الخلاف يتجدد على التعيينات الإدارية في لبنان وبري يكرر الدعوة لإرجاء انعقاد القمة العربية

TT

في موقف يعكس عودة قضية التعيينات الادارية في لبنان الى دائرة التأزم والاختلاف بين بعض اركان السلطة، اتهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حكومة الرئيس رفيق الحريري من دون ان يسميها بفرض الحصار المالي على الجنوب ووقف عملية اعادة اعمار القرى الجنوبية التي تحررت من الاحتلال الاسرائيلي.

وهذا الموقف اعلنه بري اثر زيارته الاسبوعية لرئيس الجمهورية اميل لحود. وافادت معلومات رسمية وزعتها الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية انه تم خلال اللقاء عرض «الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة على الصعيدين المحلي والاقليمي».

وذكرت المعلومات ان بري اوضح عقب اللقاء انه قدم الى الرئيس لحود التهاني بالاعياد، ثم وضعه في اجواء الزيارة التي قام بها الى سورية ولقائه المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد.

وافاد بري انه وضع رئيس الجمهورية في الاسباب التي جعلته يقترح، بصفة شخصية، على الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تأجيل مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في لبنان في مارس (اذار) المقبل، واصراره وتأكيده على هذا الموقف «ضماناً لمصلحة العرب العليا ومصلحة لبنان». واضاف انه تطرق مع رئيس الجمهورية الى الحصار المستمر على الجنوب واهله وتوقف عملية اعادة الاعمار في القرى المحررة.

وقد استحوذ موضوع انعقاد القمة العربية الدورية في بيروت ودعوة الرئيس بري الى تأجيلها لموعد لاحق من السنة المقبلة على حديثه امام النواب في «لقاء الاربعاء» امس.

وكرر رئيس المجلس تمسكه بدعوته هذه، مؤكداً التمسك ايضاً بالطابع الدوري لانعقاد القمة، اي انعقادها في العام 2002، وان يكون انعقادها في بيروت.

وعرض بري امام النواب الاسباب التي تبرر اصراره على هذه الدعوة وما يراه ارتباطاً مباشراً بين تأخير موعدها والمصلحة القومية العليا ومقتضيات الامن القومي العربي، قائلاً: «ليس خافياً على احد انني كنت من الداعين قبل شهرين لتعجيل موعد انعقاد القمة العربية، ذلك انني كنت انطلق من القناعة بأن الاحداث التي كانت تدور على الساحة الافغانية تعطي العرب فرصة استثمار موقع خاص في الحاجة الاميركية لتغطية عربية- اسلامية يمكن ان تفيد في اجتذاب الادارة الاميركية الى موقع ابعد عن السياسة الاسرائيلية. وللاسف ضاعت هذه الفرصة، ووضعت حرب افغانستان نهاياتها السريعة، ونجحت اسرائيل في جعل المقاربة الاميركية للصراع العربي ـ الاسرائيلي متطابقة الى حد بعيد مع النظرة الاسرائيلية».

واضاف بري: «تتابعت الاحداث لتؤكد ما كنا نخشاه ونحذر من وقوعه بعدما نجحت اسرائيل في جعل حربها الارهابية على الفلسطينيين جزءاً من الحرب الاميركية على الارهاب. وكما قلنا قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب اننا كما اضعنا فرصة اللقاء العربي في الوقت المناسب لحماية الانتفاضة، لم نجتمع للاسف الا لاعلان نعيها. واذ النتائج اسوأ مما توقعنا فلم يرد حتى مجرد ذكر الانتفاضة، اي بدلاً من النعي جاء بيان الاعدام».

وافاد بري: «انا هنا لا ألوم احداً ولا اقول هذا الكلام لتعنيف الموقف العربي الرسمي وتحميله اكبر من طاقته، فالضغوط شديدة والظروف قاسية. لكن الحقيقة التي انبه اليها هي ان هذه الموجة التي تسيطر على العالم بعد حرب افغانستان هي موجة غريبة عن الانظمة الديمقراطية العالمية وخصوصاً عن اميركا. ولا يمكن ان يستمر هذا الانهيار في القيم الديمقراطية وفي النظرة نحو معايير القانون الدولي. وان الزمن ليس في مصلحة استمرار هذه الهستيريا التي نجحت اسرائيل في توظيفها لانهاء سريع للصراع العربي- الاسرائيلي وفقاً لموازين قوى ظالمة بحق العرب ومسيئة للسلام».

وسجّل بري ان «من المفارقات المؤلمة في هذا المجال هو ان القمة العربية المطلوب منها تكريس الامر الواقع الاسرائيلي واستلحاق نعي الانتفاضة بنعي المقاومة تعقد في لبنان، البلد العربي الوحيد الذي سجل انتصاراً تاريخياً مشهوداً على الاحتلال الاسرائيلي... واخشى ما يخشى في حال الاصرار على عقد القمة في هذا الجو، ان يتم، في افضل الاحتمالات، الحاق مصير مزارع شبعا بالقرار 242 وما سيستتبع ذلك من مخاطر».