اندلاع حريقين متزامنين في سراييفو.. والشرطة تتهم جهات أرادت التشويش على احتفالات الميلاد

TT

اندلع في قلب العاصمة البوسنية صباح امس حريقان متزامنان من حيث التوقيت، لكن متباعدين من حيث المكان، في الوقت الذي اكدت الشرطة ان الحادثتين تمتا بفعل جهات ترغب في التشويش على احتفالات اعياد الميلاد في البلاد.

وقد شب الحريقان في أماكن تجارية مكتظة بالمارة، مما ادى الى تأخير وصول فرق الاطفاء. وتسبب الحريقان في خسائر مادية كبيرة، حيث أتت النيران على كل محتويات عدد من المحلات التجارية، والتهمت خلال ساعة واحدة اسقفها التي انهارت وكأنها شيدت من ورق، مما دفع للاعتقاد بأن الجناة استخدموا مواد تساعد النيران في الانتشار وبسرعة.

وقد اثبتت الشرطة ان الحريقين كانا بفعل فاعل او جهة هدفت الى التشويش على الاحتفالات باعياد الميلاد. وكانت الشرطة البوسنية قد تلقت في وقت سابق تحذيرات من خطر حدوث أعمال ارهابية تطال سفارات اجنبية ومراكز اقتصادية في البوسنة والهرسك ولا سيما في سراييفو. وعلى اثرها شددت الشرطة البوسنية من الاجراءات الأمنية حول السفارات الاجنبية ولا سيما الأميركية والبريطانية والأماكن العامة في العاصمة، بسبب مخاوف من حصول أعمال ارهابية تطال عددا من المؤسسات الدبلوماسية والعسكرية والتجمعات العامة خلال اعياد الميلاد.

وقامت وزارة الداخلية البوسنية بنشر عدد كبير من عناصر الشرطة امام المحلات التجارية وبالقرب من المباني التابعة للامم المتحدة في البوسنة والهرسك، وفي مفترق الطرق حيث ترابط ومنذ اول من امس سيارات الأمن. وقد ضاعفت الشرطة البوسنية من اجراءات التفتيش التي طالت الأفراد، وهي اول مرة تقوم فيها الشرطة البوسنية بتفتيش الأفراد المشتبه فيهم خلال اعياد الميلاد.

من جهتها عبرت بعض الجماعات الأصولية في البوسنة والهرسك من خلال مجلة «الصف» الاسبوعية الصادرة بالبوسنية والتي تصدرها الجماعة السلفية بالبوسنة والهرسك، عن غضبها من الاجراءات الأمنية التي تقوم بها الحكومة البوسنية والجهات الدولية بالبوسنة والهرسك، ومن بينها دفع أحد افراد الجماعة الذي فقد رجله اليسرى اثناء الحرب، ويدعى موريس باشاريز، من قبل عناصر الشرطة التي اسقطته ارضا عندما حاول المرور امام مبنى السفارة الأميركية بسراييفو. من ناحية اخرى، تقول مجلة «الصف» ان «مصورين محترفين يقومون بتصوير الملتحين، لصالح احدى السفارات وجهات اجنبية خارج البوسنة والهرسك». وتحتفل القوات الدولية العاملة في البوسنة والهرسك للسنة السادسة على التوالي بعيد الميلاد في اجواء غير طبيعية يسودها الحذر والترقب. وقد قامت القوات الدولية بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي باخلاء ثكنات ومبان ومواقع عسكرية داخل العاصمة سراييفو، وضواحيها، واعادتها للسلطة البوسنية. ومن الثكنات التي تم اخلاؤها ثكنة «الماريشال تيتو» القريبة من فندق «الهوليداي ان» بسراييفو، ومبنى شركة «نيرغو انفست» حيث كانت ترابط القوات الألمانية العاملة ضمن القوات الدولية.