أوكرانيا تقترح استضافة محادثات سلام إسرائيلية ـ فلسطينية

TT

اعرب وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، عن تفاؤله بقرب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال خلال زيارته لاوكرانيا، ان الامور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح. فاقترح الاوكرانيون ان يستضيفوا جلسات التفاوض في العاصمة كييف. ورد بيريس انه ينظر الى الاقتراح بشكل ايجابي.

وقال ان مرد تفاؤله يعود الى تطورين مهمين في الايام الاخيرة، هما اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، انه كان على معرفة تامة بالمفاوضات بين احمد قريع (ابو علاء) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وبيريس وانه يباركها، واعلان طاقم توجيه المفاوضات في القيادة الفلسطينية بأنه يؤيد استمرار المفاوضات مع اسرائيل رغم انها منعت الرئيس ياسر عرفات من دخول بيت لحم.

اما في الجانب الفلسطيني، فقد رأوا ان هناك بوادر تغيير ملحوظ في الموقف الاسرائيلي منذ اواسط ديسمبر (كانون الاول)، باتجاه استئناف المفاوضات، رغم التصريحات المتعنتة الصادرة عن شارون. وربط المراقبون بين هذا التفاؤل وخروج ابو علاء ومعه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، وياسر عبد ربه وزير الاعلام الفلسطيني الى كل من عمان والقاهرة، للتشاور حول شروط التفاوض الجديدة.

وكان المسؤولون الامنيون الاسرائيليون والفلسطينيون في قطاع غزة قد عقدوا امس جلسة مطولة لهم عند معبر ايرز (بيت حانون) شمال قطاع غزة، للتباحث في سبل التقدم نحو وقف النار تماما. ووصفت الاجواء بأنها ايجابية، وذلك لاول مرة منذ سنة. واتفق خلال الاجتماع على تسهيلات في الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك تمديد فترة عمل معبر رفح حتى الثامنة مساء (بدلا من الثالثة بعد الظهر حاليا) وزيادة عدد العمال العاملين في المنطقة الصناعية الاسرائيلية الواقعة على الحدود، اي في مكان الاجتماع نفسه.

وقال ناطق اسرائيلي ان هذه التسهيلات تمت لان القطاع يشهد هدوءا منذ اكثر من اسبوعين. وفي اليومين الاخيرين بالذات لم يسجل اي حادث اطلاق نار. وحسب هذا الناطق فان «الازعاج الوحيد جاء من الطرف الاسرائيلي للحدود، اذ حاول بضع عشرات من اليساريين الاجانب اقتحام الحواجز والدخول بالقوة الى قطاع غزة. فاضطررنا الى منعهم من ذلك».

وقصد الناطق المسيرة التظاهرية التي ضمت حوالي مائتين من نشطاء السلام الاسرائيليين ومعهم عدد من الاجانب العاملين في السلطة الفلسطينية الذين يشاركون في مختلف الفعاليات الاحتجاجية ضد الاحتلال وممارساته ضد الفلسطينيين. وجاءت هذه المسيرة ضمن تلك الفعاليات. وحاول المتظاهرون اقتحام الحواجز والدخول الى غزة بهدف التضامن مع اهلها واثارة شكاواهم امام العالم ليعرف المعاناة الرهيبة التي يئنون تحت وطأتها.

وفرقتهم قوات الاحتلال بالقوة. فراحوا يهتفون «شارون مجرم حرب» و«اسرائيل ديمقراطية = كذبة».

من جهة ثانية، ساد الهدوء في مناطق الضفة الغربية، باستثناء جنين، حيث شهدت احياؤها الشمالية اشتباكا مسلحا بين قوات الاحتلال وبين مسلحين فلسطينيين اثنين. فأصيب جندي حرس الحدود الاحتلالي بجراح. فقامت قوة احتلالية بمطاردتهما حتى قلب الحي، مدججة بالمجنزرات والدبابات والمروحيات المقاتلة. ودخلا احد المنازل في المكان للاختباء، فمنحتهم قوات الاحتلال فرصة دقيقتين للخروج والاستسلام. فلما لم يتجاوبا، قصفت المنزل بالصواريخ، مما ادى الى تهديم بعض جدرانه واشتعال النيران فيه، ومقتل وليد السعدي (50 سنة) واصيب احد قوى الامن الفلسطينية.

واستمر التوتر في المنطقة حتى ساعات المساء من يوم امس.

اما في منطقة غور الاردن، فقد ساد الهدوء، بعد المعركة التي دارت رحاها اول من امس وقتل فيها فدائيان فلسطينيان وجندي اسرائيلي وجرح اربعة جنود اسرائيليين، ما زال اثنان منهم يعالجان من جراح خطيرة.

بيد ان الحكومة الاسرائيلية حرصت، طوال يومي امس واول من امس على الاشادة بالموقف الاردني والتأكيد انها «لن تسمح للارهابيين بأن يحققوا هدفهم ويعكروا صفو العلاقات المميزة بيننا». واتصل وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر، مع كل من رئيس الوزراء الاردني ووزير دفاعه، وشكرهما على التعاون في معالجة هذه القضية واكد لهما موقف حكومته الراغب في استمرار العلاقات المميزة والمتينة.