مسؤولون أميركيون يستبعدون اندلاع حرب وشيكة بين باكستان والهند

TT

ازداد التوتر بين الهند وباكستان أمس حين أعلنت نيودلهي عن نشر مقاتلات وأنظمة صواريخ على الحدود، الا ان مسؤولين في إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش استبعدوا تطور الاحداث الى نشوب حرب بين البلدين، مشيرين الى ان السرعة البطيئة التي يحرك بها البلدان قواتهما تهدف الى اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية.

وأعلن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز ان الصواريخ الهندية وضعت في مواقعها كما جاء في برقية بثتها وكالة «برس تراست» الهندية امس. وقال وزير الدفاع ردا على سؤال حول الحشد العسكري على الحدود ان «انظمة الصواريخ الهندية وضعت في مواقعها»، من دون ان يعطي مزيدا من التوضيحات. لكن بحسب الصحافة فان الجيش الهندي نقل بطاريات صواريخ ارض ـ ارض موجهة من نوع «بريثفي» (الارض) الى مواقع قريبة من الحدود في البنجاب. وهذا الصاروخ يصل مداه الاقصى الى 150 كلم وهو قادر على حمل شحنة نووية، كما يؤكد الخبراء.

ولم يوضح وزير الدفاع الهندي ما اذا كانت الهند قد نشرت صواريخ باليستية من نوع اغني ـ 1 (النار) التي يصل مداها الى 1500 كلم. وتدرس الهند حاليا نسخة من «اغني» يصل مداه الى ابعد من ذلك. وقال الوزير للوكالة الهندية «ان جهودنا تنصب في الوقت الحاضر على اعداد اغني ـ 2» الذي يصل مداه الى 2500 كلم.

وعقد مسؤولون هنود امس اجتماعاً في العاصمة نيودلهي لبحث الخطوة التي يتعين عليهم اتخاذها بخصوص النزاع الذي خلفه الهجوم الانتحاري على البرلمان الهندي في 13 من الشهر الجاري، والذي اتهمت فيه الهند مجموعتي «عسكر الطيبة» و«جيش محمد» اللتين تتخذان من باكستان مقراً لهما.

وكشف متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية نقل طائرات مقاتلة الى القواعد الامامية على خط المراقبة الفاصل بين البلدين في اقليم كشمير. وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت المقاتلات قد نقلت الى القواعد الامامية خلال اليومين المنصرمين، رد المتحدث «نعم هذا يحدث»، واصفاً الاجراء بأنه «وقائي».

واكد مسؤولون بولاية راجستان الحدودية ان الهند تجري تمارين عسكرين تشارك فيها المقاتلات أثناء الليل ضمن استعداداتها لحالة اندلاع حرب محتملة. وصرح احد مسؤولي الولاية لوكالة «رويترز» قائلاً «يجرى تعتيم المنطقة لمدة 15 دقيقة منذ مساء الثلاثاء (اول من امس) وتقرع اجراس الانذار وتحلق طائرات فوق المنطقة كما لا يسمحالكبيرة على وشك الاندلاع». واوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان هجوماً على الحدود الباكستانية الهندية «صار محتملاً في أي وقت» حالياً، و«لا يتعين عليهما (الهند وباكستان) الانتظار لحشد مزيد من القوات. أي شيء قد يطلق الشرارة». وحسب المصدر، فان المسؤولين الاميركيين قلقون، خصوصاً لنقل باكستان بطاريات الصواريخ المتوسطة المدى الى مواقع في منطقة الحدود على خط المراقبة. وحدد المسؤول الاميركي هذه المواقع ببونش وبالاكوت وكرني واخمور ـ شيكيناك واونشارا. لكن عزيز احمد خان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قال امس لهيئة الاذاعة البريطانية ان الحشود العسكرية على الحدود «ليست سوى اجراءات احترازية رداً على الاستفزازات الهندية». وحسب المسؤول الاميركي، فان محللين استخباراتيين اميركيين يرون ان البلدين يحركان بسرعة متباطئة قواتهما بهدف خلق الوقت المناسب للجهود الدبلوماسية لحلحلة الازمة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»