضرورة ان يضع حدا لما اسمته «ارهاب حركتي حماس والجهاد».

وكان هذا اول تحذير من نوعه يصدر عن المجموعة الاوروبية التي وضعت لأول مرة ايضا اللوم على الرئيس عرفات واعتمدت التعبير الاميركي نفسه الذي يتهم «حماس» و«الجهاد الاسلامي» بالارهاب.

وقال المصدر الفرنسي ان المجموعة الاوروبية تبلغت رسميا من واشنطن ان الادارة الاميركية تملك معلومات موثقة لعدة جلسات لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية تتبنى فيها السلطة، حسب زعم الادارة الاميركية، «خيار العمل الانتحاري» الى جانب العمل الدبلوماسي. وطبقا لهذا المصدر، فإن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تبنت نظرية اميركية جديدة باتجاه الرئيس عرفات وهي «نريد افعالا ولا نريد اقوالا». ويبدو ان الادارة الاميركية لم تأخذ على محمل الجد وعود الرئيس عرفات لها باعتقال ومنع مجموعات «حماس» و«الجهاد» من الاعمال الانتحارية داخل اسرائيل او في المناطق الفلسطينية المحتلة، فأبلغت الاوروبيين بالمعلومات التي لديها، فبادروا الى تبني الخطاب الاميركي، وتركوا الرئيس عرفات يحاول، من دون جدوى، ان يسيطر على الوضع سيطرة تامة، وخصوصا عندما اراد ان يشارك في قداس الميلاد في بيت لحم حيث كان بمقدورهم هم والادارة الاميركية ان يضغطوا على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كي يتراجع عن قراره بمنع عرفات من دخول بيت لحم كما فعلوا في مرات سابقة كان آخرها عندما ضغطوا على شارون كي لا يتعرض للرئيس عرفات بأذى.

وقال المصدر الفرنسي لـ«الشرق الأوسط» ان بعض العرب لم يصدقوا بعد، ان احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي منحت الولايات المتحدة واسرائيل فرصة نادرة للتجسس على الدول العربية بكل الوسائل والسبل.

وطبقا للمصدر الفرنسي، فإن اوروبا ابلغت الرئيس عرفات بالأمر، فكان رد السلطة الفلسطينية ان محاضر جلسات مجلس الوزراء تتضمن باستمرار وجهات نظر تؤيد الاعمال الانتحارية، وهذا واقع مثبت في محاضر الجلسات، كما تثبت هذه المحاضر ايضا وجود خلافات واسعة داخل مجلس الوزراء حول هذا الموضوع بالذات، لكن هذه الخلافات يتم حصرها دائما، وتخرج عن المجلس قرارات ترفع شعار السلام وتتبناه وترفض العنف والارهاب سواء من الجانب الفلسطيني او من الجانب الاسرائيلي.