150 مهاجرا يحاولون عبثا التسلل عبر المانش إلى بريطانيا مستغلين عطلة عيد الميلاد

TT

كاليه (فرنسا) ـ وكالات الأنباء: حاول الليلة قبل الماضية نحو 150 مهاجراً التسلل، من فرنسا الى بريطانيا، عبر نفق المانش (يوروتنل)، مستغلين محدودية حركة القطارات بمناسبة عيد الميلاد، الا ان المحاولة باءت بالفشل في الأخير، فيما رأت مصادر النفق ان هؤلاء المهاجرين لم يهدفوا الا لجلب انتباه وسائل الاعلام.

وتمكن هؤلاء المهاجرون من مركز الايواء التابع للصليب الاحمر في سانغات بشمال فرنسا من الدخول الى محطة الشحن التابعة ليوروتنل، واستطاع البعض منهم التقدم عشرات الامتار في النفق. وصرح المسؤول الاعلامي ليوروتنيل فرنسوا بوريل لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد تعرضنا لموجتين من محاولة الدخول، الاولى عند حوالي الساعة العاشرة (ليلاً) والثانية عند الواحدة صباحا. لقد اقتحم المهاجرون غير الشرعيين السياج واتلفوه بالكامل ودخلوا باعداد كبيرة الى النفق». وتم توقيف حوالي 40 من هؤلاء المهاجرين، ووضعوا قيد التحقيق اثر محاولة العبور بالقوة الى بريطانيا حسب ما علم لدى الشرطة الحدودية في كاليه. وحلل بوريل الامر بانه «دخول لاظهار القوة، فمن البديهي انهم لم يكونوا ليستطيعوا السير حتى بريطانيا، انه بالاحرى حركة تمرد نفذها اللاجئون من اجل لفت انتباه وسائل الاعلام بعد عدة ايام من حركة المرور البطيئة حيث تعذرت عليهم محاولة العبور». لكن ربما حاول المهاجرون استغلال عطلة عيد الميلاد حيث تقل حركة القطارات، مما يتيح فرصة أفضل للتقدم نحو النفق من دون ان ترصدهم السلطات.

وقد تمكنت المجموعة الاولى من حوالي 150 مهاجرا من دخول النفق بعد تدمير السياج المكهرب المحيط بموقع محطة الشحن. بعدئذ حاولت مجموعة اخرى من حوالي 400 شخص دخول النفق، مستغلة الثغرة التي فتحتها المجموعة الاولى، غير ان تلك المحاولة باءت بالفشل. واوضح بوريل «لقد هبطت على الفور ستارات معدنية داخل النفق وفشلت تلك المحاولة كسابقتها».

واوضحت الشرطة البريطانية، التي اشتركت في ملاحقة المهاجرين عبر الكلاب المدربة، ان عدد المتسللين فاق في بداية الأمر أعداد قوات الأمن الفرنسية التي عززت على الفور وجودها للتعامل مع الموقف.

وأوضحت مصادر النفق أن محاولة التمرد تسببت في توقف حركة القطارات لمدة 10 ساعات، ثم استؤنفت صباح امس. وتعززت قوات الشرطة امس عند نقطة التفتيش للتأكد من عدم تسلل اي من المهاجرين فيه بعد استئناف حركة المرور.

ولم يعلن عن جنسيات المهاجرين الذين كانوا وراء المحاولة، الا ان مركز الصليب الواقع على بعد كيلومترين من نفق المانش يؤوي نحو 1200 لاجئ، غالبيتهم من الاكراد والافغان والايرانيين، الذين يحاولون كل ليلة العبور الى بريطانيا، املا في العثور على عمل والاستفادة من ظروف معيشة افضل.

وبات العبور عبر نفق المانش الذي انفق اكثر من 5 ملايين يورو على تعزيز امنه منذ يوليو (تموز) الماضي صعبا على المهاجرين غير الشرعيين الذين صاروا يتحولون اكثر فاكثر الى محطة الشحن التابعة للهيئة الوطنية لسكك الحديد «اس. ان. سي. اف» في فريتان، وهي اقل حماية.

وتشكل محاولة الدخول الليلية بالنسبة الى المتعهد الفرنسي ـ البريطاني للنفق تعبيرا عن يأس المهاجرين ولا تؤدي الى اعادة النظر في قدرة الجهاز الامني في المكان. وقال بوريل «لقد فوجئنا بضخامة المحاولة، لكنها منيت بالفشل وكانوا يعلمون ذلك». واشار الى مسؤولية الدولة التي «يفترض ان تضمن الامن» في المكان.