مسؤول أمني صومالي ينجو من محاولة اغتيال

TT

نجا مسؤول أمني صومالي بارز من محاولة اغتيال فاشلة نفذتها مجموعة مسلحة مساء الاثنين الماضي، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس عبد القاسم صلاد حسن السلطة قبل خمسة عشر شهراً. وذكرت صحيفة مقديشيو تايمز في موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت أمس ان الجنرال مؤمن محمد قائد الشرطة الصومالية تعرض لهجوم في منزله بالعاصمة نفذته مجموعة مجهولة من المسلحين لم تعرف حقيقة دوافعها، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الصومالية.

واتهمت مصادر دبلوماسية صومالية عدداً من قادة المعارضة الصومالية المتحالفين مع اثيوبيا بالتورط في هذا العمل الاجرامي.

وأكدت ان الحكومة الصومالية تجمعت لديها معلومات في الآونة الأخيرة تفيد باعتزام «هؤلاء» القيام بمحاولات لتصفية واغتيال عدد من مسؤولي الحكومة بهدف اثارة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني في الصومال.

من جهة أخرى كشف الجنرال محمد نور جلال رئيس برنامج نزع الأسلحة التابع للحكومة الصومالية النقاب أمس وللمرة الأولى عن قيام السلطات الصومالية بتسليم ثلاثة من قيادات جماعة الاورومو السياسية المناوئة لأديس أبابا الى السلطات الاثيوبية. ولم يحدد الجنرال الذي كان يتحدث لراديو مقديشيو الذي يلتقط بثه في القاهرة اسماء هؤلاء القادة ولا طبيعة نشاطهم ضد اثيوبيا.

وقال الجنرال جلال «على مدى السنوات العشر الماضية عانى الصومال من الإرهاب بسبب جماعة الاورومو في اثيوبيا التي يقودها واكو جيتو الذي سبق له التحالف مع حسين عيديد أحد أبرز أمراء الحرب الأهلية في الصومال». واضاف «الآن هذه العناصر انتهت، ولا يوجد أي شكل من أشكال الإرهاب لدينا».

الى ذلك تلقت «الشرق الأوسط» معلومات حول حدوث انقسام سياسي في دويلة البونت لاند (أرض اللبان) التي يسيطر عليها العقيد عبد الله يوسف الذي اعلن انفصال هذه الدويلة عن باقي الصومال عام 1997. وأفادت المعلومات ان واريسمي عبدي شبيروة المستشار السياسي للعقيد عبد الله يوسف قد هرب بشكل مفاجئ الى مدينة بوصاصو الخاضعة لسيطرة جامع علي جامع الرئيس الشرعي لـ«البونت لاند». وزعم راديو مدينة جالايكو التي يسيطر عليها العقيد عبد الله يوسف انه ليس من الواضح دوافع هروب واريسمي الى خارج الاقليم.

وكان جامع علي جامع الذي وقع مع رئيس الوزراء الصومالي حسن أبشر فرح اتفاقية للمصالحة في كينيا أول من أمس قد نفى مزاعم سابقة لغريمه العقيد عبد الله يوسف بشأن وجود معسكرات لتدريب وإيواء إرهابيين في دويلة البونت لاند. واتهم جامع غريمه بمحاولة ترويج هذه المزاعم للإساءة الى المصالح العليا للشعب الصومالي.

وفي القاهرة حذر عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أمس الادارة الاميركية من مغبة الاقدام على أي عمل عسكري ضد بعض الدول العربية ومن بينها الصومال في إطار الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد قواعد الإرهاب في العالم. واعتبر موسى خلال لقائه محمد علي احمد كلاي وزير الثقافة والتعليم العالي الصومالي وعبد الله حسن مندوب الصومال لدى الجامعة العربية ان واشنطن تغامر بانفراط عقد التحالف الدولي ضد الإرهاب اذا ما قررت توجيه ضربة عسكرية ضد الصومال والعراق والسودان واليمن.

وقال المندوب الصومالي لـ«الشرق الأوسط» ان اللقاء استهدف وضع موسى في صورة التطورات الراهنة على الساحة الصومالية والجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. ونقل المندوب الصومالي عن الأمين العام للجامعة العربية قوله ان احتمالات تعرض الصومال لضربة عسكرية اميركية هي احتمالات ضعيفة اذا ما قورنت بالعراق.

وتعهد موسى بمواصلة الجهود لدى قادة ورؤساء الدول العربية ومخاطبتهم عبر رسائل رسمية لحثهم على تقديم مساعدات مالية عاجلة للصومال تنفيذاً للقرار الذي اتخذته القمة العربية التي استضافتها العاصمة الاردنية عمان خلال شهر مارس (آذار) الماضي والذي يقضي بمنح الصومال مساعدات اقتصادية بقيمة 450 مليون دولار، لمساعدة حكومته الانتقالية على اعادة إعمار وتأهيل الدولة التي دمرتها الحرب الأهلية الطاحنة التي اندلعت في اعقاب سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري عام 1991. وعلمت «الشرق الأوسط» انه سبق للأمين العام للجامعة العربية خلال الأشهر التسعة الماضية ان بعث مرتين بعدة رسائل الى القادة العرب في هذا الاطار.